ترك برس
بعد نجاح تركيا العام الماضي في إدراج مدينة أفس في ولاية إزمير ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بلغ عدد المواقع التركية المدرجة ضمن قائمة المنظمة الأممية 15 موقعا.
انضمت تركيا إلى قائمة التراث العالمي لأول مرة عام 1985 بخمسة مواقع هي منتزة جوريم الوطني ومواقع كابادوكيا الصخرية، والمسجد الكبير ومشفى ديورجي، والمناطق التاريخية في إسطنبول، ثم توالى دخول المواقع الأحد عشر في الأعوام التالية.
1- المسجد الكبير ومشفى ديورجي (Divriği Ulu Camii ve Darüşşifası)
أسسه الأمير أحمد شاه بن سليمان شاه مينغوقجلي في عام 626 هجرية، 1229 ميلادية. يشغل المسجد والمشفى المجاور له من الجنوب مساحة مستطيلة الشكل مقدارها 64 x 32 مترا. يمكن الدخول إلى هذا المسجد ذي الطراز الملكي عبر مدخلين، أحدهما من جهة الشمال، والآخر من جهة الغرب. ثمة ثغرة في الطرف الجنوبي للواجهة الشرقية تستخدم اليوم نافذة، بينما كانت في الأصل مدخلا إلى مقصورة السلطان. ويوجد دعامة ضخمة بنيت في العهد العثماني لتدعيم المئذنة الاسطوانية القائمة في الزاوية الشمالية الغربية.
تتألف قاعة الصلاة من خمسة أجنحة تشكلها أربعة صفوف من القناطر (العقود) الممتدة بشكل متعامد على جدار المحراب. وفي كل صف هناك أربع دعامات جسرية متصلة بعضها بعضا، ومتصلة بالجدران أيضا من الشرق إلى الغرب. ثمة 25 فسحة تكونها 16 دعامة، وهذه الفسحات مغطاة بالقباب والقناطر. الفسحة الموجودة أمام المحراب تعلوها قبة ذات 12 فصا. وزودت الفسحة المركزية مغطاة بقبة بيضوية الشكلبحوض للثلج. معظم الأقبية الثمانية التي تعلو فسحات الجانبين الشرقيين نجمية الشكل. وقد تعرض القسم العلوي من المبنى، وكذلك الواجهة الغربية إلى الانهيار جراء زلزال وقع في بداية القرن السادس عشر، ولذلك يعتقد أن القباب البيضوية الحالية حلت محل الأصلية.
بنيت الجدران والمئذنة والأقسام العلوية بكتل حجرية مزينة وخنلفة الأحجام، أما المحراب ومصاريع النوافذ فمشغولة بالخشب.
زينت المداخل والمنبر والمحراب والدعامات بزخارف منمقة، فالمدخل الشمالي، الذي يدعى أيضا مدخل باروك، لافت للانتباه بسبب الحلي المعمارية والأرابيسك والأطواق الزخرفية العريضة لأوراق النبات المتنوعة، بينما يشتمل المدخل الغربي، الذي يطلق عليه أيضا مدخل النسيج، على زخرفة نباتية وأشكال هندسية وصور طيور. أما المدخل الشرقي، الذي حول لاحقا إلى نافذة، فاشتهر بزخارفه الهندسية والنباتية. أما المحراب الخشبي فمكسو بزخارف نباتية وهندسية وكتابية بتقنيات تشتمل على فن شبيه بالكونديكاري، والنحت العميق ذي السطوح المدورة والتخريم.
تبلغ مساحة دار شفاء ملك طوران 32x 24 مترا مربعا، وقد بنيت بعرض المسجد نفسه، وتقع بجوار المسجد من جهة الجنوب. الدخول إلى دار الشفاء من الجهة الغربية. وتتبع تصميم المدرسة الأناضولية بثالثة إيوانات وفناء مسقوف. يتألف المبنى من طابقين. يزين مدخله زخرفة هندسية ونباتية على نقش بارز وقوالب عميقة تذكر بخصائص الفن القوطي.
يعد المسجد الكبير مع مشفى ديورجي صرحا معماريا نادرا، وزخارفه مغايرة لتصميم الفن التقليدي لدى سلاجقة الأناضول وأسلوبهم. ولعل معماريين ومعلمين مسيحيين اشتغلوا جنبا إلى جنب مع معماريين مسلمين في هذا المبنى الذي أدرج على قائمة اليونسكو عام 1985.
2- منتزة جوريم الوطني ومواقع كابادوكيا الصخرية (Göreme Milli Parkı ve Kapadokya)
تقع جوريم في منطقة نفسشهير وسط الأناضول، ويبلغ عدد سكانها 2550 شخص. ويحتضن وادي جوريم وضواحية أضرحة محفورة في الصخر تشكل شاهدا منقطع النظير على الفن البيزنطي في مرحلة ما بعد تحطيم الرموز الدينية، بالإضافة إلى مساكن وقرى خاصة بسكان الكهوف، ومدن جوفية متبقية من موطن بشري تقليدي تعود بداياته إلى القرن الرابع. انضمت حديقة جوريم الوطنية إلى قائمة اليونسكو عام 1985 .
3- المناطق التاريخية في إسطنبول (İstanbul'un Tarihî Alanları)
تقع المناطق التاريخية في إسطنبول في شبة جزيرة يحيط بها بحر مرمرة ومضيق البوسفور والقرن الذهبي. وتشمل هذه المناطق ساحة سباق الخيول في العهد البيزنطي التي تعرف الآن باسم ميدان السلطان أحمد، ومتحف آيا صوفيا الذي يعد أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط، ومسجد سليمان القانوني.
4- حاتوشا عاصمة الحيثيين (HATTUŞA: HİTİT BAŞKENTİ)
حاتوشا هي عاصمة الإمبراطورية الحثية التي كانت تغطي معظم تركيا المعاصرة. كشف عنها تحت أنقاض موقع بوغاز كوي شمال وسط الأناضول على البحر الأسود. تقع المدينة في منطقة جبلية تتخللها مرتفعات مختلفة أهمها مرتفع بويوك قلعة وبويوك كايا.
أحاط بالمدينة سور دفاعي أول، يليه سور ثان سماكته 8م، تعلوه الأبراج، وتخترقه ثلاث بوابات كبرى، تحرسها تماثيل «أبي الهول» عند البوابة الجنوبية و«الأُسُود» عند البوابة الغربية و«المحاربين» عند البوابة الشرقية، ويقود إلى داخل المدينة نفق حجري سرّي بطول 71م، تغطيه البلاطات الحجرية.
5- جبل نمرود (Nemrut Dağ)
جبل النمرود من أكثر الأماكن السياحية الجذابة في تركيا، ويبلغ ارتفاعه 2000 متر، وتقع أنقاض مملكة كوكاجين على قمته، واستمدت منه قوتها في القرن الأول قبل الميلاد. ويقع الجبل على بعد 40 كم شمال كاهتا بالقرب من مدينة أدي يامان. ويعد جبل النمرود جزءا من حلقة جبل الثور على ضفة نهر الفرات. وقد انضم الجبل إلى قائمة اليونسكو عام 1987.
6- هيرابوليس. ينابيع باموكالي ( Hierapolis-Pamukkale)
تعد ينابيع باموكالي الدافئة في تركيا، التي تظهر على شكل مدرجات باللون الأبيض من أشهر المزارات السياحية في البلاد، وقد تشكلت هذه المدرجات الجيرية عبر ملايين السنين، لكنها تعرضت لعبث الإنسان في فترات سابقة، وهو ما أفقدها بريقها الأبيض الناصع.
لكن السلطات التركية قامت ببعض الإجراءات للحفاظ على ينابيع باموكالي التي تعني في اللغة التركية "قلعة القطن"، مثل هدم الفنادق المحيطة بالمنطقة وحظر الاستحمام في هذه الينابيع الدافئة، وهو ما أدى إلى استعادة جزء من رونقها السابق حيث تلبس "قلعة القطن" ثوبا ناصع البياض حتى أثناء الليل.
وتعتبر باموكالي ثانية أشهر المزارات السياحية في تركيا، لأنها تزخر فضلا عن تلك الينابيع بالعديد من المواقع الأثرية لمدينة هيرابوليس، كالمسرح المدرج الذي أُعيد ترميمه مؤخرًا ومقبرة كبيرة ومعبد للإله أبوللو وبوابة المدينة.
7- مدينة ليتون التاريخية (Xanthos-Letoon)
يروى أن المدينة شيدت في القرن السابع قبل الميلاد، وحملت لقب “ليتو” المرأة التي أنجبت من “زيوس” الذي كان يعده الإغريق إله الآلهة في اعتقادهم. وتشير الروايات القديمة أن ليتو قرّرت الهرب من غضب “هيرا” زوجة زيوس السابقة، بعد أن أنجبت منه توأمها أرتميس وأبوللون واستقرت في هذا المكان. وتشير أعمال التنقيب التي أجريت في المنطقة أن القطع الأثرية التي عثر عليها تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد. انضمت المدينة إلى قائمة اليونسكو عام 1988.
8- مدينة سفرنبلو (Safranbolu)
من القرن الثامن وحتى ظهور السكة الحديد في مطلع القرن العشرين، شكلت سفرنبلو محطة مهمة للقوافل على الطريق التجارية الرئيسة بين الشرق والغرب. وقد تم بناء مسجدها القديم وحماماتها ومدرسة سليمان باشا عام 1322. وإذ بلغت المدينة أوجها في القرن السابع عشر، أثرت هندستها في تطور التخطيط المدني لجزء كبير من الامبراطورية العثمانية. انضمت المدينة لقائمة اليونسكو عام 1994.
9- طروادة (Truva veya Troya)
مدينة طروادة أو تروي مدينة بحريّة تاريخيّة قديمة تقع في آسيا الصغرى وتحديدا في منطقة الأناضول، وقد كانت تعرف بحصانتها وغناها وازدهارها. وبحسب الأسطورة فإن المدينة اكتسبت غناها وقوّتها من أن الآله بوسيدون إله البحر قام ببنائها ومعه أبولو إله الفن والشعر. انضمت المدينة إلى قائمة اليونسكو عام 1998.
10- جامع السليمية "جامع السلطان سليم الثاني" ضمن مجمعه بأدرنة (Selimiye Camii)
يعد جامع السليمية نموذجا لعمارة المهندس التركي الشهير معمار سنان المتميزة والثرية، وصل سنان إلى القمة في عالم البناء والتشييد في جامع السليمية الذي يعد أعظم ما بني حسب رأي خبراء العمارة. وقد شيده بناء على أمر من السلطان سليم الثاني الذي خلف والده سليمان القانوني في حكم الدولة العثمانية. والمجمع عبارة عن جامع ومدرسة ودار للقراء ودار للحديث.
واختار سنان أعلى ربوة في أدرنة ليقيم عليها الجامع بحيث يمكن مشاهدته من أنحاء المدينة، وبدأ سنان في بنائه سنة "976 - 1568 م"، وكان عمره آنذاك أربعة وثمانين عاما، وانتهى منه بعد ست سنوات.
وغطى سنان المكان كله في الجامع بقبة واحدة قطرها 31.5مترا دون اللجوء إلى أنصاف القباب التي كان قد استخدمها من قبل في جامع شاهزادة والسليمانية. وارتكزت القبة إلى قاعدة مثمنة محمولة على ثماني دعامات قوية، وهذا ما نلاحظه من رحابة في المكان وارتفاع في القبة.
للمسجد أربعة مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 70.81 مترا، وهي دقيقة نحيلة، وهي من أعلى المآذن في العالم، وتقع كل واحدة منها في زاوية من زوايا الجامع الأربع، وكل منها ذات ثلاث شرفات، وتتميز المئذنتان الواقعتان ناحية الباب الرئيسي بأن لكل شرفة من شرفاتها الثلاث سلالم مستقلة، أما المئذنتان الأخريان فلكل منها سلم واحد. ومنبر الجامع وميضأته من الرخام، وكتب خطوطه المولوي حسن بن قره حصاري.
مع هذه الرحابة والعظمة في إنشاء القبة والمآذن حظي الجامع من الداخل بالعناية في محرابه البالغ عمقه ستة أمتار، وبقبة بارتفاع منخفض، وبمنبره المنحوت من قطعة حجرية واحدة، ليكون شاهدا على براعة الصناع في تلك الفترة، بالإضافة إلى البلاطـات الخزفية التي تغطي جدران القبلية، ومحفل السلطان الواقع شمال المحراب، ويوجد أسفله نافورة صغيرة لشرب الماء، وزينت القبة بالكتابات القرآنية التي قام بها المولوي حسن بن قره حصاري.
وتحيط بصحن الجامع البوائك المغطاة بالقباب، وفي وسطه الشـاذروان الرخامي، وبهذا يعد جامع السـليمية عملا متكاملا من جميع النواحي الإنشائية والمعمارية والفنية والجمالية.
11- مدينة شاتال هويوك (Çatalhöyük)
إحدى أقدم المدن المعروفة هي مدينة تشاتال هويوك في الأناضول في تركيا، حيث يعود تاريخها إلى ما قبل 6000 سنة قبل الميلاد، وتقع حاليا بالقرب من مدينة كونيا وسط تركيا. انضمت المدينة إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2012.
12- قرية جومالي كيزيك (Cumalıkızık)
تقع قرية جومالي كيزيك شرق مدينة بورصة على طريق العاصمة التركية أنقرة، وتبعد عن مدينة بورصة 13 كم. وهي واحدة من القرى الخمس الموجودة على حواف "أولوداغ". وترتبط القرية بمنطقة (عثمان غازي). يعود تاريخ هذه القرية إلى ما قبل 700 سنة وهي إحدى القرى النادرة التي تمكّنت من المحافظة على البناء المعماري العائد للحقبة العثمانية والتي لا تزال تحتفظ بطراز الحياة التقليدية. انضمت القرية إلى قائمة التراث العالمي عام 2014.
13- مدينة بيرجامون (Pergamon)
تقع مدينة بيرجامون الأثرية القديمة بالقرب من مدينة برجاما المعاضرة . تعاقب الفرس والإغريق على حكم هذه المدينة في العصور القديمة، ثم بلغت المدينة أوجها حين أصبحت عاصمة لمملكة بيرجامون خلال الفترة الهلنستية تحت حكم الأتالية بين عامي 281-233 قبل الميلاد . وقد انضمت المدينة إلى قائمة التراث العالمي عام 2014.
14- أسوار ديار بكر وحدائق هوسال (Diyarbakır Kalesi ve Hevsel Bahçeleri)
تعد ديار بكر الواقعة جنوب شرق تركيا من أقدم المدن الأثرية في تركيا، ويحيط بها سور كبير يعد ثاني أكبر سور في العالم بعد سور الصين العظيم، إذ يبلغ طوله 5500 مترا. وبني هذا السور مع المدينة والقلعة التي تحتوي على عدة أبراج. بنيت الأسوار على صخور شديدة الانحدار من الجهة الشرقية، ويحيط بها من الجوانب الأخرى خنادق مائية بعمق 6 أمتار وعرض 15 مترا. وهي الآن مملوءة بالتراب. يتراواح ارتفاع السور الرئيس ما بين 8 أمتار و12 مترا وعرضه ما بين 4 و5 أمتار. ويعزز الأسوار 78 برجا. وتوجد بوابة في كل من الاتجاهات الأربعة الرئيسة هي: بوابة دجلة من الشرق، وبوابة هاربوت أو الجبل من الشمال، وبوابة أورفة أو الأناضول من الغرب، وبوابة ماردين أو باب التل من الجنوب، أما الحصن الداخلي فيشتمل على بوابة رئيسة مخفية "البوابة السرية" تؤدي إلى ضفة نهر دجلة.
وهناك ثلاثة أبراج ضخمة أضيفت إليها الزخرفة في العهد التركي، وقد بقيت معظم أجزائها في حالة جيدة حتى الآن. بنيت معظك أسوار الحصن من الحجر المقطوع من البازلت مع حواف من الحجر الكلسي.
15- مدينة أفس (Efes)
مدينة أفس أو أفسس إحدى عجائب الدنيا القديمة أسستها مدينة روما في عصر الدولة اليوناينة القديمة وقد بلغ عدد سكانها 255 ألف و ذلك قبل الملاد بقرون، وقد أهلها ذلك لتصبح واحدة من أكبر المدن في العالم القديم حيث كانت تعتبر تركيا من أهم دول العالم القديم في آسيا الصغرى. من أهم معالم المدينة معبدها الرئيسي الذي أقيم على ضريح متهدم، ويعتبر المكان المفضل للسياح عند زيارتهم للمدينة. كذلك مجمع أفسس الذي يعد واحد من سبع كنائس ذكرت في سفر الرؤيا ، في الكتاب المقدس. وقد انضمت إلى قائمة التراث العالمي في العام الماضي.
مراجع
موقع اليونسكو للتراث العالمي
صحيفة يني شافاق باللغة الإنجليزية
موقع اكتشف الفن الإسلامي
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!