ترك برس
لا تكاد الآلة الإعلامية الغربية تتوقف عن توجيه انتقادات يومية لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، فإن لم تجد سلبية، وجهت أسهم النقد إلى الإيجابيات، حتى أصبح ينطبق عليها المثل العربي الدارج "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب".
وكانت آخر الانتقادات تقرير نشرته وكالة ميديا لاين الصهيونية التي تصدر من الولايات المتحدة، هاجمت فيه إنشاء مطار إسطنبول الجديد، وزعمت أن الهدف منه زيادة شعبية الرئيس أردوغان، وتعزيز قوة تركيا الناعمة، رغم عدم حاجة تركيا إليه.
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن مطار أتاتورك الذي انتقلت حركة المسافرين منه إلى مطار إسطنبول الجديد مؤخرًا، كان يشهد ازدحامًا بالطائرات والمسافرين، وأن إسطنبول تحولت إلى مركز إقليمي وعالمي مهم لحركة الطيران، ليكون إنشاء المطار العملاق حاجة ماسة ومشروعًا استراتيجيًا وليس ترفًا سياسيًا.
وقال نيكولاس دانفورث، كبير المحللين السياسيين المتخصصين في الشؤون التركية في مركز سياسات الحزبين في واشنطن للوكالة الصهيونية، إن الحكومة لديها اهتمام كبير بالترويج لللخطوط الجوية التركية من خلال تحويل إسطنبول إلى مركز طيران أكثر أهمية.
وأضاف أن الخطوط الجوية التركية كانت على مدى العقد الماضي واحدة من أكثر جوانب نجاح قوة تركيا الناعمة، مشيرا إلى أنها واحدة من الأمثلة القليلة التي تستطيع أنقرة إبرازها للاستفادة حقًا من مقولة أن تركيا جسر بين الشرق والغرب .
أما الخبير في الشؤون التركية سليم سازك، فقال للوكالة الصهيونية إن الخطوط الجوية التركية ساعدت في تحسين صورة تركيا في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الشركة تحتفظ بطرق غير مربحة إلى أماكن تسعى تركيا فيها إلى زيادة نفوذها مثل آسيا الوسطى.
وأضاف أن نمو الخطوط الجوية التركية ساعد أيضًا في زيادة شعبية أردوغان محليًا، حيث قامت الشركة إلى جانب شركة بيغاسوس بتخفيض أسعار الطيران وجعله بأسعار معقولة، ومن ثم تمكين ذوي الدخل المنخفض من السفر إلى جميع أنحاء البلاد.
وقال سازاك: "لقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في شعبية أردوغان".
وتوفر شركات الطيران أيضًا خيارات غير مكلفة للأتراك الذين يعيشون في الخارج، بمن فيهم 3 ملايين مواطن يعيشون في ألمانيا. ويمثل الأتراك ذوو الدخل المنخفض بالإضافة إلى أعضاء الشتات التركي جزءًا مهمًا من قاعدة أردوغان السياسية، على حد زعم سازك.
ويزعم سازاك أنه كان من الممكن إنفاق الأموال التي كلفها إنشاء المطار الجديد بطريقة أكثر فعالية لمساعدة الخطوط الجوية التركية على التوسع، مثل إضافة المزيد من الوجهات، متجاهلا بذلك حقيقة أن المطار الجديد سيحقق عائدات بقيمة 22 مليار يوروخلال 25 سنة، وسيسهم في تحويل أرصدة المال العالمي إلى إسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!