ترك برس
رأى الباحث والمستشار السياسي، باسل الحاج جاسم، أن اتفاق "سوتشي" المبرم بين تركيا وروسيا حول محافظة إدلب السورية، يبدو اليوم متماسكاً أكثر من أي وقت مضى، وأن موسكو تريد إنهاء ملف إدلب "برضى وتنسيق مع أنقرة".
وفي 17 سبتمبر / أيلول 2018، وقعت تركيا وروسيا اتفاق "سوتشي" بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبها المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
وقال الحاج جاسم "الواضح أنه لا يوجد استعجال في تنفيذه كاملاً دفعة واحدة لا من جانب موسكو ولا من جانب انقرة، والعمل جارٍ بشكل تدريجي، وهذا ما كشفت عنه بعض التصريحات المتعلقة بالدوريات المشتركة الروسية التركية والمقررة في أيار/مايو المقبل".
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية في حديث لصحيفة "القدس العربي"، أن كلاً من روسيا وتركيا في حاجة للسلام في المنطقة بالإضافة للشق الاقتصادي وقطاع الطاقة وهو ما يشكل أساساً للتعاون أكثر بين البلدين، واستمرار المعارك يعني المزيد من الخسائر بين القوات الروسية وانتشار التطرف والانفصالية في المنطقة.
وأمام المعطيات، يصعب القول حتى الآن أن إدلب قد تجاوزت مرحلة الخطر، حسب الحاج جاسم، وذلك "لوجود مجموعات على قوائم الإرهاب منتشرة فيها".
وأضاف، أن التعامل مع هذه المجموعات الجهادية سيأخذ طابعا أمنياً استخباراتياً بحتاً مع ضربات وأعمال عسكرية محدودة ومنظمة ومدروسة، فلا أحد يريد مزيداً من موجات اللجوء.
كما أنه لا أحد ايضاً يقدر اليوم على تحمل تداعيات أي كارثة إنسانية جديدة قد تحدث مع وجود قرابة خمسة ملايين مدني في إدلب ومحيطها، بالإضافة إلى ان روسيا لا تريد استفزاز الدول الأوروبية لا بموضوع موجات اللاجئين أو تسرب المتطرفين حاملي الجنسيات الأوروبية بتسربهم وعودتهم من جديد بلدانهم في حال شن اي عمل عسكري واسع و غير مدروس.
والاهم من ذلك هو أن روسيا تريد إنهاء ملف إدلب ولكن ليس رغماً عن موقف تركيا وإنما برضى وتنسيق مع انقرة.
إيران اليوم حسب الحاج جاسم "لاعب ثانوي في سوريا في ظل الاستهداف الإسرائيلي الدوري لمجموعاتها داخل الأراضي السورية، كما أنها أشبه بحليف صامت لروسيا، فطهران تستطيع التأثير في بعض مجريات الأمور، لكن لا يمكنها تغيير مسار الأحداث..
ورأينا كيف تم استبعادها من قمة اسطنبول الرباعية حول سوريا وإدلب على وجه الخصوص، التي جمعت قادة روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا في اسطنبول وسيكون هناك قمة ثانية على المستوى نفسه قريباً".
تواجه اتفاقية سوتشي المبرمة بين تركيا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، خطرا كبيرا، نتيجة مواصلة قوات النظام السوري استهدافها المدينة التي يقطنها نحو 4 ملايين مدني.
وعقب إبرام الاتفاقية، أوقفت روسيا وقوات النظام السوري غاراتهما الجوية على إدلب لفترة وجيزة، ما أتاح الفرصة لعودة نحو 80 ألف سوري إلى ديارهم، حسب تقرير لوكالة الأناضول التركية.
ولم يمضِ وقت طويل على فترة الهدوء هذه، لتعود قوات النظام السوري والميليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا، الى استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين والخالية تماما من أي مجموعة مسلحة.
تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة التركية لديها 12 نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب، فيما لدى الجيش الروسي 10 نقاط تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة حول سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!