محمد صويصال – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

لا تلقوا بالًا إلى من يقولون إن فرنسا انهزمت أمام اللوبي الأرمني..

برأيي، الفرنسيون هم من أسسوا اللوبي الأرمني وهم من يوجهونه..

ويدفعونه للهجوم علينا..

***

هناك بعض الألاعيب الكلاسيكية القذرة تلجأ إليها الدول على النحو التالي:

إما تنظيم إرهابي

وإما كيان سياسي

أو حملة إعلامية

وهناك أيضًا أسلوب التغلغل في المؤسسات الحساسة للدولة، والتخطيط لألاعيب خفية في أروقة السلطة..

كل ألعوبة لها نهاية، لكننا ندرك كل شيء بعد أن تنسحب مياه المد.

***

كتبنا عن الآثار الدامية للفرنسيين الذين يتهموننا بارتكاب إبادة جماعية.

في حين أن تاريخهم حافل بالإبادات..

لا داعي للذهاب بعيدًا جدًّا..

حسبنا أن نستذكر الإبادة الجماعية في رواندا فقط..

***

وقعت الإبادة في رواندا عام 1994.

نشرت الأمم المتحدة تقريرًا يؤكد صحة الادعاءات حول مشاركة فرنسا في الإبادة التي ارتُكبت في رواندا.

بحسب تقرير لجنة التحقيق:

تم التأكد من أن فرنسا كانت على علم بالتحضيرات من أجل ارتكاب الإبادة الجماعية، التي أسفرت عن مقتل 800 ألف من التوتسي والمعتدلين الهوتو، في الفترة ما بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب 1994.

يقول التقرير إن القوات العسكرية الفرنسية المشاركة في "عمليات المساعدة الإنسانية" في المنطقة، قدمت دعمًا مباشرًا للإبادة.

أما العالم، فكان يغطي هذه الإبادة الوحشية بملاءة بيضاء..

***

هذا ما فعله الفرنسيون ويفعلونه في كل مكان.

تاريخهم حافل بالاستعمار والمجازر والاحتلال.

هل خرج أحد ليصرخ في وجه العالم وفرنسا:

ما شأنكم في غازي عنتاب وهطاي وشانلي أورفا وقهرمان مرعش؟

هل استطعنا طرح هذا السؤال على العالم؟

ومن تمكن من الإجابة عنه؟

برأيي، لا أحد..

***

في عام 1917، شارك 400 عالم في ندوة دينية انعقدت في تشاد..

داهمت قوات فرنسية مسلحة صالة الندوة وقتلت جميع العلماء الموجودين فيها..

جعلونا أشخاصًا يبحثون عن ذاتهم باستمرار..

نعود باستمرار إلى نقطة البداية، ونُشغل دائمًا بالرد على الأكاذيب والافتراءات..

يتهموننا ويجبروننا دائمًا على الدفاع عن أنفسنا..

أما هم، فينشغلون بمسح آثار أقدامهم الدامية في التاريخ..

عن الكاتب

محمد صويصال

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس