هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
إيران- العراق- سوريا.. أن تكون جارًا لهذه البلدان الثلاثة هو بحد ذاته مشكلة كبيرة. لكن مكانة اللاعب الإقليمي تقتضي إقامة علاقات طيبة ورعاية المصالح المتبادلة إذا كنت على تخوم الشرق الأوسط وجارًا للبلدان المذكورة.
ومع ذلك، ليست المعادلة بهذه البساطة. يجب ألا ننسى أن القوى الخارجية والقوى في هذه المنطقة تعيش منافسة مستمرة.
سننظر في تفاصيل زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى العراق. أول ما يتبادر إلى الأّذهان عند ذكر هذا البلد الأمن هو وجود تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في شماله.
نبدأ مع مزاعم إجراء تركيا محادثات مع "قسد"، فرع "بي كي كي" في سوريا. صاحب الادعاء مساعد وزير الدفاع الأمريكي تشارلز سومرز، الذي قال: "لن أعلق على المحادثات الجارية بين حليفتنا تركيا وشريكتنا قسد".
لم يصدر بيان رسمي بالخصوص، لكن سألت مصادري في أنقرة فكان الجواب "الإدعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة. ليس هناك مباحثات عبر أي قناة أو مؤسسة".
سألت المصادر عن مفاوضات المنطقة الآمنة مع واشنطن، فأجابت أن العمل مستمر على الخريطة بين عسكريي ودبلوماسيي ومسؤولي البلدين، مشيرة إلى عدم حدوث تغيير في موقف الجانبين.
نظرة إلى إيران عبر زيارة العراق
انتهت المرحلة العصيبة لتشكيل الحكومة في العراق. علاوة على تأسيس علاقات طيبة ورعاية المصالح المشتركة تمتعت زيارة جاووش أوغلو للعراق بالأهمية لتزامنها مع التطورات المتعلقة بإيران.
قضيتان مهمتان على صعيد الزيارة، الأولى هي العقوبات الأمريكية على إيران، والثانية هي مساعي طهران للسيطرة أكثر على العراق. لا تفضل تركيا ولا الولايات المتحدة خضوع العراق للسيطرة الإيرانية.
علاوة على ذلك، من الضروري الأخذ بالاعتبار تطور هام في الآونة الأخيرة، وهو تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الطرق البحرية في نقل النفط.
حذرت الولايات المتحدة إيران من أنها لن تتسامح مع خطوة من هذا القبيل، ليصبح احتمال نشوب "قتال قريب" مطروحًا على الطاولة.
تهدف تركيا لرفع العلاقات إلى مستوى أعلى مع العراق من أجل تحقيق التوازن في مثل هذه الظروف. ولهذا أعلن جاووش أوغلو خلال الزيارة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور العراق وأن اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع سينعقد بين البلدين.
مكافحة الإرهاب
من بين ما تنتظره تركيا من العراق مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بكل معنى الكلمة. في كل المباحثات التي جرت بين البلدين حتى اليوم طلبت أنقرة بوضوح سواء من حكومة إقليم شمال العراق أو من الحكومة المركزية في بغداد تطهير أراضي العراق من إرهابيي "بي كي كي" سواء بمفردهما أو بالتعاون مع تركيا، التي تقوم بالمهمة حاليًّا بمفردها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس