طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
أدلت وزارة الخارجية الأمريكية ببيان حول قرار اللجنة العليا للانتخابات القاضي بإعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، فقالت: "نأخذ بعين الاعتبار هذا القرار الاستثنائي".
الوزارة نفسها علقت على الطعون المقدمة ضد نتائج الانتخابات، ليلة 2 أبريل/ نيسان فقالت إنه "لا داعي للاعتراض على النتائج".
تعتبر الولايات المتحدة القرار الصادر عن القضاء التركي "استثنائي". هذا التوصيف وحده يكشف عن ماهية المسألة بشكل تام. فالولايات المتحدة تقرأ النتائج والقرارات الصادرة عن القضاء المستقل أينما كان في العالم، في ضوء مصالحها فقط.
إذا كانت نتائج الانتخابات لصالحها فهي تعتبرها "ديمقراطية"، وإن لم تكن على هواها فتعتقد أن لها الحق في إعلانها "غير مشروعة".
إذا كان قرار قضائي ما متوافق مع مصالحها فهي تصفق له، وإن لم يكن فتعتبره "استثنائيًّا".
على سبيل المثال، لا تهنئ الولايات المتحدة أردوغان على فوز حزبه في انتخابات اقتربت نسبة المشاركة فيها من 90 في المئة، لكنها تعلن الانتخابات الانقلابية، التي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 40 في المئة، في مصر مشروعة، وتهنئ الانقلابيين.
يستقبل البيت الأبيض قادة الإمارات حيث لا وجود للانتخابات أبدًا، في زيارات رسمية.
لا حاجة للحديث حال العراق، الذي احتلته الولايات المتحدة عام 2003 بحجة "جلب الديمقراطية". بعد الإطاحة بصدام حسين عينت بول بريمر واليًا على العراق، الذي يعاني منذ 16 عامًا بسبب دستور وضعه ذلك الوالي الأمريكي.
تواجه ليبيا حاليًّا هجمات الجنرال الانقلابي حفتر، الذي وضعته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحت حمايتها على مدى سنين، ثم أرسلته إلى ليبيا عام 2014.
ولننظر في أمثلة من التاريخ القريب. أعلنت الولايات المتحدة القدس، التي تعتبرها الأمم المتحدة مستقلة بموجب القانون الدولي، عاصمة لإسرائيل، عبر توقيع غير قانوني لترامب.
وضمت مرتفعات الجولان السورية إلى الخريطة الإسرائيلية، بتوقيع واحد، رغم أن الأمم المتحدة تعتبرها أراضٍ محتلة بموجب القانون الدولي.
هناك الكثير من "القرارات الأمريكية الاستثنائية" من فيتنام إلى نيكاراغوا ومن إيران إلى أفغانستان.
نأتي إلى تركيا. الولايات المتحدة هي القوة التي وقفت وراء جميع الانقلابات من 1960 وحتى 1980، وأخيرا المحاولة الانقلابية لتنظيم "غولن".
والآن، الولايات المتحدة هذه، تقول "أنا هنا" بالتعليق على القرار الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات بشأن إسطنبول، وتضيف بلهجة ملؤها الوعيد "نضع القرار الاستثنائي بعين الاعتبار".
لأن تركيا تلوي ذراع الولايات المتحدة، إذا جاز التعبير، من خلال موقفها بخصوص تنظيم "بي كي كي" في سوريا، واتفاقية منظومة إس-400 مع روسيا، وعصابات نهب الغاز الطبيعي في شرق المتوسط. هذه هي أسباب التهديد بعدم تسليم مقاتلات إف-35 أو بخصوص قرار إعادة الانتخابات.
تتحدث وتهدد علنًا. وهي بذلك تحسن صنعًا، حتى يكون من لم يدرك الحقيقة بعد على بينة من الأمر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس