ترك برس
ناقش خبراء ومحللون خلال برنامج على قناة الجزيرة القطرية، خلفيات التصعيد العسكري الجديد الذي يستهدف محافظة إدلب من قبل النظام السوري بدعم روسي، والمخاوف من تداعياته الإنسانية، فضلًا عن سيناريوهات هذا التصعيد وسبل توقفه.
وقال عضو تجمع ثوار سوريا عمر إدلبي إن العملية العسكرية التي بدأها النظام السوري -بالتعاون مع روسيا- في إدلب ستكون محدودة في نطاق الإستراتيجية الروسية، التي تسعى لتمكين النظام السوري من السيطرة على المنافذ السورية، ولن تتوسع إلى مناطق أخرى.
وأضاف أن التحرك الواسع بكل منطقة إدلب سيؤدي لتضرر قرابة ثلاثة ملايين سوري أغلبهم من النازحين الذين هجّرهم النظام من مناطقهم، ولهذا سيكتفي النظام وروسيا بالعمليات المحدودة لأنهم يعلمون أن من في هذه المناطق سيدافعون عنها حتى آخر رمق ولن يستسلموا بسهولة.
وفي المقابل؛ قال الكاتب والباحث السياسي التركي محيي الدين أتامن إن تركيا وعدت روسيا وإيران -بمقتضى اتفاق سوتشي- بأن تفكك المجموعات الإرهابية بالمنطقة، ولكن تركيا ذكرت أن التفكيك لن يكون بالأمر السهل لوجود مدنيين بهذه المناطق، وبالتالي ستعطي أولوية للمناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية لأن ذلك يمس أمنها الوطني.
ومن جانبه؛ قال الكاتب والباحث الروسي رسلان قربانوف إن الحديث عن مواقف مجموعة العمل بشأن سوريا لن يكون سهلا بسبب التباين في الموقف بين روسيا وتركيا، وأضاف أن التصعيد الحاصل في إدلب يظهر هذا التناقض، ويعود هذا التناقض لاختلاف الأهداف والغايات لدى كل جانب.
https://www.youtube.com/watch?v=TDZd4BhI8bk
ويرى أتامن أن التوقيت والمناخ المحيط بعملية إدلب -خصوصا مع الانشغال الأميركي بمنطقة الخليج والانشغال التركي بالوضع الداخلي- منح روسيا والنظام السوري الوقت لفرض أمر واقع في إدلب لكن تركيا ترفض ذلك، أما حديث روسيا عن تأمين قاعدتها العسكرية فهو ذرّ للرماد في العيون، وهدف النظام السوري واضح ومعروف وهو السيطرة على كامل المنطقة.
وأضاف أن الواقع السوري يفرض على تركيا وروسيا التعاون من أجل إنجاح صفقة بيع صواريخ "أس 400" الروسية لتركيا التي تعارضها أميركا، وأيضا العلاقات التجارية بين البلدين، وتعاون أميركا مع قوات حماية الشعب الكردية، وهو ما يحتم على روسيا وتركيا التنسيق بينهما لحماية مصالحهما المشتركة.
وكشف قربانوف أن هناك رأيا موحدا لدى المحللين الروس بشأن تنفيذ الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا والمتعلق بإدلب، وأنهم يرون أن أردوغان عاجز عن تنفيذه، لكن تصريحات الرئيسين التركي والروسي توحي بأنهما يضعان الجانب الإنساني ضمن أولوياتهما.
وبينما لا تريد تركيا استقبال موجة جديدة من اللاجئين إليها؛ ترى روسيا أن اشتداد المعارك سيوّلّد موجة جديدة من الجهاديين المتشددين.
وتوقع إدلبي أن يتم إدخال تعديلات على اتفاق سوتشي قد تتضمن الأخذ بمقترح هيئة تحرير الشام، وهو أن يقوم عناصرها بمرافقة القوات التركية والروسية المراقبة للمنطقة المنزوعة السلاح.
واستبعد أتامن أن يتم تصعيد شامل لأن ذلك سيكون مكلفا من الناحية الإنسانية والدبلوماسية والسياسية، لأن التصعيد يعني موجة جديدة من اللاجئين وهو مكلف للغاية لتركيا والدول الأوروبية.
أما الكلفة السياسية فتتمثل في هجمة جديدة من الإرهابيين بسوريا والمنطقة مما سيساهم في المزيد من عدم الاستقرار، وقد يكتب نهاية التفاهم بين روسيا وتركيا وإيران.
ويرى قربانوف أن التصعيد لن يكون آخر مشاكل نظام الأسد لأن هناك العديد من الأراضي غير الخاضعة لسلطته، ومن الصعب على الأسد إعادة السيطرة أو لملمة الأراضي التي لم تعد تحت قبضته.
وتوقع أن تضغط روسيا وإيران على الأسد ليتخلى عن هذه المناطق خصوصا التي تقع على الحدود مع تركيا.
ولم يستبعد إدلبي أن يتم رفع الغطاء الدولي عن هذه المنطقة، لكن خيار التصعيد سيكون بمثابة خط النهاية بين العلاقات التركية الروسية وإلى غير رجعة، وسيكون إعلان وفاة لمسار أستانا.
ومنذ مطلع مايو/ أيار الحالي، صعدت قوات النظام السوري وحلفائه الروس والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، وتيرة اعتداءاتها على مناطق "خفض التصعيد" في إدلب.
ومنتصف سبتمبر/ أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا، روسيا، إيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة "خفض تصعيد" في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو من العام ذاته.
وفي سبتمبر 2018، أبرمت تركيا وروسيا، اتفاق "سوتشي"، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول خلال العام نفسه.
وحاليا، يقطن في منطقة خفض التصعيد نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف ممن هجرهم النظام من مدنهم وبلداتهم بعد سيطرته عليها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!