محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بقي 32 يومًا على انتخابات إسطنبول في 3 يونيو/ حزيران. إنها مدة طويلة بالنسبة للسياسة، الكثير من الأشياء قد يتغير، وأولها إمكانية انفراط عقد تحالف حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد مع حزب الشعوب الديمقراطي الحائز على دعم بعض الأوساط السياسية المحافظة.
هذا ليس أمرًا مفاجئًا، لأنه لا يوجد أي مبدأ سياسي يجمع هذا التحالف، فيما عدا معارضة حزب العدالة والتنمية. وبسبب انعدام المبدأ لا يضع حزب الشعب الجمهوري اسمه في المقدمة وإنما يدفع مرشحه "الملمَّع" أكرم إمام أوغلو إلى الواجهة.
أما إمام أوغلو، فهو لا يتحدث أبدًا عن المشاكل السياسية الرئيسية في تركيا. وفي الواقع لا يمكنه لأنه إذا أرضى طرفًا سيغضب الآخر.
هذا التحالف مصطنع ومن الممكن أن ينفرط عقده في أي لحظة. بدأنا نرى المؤشرات على ذلك منذ الآن. يدور نقاش حاليًّا في حزب الشعوب الديمقراطي وأوساطه يتمحور حول سؤال "هل نمنح أصواتنا لحزب العدالة والتنمية أم لحزب الشعب الجمهوري؟".
سواء أكان أوجلان هو من أوعز ببدء هذا النقاش، أم أنه من بنات أفكار أوساط الحزب فالنتيجة واحدة، بدأ النقاش والتساؤل حول تحالف "الشعوب الديمقراطي" مع "الشعب الجمهوري".
أشعل فتيل النقاش نائب حزب الشعوب الديمقراطي إمام طاشجي أر، بقوله إن "الأكراد قد يمنحون أصواتهم في إسطنبول إلى حزب العدالة والتنمية".
وقال طاشجي أر: "في الانتخابات السابقة كان هناك حوالي 300 ألف كردي يمنحون أصواتهم لحزب للعدالة والتنمية. لم يصوّت هؤلاء للعدالة والتنمية في انتخابات 31 مارس. لكنهم لم يصوتوا أيضًا لحزب الشعب الجمهوري. لأن سجل الشعب الجمهوري تجاه الأكراد سيئ. ولهذا سيصوّت الأكراد بشكل براغماتي في ضوء مصالحهم الخاصة".
تلقى هذا الموقف أول دعم من نور الدين دميرطاش، أحد الشخصيات النافذة في تنظيم "بي كي كي" الإرهابي. ورغم أن دميرطاش وبيسه هوزات ودوران قالقان، وهم من قادة التنظيم، أعربوا عن دعمهم لإمام أوغلو، إلا أنهم عادوا وقالوا:
"على حزب الشعب الجمهوري ألا يعتبر أن أصوات الأكراد مضمونة في جيبه. الجدل حول إمكانية التوصل لحل مع حزب العدالة والتنمية أمر آخر. ما نريد قوله هو أن على حزب الشعب الجمهوري أن يأخذ على عاتقه هذه المهمة. لكن إن لم يفعل فعليه ألا يأمل بالحصول على دعم من الشعب الكردي".
كما يتضح، الأمور تتجه إلى التعقد. كتبت في وقت سابق، لم يصرح حزب الشعب الجمهوري علنًا عن تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي. ولم يعترض على إهداء حزب الشعوب الديمقراطي نسبة 13 في المئة التي حصل عليها في انتخابات 7 يونيو 2015، إلى قيادة بي كي كي في قنديل. لهذا لن يكون سهلًا على الحزبين أن يسيرا معًا في رحلة طويلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس