ترك برس
يصادف اليوم السابع والعشرين من مايو/ أيار الذكرى الـ59 للانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا عام 1960 ضد حكومة رئيس الوزراء المنتخب عدنان مندريس، والذي تم إعدامه واثنين من رفاقه.
ويعد انقلاب 1960 هو أول انقلاب في تاريخ الجمهورية التركية والانقلاب الذي أدى إلى بدء عهد الانقلابات والوصاية العسكرية على الحياة السياسية في تركيا.
وشهد يوم 27 مايو/أيار 1960، قيام مجموعة من الضباط بقيادة الجنرال جمال غورسيل بالسيطرة أولاً على قيادة الجيش ثم الإطاحة بحكومة الحزب الديمقراطي المنتخبة من قبل الشعب.
وشكل الضباط لجنة مكونة من 38 شخصاً لإدارة البلاد وأطلقت على نفسها اسم "لجنة الوحدة الوطنية"
قامت لجنة الوحدة الوطنية بإحالة 235 جنرالا وخمسة آلاف ضابط بالجيش بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد. كما قامت باعتقال مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة والقطاع الحكومي، فضلاً عن قيادات الحزب الديمقراطي الحاكم بقيادة عدنان مندريس.
وأجريت محاكمات لـ 592 شخصاً، تمت المطالبة بإعدام 288 شخصاً منهم.
وصدر الحكم بالإعدام لـ 15 شخصاً على رأسهم رئيس الوزراء عدنان مندريس ووزيري الخارجية فاتن روشتو زورلو والمالية حسن بولاطقان. كما عوقب 31 شخصاً بالسجن المؤبّد.
وتم تنفيذ حكم الإعدام للوزيرين زورلو وبولاطقان في 16 سبتمبر/أيلول 1961، فيما أعدم عدنان مندريس يوم 17 سبتمبر/أيلول 1961 في جزيرة "ياسي أدا" في بحر مرمرة.
بانقلاب 1960 بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية على الحكومات المنتخبة وتدخلات الجيش وفرض وصايته على الحياة السياسية في البلاد والتي كانت تحدث تقريباً مرة كل عشرة أعوام.
وبعد 29 عاما، صادق البرلمان التركي، في 11 أبريل/ نيسان 1990، على قانون أعاد فيه الاعتبار إلى عدنان مندريس وأصدقائه الذي أعدموا معه.
وبموجب هذا القانون، نُقل رفات مندريس، بولات قان وزورولو من جزيرة "إمرالي" في بحر مرمرة، ودفنوا بمراسم رسمية في شارع الوطن بإسطنبول، يوم 17 سبتمبر/ أيلول 1990.
وعقب مرور 52 عاماً على الانقلاب، وبالتحديد في أبريل/نيسان 2012، شكل البرلمان التركي لجنة التحقيق في الانقلابات والمذكّرات التحذيرية للحكومة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، تم تسمية جزيرة "ياسي أدا" بجزيرة "الديمقراطية والحرية"، ليتم بذلك مسح أثر آخر من آثار الانقلاب.
وولد علي عدنان مندريس عام 1899 في ولاية أيدين غربي تركيا، وكان عضوا في حزب "الشعب الجمهوري" آنذاك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، وأصبح نائبا عن الحزب عبر الانتخابات المبكرة، عام 1931.
ثم أصبح نائبا للحزب عن ولاية "أيدين" في انتخابات 1935 و1939 و1943، وتولى طيلة هذه الفترة مهاما في الكتلة البرلمانية لـ"الشعب الجمهوري".
وبحلول 7 يناير/ كانون الثاني 1946، أُسس مندريس الحزب "الديمقراطي" مع رفاقه جلال بياروفؤاد كوبريلي ورفيق كورالتان.
وعقب فوزه مندريس بمنصب رئاسة الوزراء، قام بالعديد من الإجراءات التي أعادت لتركيا هويتها وكان أبرزها إعادة الأذان باللغة العربية بعد أن تم تحويلها إلى التركية على يد حزب الشعب الجمهوري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!