نديم شنر – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
الطريق الوحيد لتكون حليفًا للولايات المتحدة هو أن تنفذ كل ما تريده، وهذا ليس "تحالفًا" وإنما "تبعية". أموالها كثيرة تشتري بها ذمم الرجال والإعلام والمؤسسات والأحزاب. كل ما يهمها هو تنفيذ رغباتها.
لا تهمها الشرعية، تدعم من تشاء سواء أكان دولة أم تنظيمًا إرهابيًّا. رحل أوباما الديمقراطي وجاء ترامب الجمهوري، لكن لم يتغير شيء.
قبل أعوام طلبت تركيا مسدسات "سيغ ساور" لكن الكونغرس منع الصفقة. بعد ذلك، طلبت باتريوت، ومرة أخرى رفض الكونغرس، لكن في الوقت نفسه كان يمنح الأسلحة ومضادات الدبابات ومضادات الطائرات لتنظيم "بي كي كي" في سوريا.
لم تبع الولايات المتحدة تركيا، التي تقول إنها حليفتها، مسدسات، بيد أنها لم تر حرجًا في منح "بي كي كي" الذي تعتبره إرهابيًّا، كل هذه الأسلحة. وعندما قررت تركيا شراء صواريخ إس-400 من روسيا لتدافع عن نفسها، ردت بواشنطن بعنف وحرضت الناتو عليها.
السبب واضح، وهو أن أنقرة أفسدت خطة الولايات المتحدة في تأسيس دولة إرهابية تحت سيطرة "بي كي كي" في سوريا، على طول الحدود مع تركيا.
اتضحت النوايا الأمريكية. غاية واشنطن هي الوصول إلى الموارد الطبيعية في المتوسط من أجل أمن إسرائيل، من خلال الحزام الإرهابي على طول حدود سوريا.
إذن خطوات أنقرة تفسد هذا المخطط، ولذلك تعترض واشنطن على صفقة إس-400، وتريد الحيلولة دون دفاع تركيا عن نفسها. تفعل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لجعل تركيا عزلاء بلا دفاع. وتعمل على استبعادها من مشروع إف-35 وتهدد بفرض عقوبات على صناعاتها الدفاعية.
وبينما تسعى أمريكا لحرمان تركيا من حقوقها المشروعة عبر قانون "EastMed" الذي أقرته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تؤسس مع قبرص واليونان وإسرائيل شركات للتنقيب عن الغاز.
تسعى واشنطن لإثارة أزمة في مياه لا حق لها فيها تحت مسمى "مركز الطاقة للولايات المتحدة- شرق المتوسط"، وتلغي حظر توريد السلاح إلى قبرص بعد 32 عامًا، وتقدم مساعدات بالسلاح إلى اليونان بقيمة 3 ملايين دولار.
بدأت الصفوف تتمايز، سياسات الولايات المتحدة تمثل مشكلة أمنية بالنسبة لتركيا. على أنقرة تسريع التوجه المحلي في الصناعات الدفاعية.
وفيما تعمل الولايات المتحدة على محاصرة تركيا عبر الدولة الإرهابية التي تريد تأسيسها على الحدود الجنوبية، وإسرائيل وقبرص من الجنوب، واليونان من الغرب، تستعد واشنطن لفرض عقوبات اقتصادية. باختصار الحاجة ماسة لصواريخ إس-400، في ظل سعي العدو لمحاصرة تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس