ترك برس
أثارت استقالة النائب السابق لرئيس وزراء تركيا علي باباجان، من حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي شارك في تأسيسه، تساؤلات عدّة فيما يتعلق بمدى قدرته على منافسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل التطورات التي شهدتها البلاد في الأعوام الماضية.
يقول مراقبون إنه على الرغم من أنه ليس متوقعاً لأي حزب جديد أن يكون بنفس قوة "العدالة والتنمية" في بداياته فإن ذلك ليس مطمئناً للعدالة والتنمية في ظل حالة الاستقطاب وتقارب الحظوظ في المحطات الانتخابية الأخيرة، وفي ظل توحد بعض قوى المعارضة مؤخرًا.
القيادي بالعدالة والتنمية رسول طوسون، قال في حديث لموقع "الجزيرة نت" إن تحركات باباجان وأصدقائه لن تكون بهذه السهولة، خصوصاً أن منافسة أردوغان "تحتاج إلى الكثير من المغامرة".
وأضاف طوسون -الذي عمل مع باباجان في الحزب ووزارة الخارجية- إن باباجان "شخصية اقتصادية وليست ذات خبرة سياسية" ولم يختلط بالجمهور، لذلك "تأثيره على الحزب بوجود أردوغان الذي لا منافس له سيكون ضعيفا، وربما يكون هناك انعكاس سلبي بأنه ترك الحزب بعد تولي المناصب عبره".
وزاد أن "العدالة والتنمية" حقق طموح المواطنين عام 2001 بسبب الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية، فكسب أغلبية البرلمان وشكل الحكومة منفرداً، وليس متوقعاً لأي حزب جديد أن يكون بنفس القوة في بداياته، فظروف البلاد اليوم مختلفة، والحزب الحاكم ما زال قويا.
وتوقع طوسون أن الحزب الجديد الذي سيشكله باباجان سيكسب من قاعدة "العدالة والتنمية" الجماهيرية لأنه يحظى بدعم غل، ومن المتوقع أن ينضم له عدد من نواب "العدالة والتنمية".
ومن أجل مواجهة هذا التحدي، شدد طوسون على ضرورة التغيير وإجراء تصويبات حقيقية واحتواء القيادات السابقة لتلعب دوراً حقيقياً داخل الحزب.
ولد باباجان عام 1967، ودخل غمار السياسة عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه التنفيذي، وانتخب عضواً بمجلس النواب عن مدينة أنقرة نفس العام، ثم عين وزيراً للشؤون الاقتصادية ليصبح أصغر عضو بمجلس الوزراء وعمره 35 عاماً.
ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي محققاً انتعاشه بعد عامين من مباشرة عمله، عقب سنوات عجاف من الأزمات الاقتصادية التي عانت منها البلاد، ثم شغل منصب وزير الخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
تولى باباجان وزارة الاقتصاد عام 2007، بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للوزراء، وعبد الله غل رئيساً للجمهورية، وظل وزيراً للخارجية حتى 2009.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!