نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
نتحدث باستمرار عن عدد عناصر تنظيم "غولن" الذين تم تسريحهم من الجيش التركي، لكن هل يتبادر إلى أذهاننا سؤال "كم عنصرًا من التنظيم تغلغلوا في الجيش عقب المحاولة الانقلابية؟".
بعد عام ونصف من المحاولة الانقلابية وافق أحد القياديين تنظيم غولن على الاعتراف، وسلم النيابة العامة بطاقتي ذاكرة تحتويان على معلومات عن 276 ألف شرطي وآلاف الصفحات من وثائق التنظيم.
تروي هذه الوثائق، وهي بمثابة أرشيف للتنظيم، عملية إعادة ترتيب أوراقه بعد 15 يوليو، وطرق وأساليب التغلغل في الكيانات المختلفة كالأحزاب والجمعيات والأوقاف والطرق الصوفية والمنظمات المدنية.
أكثر وثيقة ملفتة للنظر هي تلك التي تحتوي تعليمات بإعادة الانتظام داخل القوات المسلحة من خلال التواصل مع عناصر التنظيم الباقون في الجيش.
عندما تبين أن 85 في المئة من ضباط الأركان في الجيش التركي هم من عناصر تنظيم غولن تم تغيير نظام الانتساب للجيش بعد 15 يوليو، وبدأ تطبيق "تدريب ضباط القيادة".
تطلب الوثائق التواصل مع عناصر التنظيم الذي تلقوا تدريبات في مركز "تدريب ضباط القيادة" بعد 15 يوليو.
جرى تطهر الحيش من عناصر "غولن" في تلك الفترة بناء على الاعترافات وإفادات الشهود، إلا أنه اكتسب زخمًا مع العمليات الأمنية المسماة "الهاتف العام"، حيث تمت متابعة اتصالات عناصر التنظيم التي أجروها باستخدام الهواتف العامة.
شارك حوالي 5600 ضابط وضابط صف في المحاولة الانقلابية، وبطبيعة الحال كان هناك أضعاف هذا العدد في الجيش التركي، وعمليات "الهاتف العام" كشفت عن الكثير منهم.
منذ 15 يوليو 2016 وحتى مطلع الشهر نفسه 2019 تم تسريح 17242 عنصرًا من تنظيم غولن كانوا متغلغلين في الجيش، فيما تتواصل إجراءات تسريح 10453 آخرين.
ولم تقتصر عملية "الهاتف العام" على تحديد عناصر تنظيم غولن داخل الجيش التركي فحسب، بل كشفت أيضًا عن أعضاء التنظيم الذين تغلغاوا في الجيش بعد المحاولة الانقلابية.
على سبيل المثال، في عملية للنيابة العامة بإسطنبول خلال يوليو الماضي ضد 204 شخصًا تبين أن 10 ملازمين من عناصر التنظيم حصلوا على رتبهم عقب اتباع دورات لثلاثة أشهر عامي 2017 و2018، وبدأوا العمل في الجيش.
واتضح أن هؤلاء الملازمين العشرة كانوا على تواصل عبر "الهاتف العام" مع قياديي التنظيم، خلال حياتهم المدنية، وهناك أيضًا من اعترافوا بانتمائهم للتنظيم.
من خلال التحقيقات التي قادتها نيابة إسطنبول تبين أن 10 عناصر من تنظيم غولن تغلغلوا في الجيش بعد 15 يوليو. إذن كم عنصرًا تغلغل إلى الجيش خلال ثلاث سنوات؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس