كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
في الصباح دورية مشتركة مع تركيا، وفي المساء دورية أخرى مع تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي، فكم يمكننا المسير مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
هل تعتقد واشنطن أنها سوف تطمئن تركيا من خلال تسيير عربتين عسكريتين؟ هل ترضى أنقرة بمثل هذه الحركات المضللة؟
في الحقيقة، لولا موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحازم لما أقدمت الولايات المتحدة حتى على تسيير هذه الدوريات.
لكن عندما تحدث أردوغان أرسلت واشنطن وفودًا عسكرية على عجل إلى أنقرة، وسعت إلى عرقلة تنفيذ العملية التركية في شرق الفرات.
لا شك أن خطة إنشاء المنطقة الآمنة المشتركة مع الولايات المتحدة لم تُوضع بعد على الرف، لكن مفهوم كل جانب حول المنطقة الآمنة متناقض تمامًا مع الآخر.
تأمل تركيا في القضاء على الكيان الإرهابي المتمركز على حدودها الجنوبية من خلال المنطقة الآمنة، في حين أن الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها من أجل الحيلولة دون إلحاق أذى بالكيان الإرهابي. الرئيس التركي يتحدث عن هذه الحقيقة بكل صراحة.
في الواقع، هذا الوضع مستمر منذ البداية. كان بإمكان أنقرة إنشاء المنطقة الآمنة بمفردها. لكنها أرادت إدخال واشنطن في المسألة بهدف وقف الدعم الأمريكي للتنظيم الإرهابي.
أظهرت تصريحات أردوغان الأخيرة أن الطرفين لديهما مخططان منفصلان عن بعضهما ومتناقضان. ولتجاوز هذا العائق زار وفد أمريكي أمس الأول العاصمة أنقرة وبدأت مباحثات جديدة.
وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو قال عن المباحثات: "إن لم تسفر هذه المفاوضات عن نتيجة فإننا اتخذنتا جميع استعداداتنا وسندخل المنطقة بحيث نجلب لها الاستقرار. أردنا العمل مع الولايات المتحدة، لكن الموقف الأمريكي يدعم أكثر تنظيم ي ب ك/ بي كي كي. وهذا ما لا يمكننا قبوله".
من الواضح أنه في حال تعذر حل هذه الأزمة فإن أنقرة سوف تحك جلدها بظفرها، وستطلق العملية العسكرية لإنشاء المنطقة الآمنة. سنرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من إخراج أرنب جديد من القبعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس