فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نداءً إلى العالم الإسلامي من أجل تعزيز "الأخوة" فيه.
خيرًا فعل. الأخوّة ضرورية من أجل الجميع، ولكن هل يسمع العالم الإسلامي النداء؟
لا أعتقد، فالضجيج فيه مرتفع جدًّا..
السعودية وإيران على شفا الحرب.
إيران قصفت منشآت نفطية سعودية، وأصوات تفجير المصفاة تطغى على كل شيء.
قوات أمريكية ستتمركز في السعودية، وهذه أيضًا ضجيجها مرتفع.
الحرب اليمينية مستمرة بكل صخبها، وأصوات الأسلحة والانفجارات تحجب كل صوت آخر.
تدعم الإمارات الانقلابات في البلدان الإسلامية، ولا يمكن سماع النداء بسبب ضجة الدبابات.
وفي مصر تطغى صرخات السجناء المعارضين على كل نداء.
أما في سوريا فلا أحد يسمع صوت الآخر.
أي أن من الصعب سماع نداء أردوغان، فالأخوة مشغولون بضرب بعضهم البعض.
فليمت من كُتب عليهم الموت، حتى يتمكن من بقوا أحياء من النظر في مسألة "الأخوّة".
المعارضة تلتقي "صندوق النقد الدولي".. لماذا سرًّا؟
عقد حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد المعارضان مباحثات مع وفد صندوق النقد الدولي في تركيا.
وفد المعارضة التركية ضم فائق أوزتراق، مستشار الخزانة عقبة أزمة 2001، من الشعب الجمهوري، وأول محافظ للبنك المركزي التركي يعينه حزب العدالة والتنمية دروموش يلماز، وهو عضو حاليًّا في الحزب الجيد.
كلا الرجلين كانا من الأسماء الناجحة في المنصبين اللذين شغلاهما حينها، وليسا غريبين عن المؤسسات الاقتصادية الدولية.
لذلك، لا غضاضة في أن يجريا محادثات مع مسؤولين من صندوق النقد الدولي. وعلى أي حال، من الطبيعي أن يجتمع ممثلو الصندوق مع أحزاب المعارضة في أي بلد.
ليس أمرًا مستغربًا أن تجتمع المعارضة في بلد ما مع صندوق النقد الدولي أو المؤسسات المالية الدولية الأخرى أو زوار البلاد.
الأمر الغريب هو اللقاء سرًّا!!
أنا لا أحب الأمور التي تجري في السر.
يمكن للمعارضة الاجتماع مع صندوق النقد الدولي، لكن يجب أن يكون ذلك علنًا.
بالنتيجة، هي لم تذهب إلى مقر الصندوق.
فوفده موجود في تركيا.
ومن الواضح أن الوفد لا يلتقي المعارضة فقط، بل والحكومة أيضًا.
ومن المحتمل أنه التقى وسيلتقي ممثلين عن عالم الأعمال.
السيئ في الأمر ليس مجرد الاجتماع، الخطأ هو عقد الاجتماع خلسة.
لو أن المعارضة لم تجتمع سرًّا مع الصندوق لما كان هناك مشكلة.
أو على الأقل، لو أنها أعلنت عن الاجتماع في حينه.
ليتها أعدت بيانًا صحفيًّا حول الاجتماع ووزعته على وسائل الإعلام.
ليتها أعلنت للرأي العام الاجتماع تحت عنوان "مباحثات مع صندوق النقد الدولي".
ولو أن الحكومة أجرب مباحثات مع صندوق النقد الدولي لكان بالإمكانها التصريح بأن "وفد الصندوق طرق بابانا من أجل طلب قرض مجددًا".
بالنتيجة هو وفد من صندوق النقد الدولي، وليس تاجر مخدرات كولومبي!!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس