محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يقول المثل التركي إن البشر يتفاهمون فيما بينهم بالحوار، بينما بقية المخلوقات عبر حاسة الشم.
ندرك مدى صحة هذه المقولة يومًا بعد آخر. ألا يحاول الإرهابيون، الذين يندرجون ضمن "بقية المخلوقات"، أن يفهموا العالم من خلال اشتمام رائحة الدم؟
جيمس جيفري أدرك حقيقة الأمر
ربما يكون المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أحدث نموذج عن البشر الذين يتفاهمون عبر الحوار..
عقب اجتماعاته في أنقرة، يتضح أن جيفري استوعب موقف تركيا سواء من سوريا أم من الإرهابيين.
فقد تطرق جيفري إلى فرهاد عبدي شاهين القيادي في تنظيم "بي كي كي" المعروف بلقب "مظلوم كوباني" قائلًا: "نحن نقدم الدعن لقوات سوريا الديمقراطية (تنظيم ي ب ك)، وليس للأشخاص. هذا الدعم مؤقت ومرحلي".
ربما يدرك أعضاء مجلس الشيوخ الحقيقة في المستقبل
هناك بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ليس من السهل أن يتفاهموا عبر الحوار حاليًّا بسبب الفوضى القائمة في السياسة الداخلية الأمريكية.
دعا الأعضاء المذكورون إلى تسريع إجراءات منح التأشيرة إلى الإرهابي "مظلوم كوباني". إذا تحدث هؤلاء مع جيفري بعد عدة أيام ربما يدركون حقيقة الأمر.
الأكراد و"ي ب ك/ بي كي كي"
أدرك جيفري أيضًا ما معنى خلط الإعلام والساسة الأمريكيين ما بين إرهابيي "ي ب ك/ بي كي كي" والأكراد..
وردًّا على سؤال حول إسكان مليون لاجئ في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها عقب عملية نبع السلام التركية، أجاب جيفري قائلًا:
"كما أن هناك 350 ألف كردي ضمن هؤلاء اللاجئين. البعض من هؤلاء الأكراد فروا من تنظيم داعش، لكن بصراحة هناك قسم آخر منهم فر من شمال سوريا بسبب تنظيم ي ب ك/ بي كي كي. وهم الآن يريدون العودة إلى المنطقة".
ستولتنبرغ أدلى بدلوه أيضًا
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ هو أيضًا من الأجانب الذين جاؤوا إلى أنقرة وأدركوا الحقائق بعد الحديث مع المسؤولين الأتراك.
عقب لقاء له مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال ستولتنبرغ للصحفيين:
"هناك آراء مختلفة كثيرة حول الوجود التركي في شمال سوريا. لكن في الوقت ذاته، تركيا حليف هام بالنسبة لنا ودورها محوري في مكافحة الإرهاب".
وعن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال فيه إن "الناتو يعيش حالة موت سريري" أكد ستولتنبرغ أن "الناتو في الحقيقية أقوى وأنشط مما كان عليه لسنوات طويلة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس