ترك برس
تقاعد ويسل دوزجان عن عمر 50 عاما من القوات المسلحة التركية قبل خمس سنوات بعد خدمة زادت على 30 عاما. انفصل دوزجان عن زوجته منذ سنوات، وهو الآن يدرس مع ابنيه أيبرك وألبار في نفس الكلية، بجامعة أكدينيز بمدينة أنطاليا جنوب تركيا.
يقيم دوزجان مع ابنيه ويتولى توزيع أعمال المنزل بينهما من غسل الصحون والتنظيف، إذ يتولى ألبار تنظيف البيت لأسبوع ثم يتولى أيبرك المهمة لأسبوع، أما هو فوظيفته كي الملابس وتجهيز الطعام.
يدرس دوزجان مع ابنيه في فصول مختلفة، لكن لديهم بعض الدروس المشتركة، وفي أثناءها يسمح لهم بالجلوس على نفس الطاولة.
الابن الاكبر أيبرك أعرب عن سعادته بالدراسة في الكلية نفسها مع والده وشقيقه، وذلك في أثناء حديثه مع وكالة الأناضول، وقال: "تجمعنا في الكلية إضافة إلى علاقاتنا كأب وابن، علاقة صداقة وصحبة جيدة، فعندما يواجه أبي أي مشكلة في واجباته المنزلية يناديني ويسألني كما أساعده بالأعمال التقنية".
يؤكد أيبرك استعداده للامتحانات مع والده دوزجان قائلًا: "نعمل سويًا في أيام الأسبوع، نحن أصدقاء في المدرسة وأب وابنه في المنزل، وبغض النظر عن الوقت فإن أبي يوقظني من نومي في الليل لأساعده في دروسه، سعدت كثيرًا عندما تم قبول والدي معي في نفس الكلية، أبي زميلي في الكلية، ومعي في المنزل".
أما ألبار دوزجان، وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الاتصالات، فقد قال للأناضول: "إنه لشرف كبير لي أن يدرس أبي وشقيقي معي في نفس الكلية، مما جذب انتباه أصدقائي وأساتذتي".
وقال الأب دوزجان، الذي انفصل عن زوجته منذ عدة سنوات: "إن الدراسة في نفس الكلية مع أبنائي ممتعة جدا، فنحن ندعم بعضنا البعض في المنزل وفي الجامعة. أريد أن أشارك تجربتي المهنية مع طلاب مثل أبنائي من خلال العمل الأكاديمي".
وبدوره أعرب عميد كلية الاتصالات أحمد أيهان للأناضول: "إنها حالة نادرة أن يدرس أب مع ابنيه في نفس الكلية، ومثال يحتذى به للأجيال الجديدة في بلادنا، السيد ويسل دوزجان يجلس في الصفوف نفسها مع ابنيه ويتبادل نفس الترتيب معهما".
بدوره ذكر المحاضر في كلية الاتصالات مصطفى سامي، أن الأب دوزجان وابنيه يؤدون جيدًا في الامتحانات.
ويذكر أن هذه ليست الحالة الوحيدة في تركيا أن يدرس أب مع أبنائه، فمنذ سنوات نشرت جريدة حرييت مقالا عن أب يشارك ابنه وابنته الدراسة في نفس الكلية، فقد درس المزارع دورموش إيشكلي 42 عاما، الذي يعيش في مدينة تشانكيري، مع ابنه وابنته في نفس الجامعة، في قسم إدارة الأعمال بكلية الإقتصاد والعلوم الإدارية، وكان سعيدًا جدًا بالدراسة مع أبنائه.
أنهى إيشكلي المرحلة الثانوية في عام 1990، ولم يتمكن من إكمال دراسته بسبب وضعه المادي إلى جانب زواجه، وبتشجيع من ابنته قدم الامتحان الذي يؤهله لدراسة الجامعة إلى جانبها في عام 2014، دخلا الامتحان معًا ونجحا. كان ابنه يدرس سنة ثانية في قسم إدارة الأعمال، وسجلت ابنته بكالوريوس إدارة أعمال.
اما الأب فقد سجل معهد إدارة أعمال في نفس الكلية، وسيتخرج مع ابنه في نفس العام. وقد قال إيشكلي يفي جريدة حرييت "انا سعيد جدا بالدراسة مع ابني و ابنتي في نفس الجامعة، التعليم مهم وجميل جدًا، الناس بحاجة إلى المثابرة والرغبة من أجل العلم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!