ترك برس
تتباين آراء الخبراء والمحللين بشأن التطورات الأخيرة حول تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الحدود التركية-اليونانية، واستخدام السلطات في الجانب اليوناني العنف لمنع الدخول.
ورغم الأمل الذي حملته قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في موسكو واتفاقهما على وقف لإطلاق النار في إدلب ومنع تهجير المدنيين، فإن التساؤلات ما زالت مطروحة حول كيفية تجنب تكرار سيناريو أزمة اللاجئين عام 2015، وحظوظ صمود اتفاقية الهجرة المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية، توقع الأكاديمي والمحامي محمد حسام حافظ، أن تنخفض حدة الأزمة تدريجيا، ولكن ليس تلقائيا، فتركيا تخاف أن تبقى وحيدة في مواجهة أزمة اللاجئين كما حصل عام 2015، فضلا عن أن أسباب الأزمة ما زالت موجودة وهي انتهاك روسيا والنظام السوري لاتفاق سوتشي.
اعتبر حافظ أن وقف إطلاق النار غالبا ما يكون هشا، وأن التوافقات الروسية التركية لن تستمر طويلا، موضحا أنه من الناحية القانونية توجد عدة اتفاقيات دولية تحدد وضع اللاجئين، حيث تعطي الحق في اللجوء وعدم إرجاعهم إلى بلدانهم، فالأصل ألا تعيد أوروبا هؤلاء إلى أي دولة.
وأضاف أن أساس المشكلة سياسي، فحل الأزمة السورية سياسي لا عسكري، ويمكن أن يلعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور للحد من التصلب الروسي الذي لم يكن دوره إيجابيا، مشيرا إلى أن على أوروبا إعادة توسيع الأمر قانونيا وإنسانيا وعدم الاكتفاء بالجانب الأمني فقط.
في المقابل، ذهب الكاتب والمحلل السياسي التركي عمر فاروق كوركماز إلى أن ملف الهدنة منفصل عن ملف اللاجئين، فالهدنة التي تمت في موسكو مهمة، أما بخصوص اللاجئين فأوضح أنهم لا يريدون الاستقرار في اليونان، لذلك على سلطاتها أن تتفهم ذلك لأن الأراضي اليونانية مجرد ممر.
وشدد كوركماز على أن التعامل الشديد مع اللاجئين السوريين أمر مرفوض، خاصة أن تركيا كانت تتوقع أن تقف معها الدول والمنظمات الحقوقية لحل أزمة اللاجئين في سوريا.
من جهته، أوضح الباحث السابق في مركز "دراسات السياسة الأوروبية" جيمس موران أن اليونان دولة في الاتحاد الأوروبي، لذلك من الطبيعي أن تساندها المؤسسات الأوروبية.
وأضاف موران أن اتفاق وقف إطلاق النار يعتبر هشا في ظل وجود مشاكل هيكلية، موضحا أن الصعوبة التي تواجهها أوروبا هي أن تكتيك أردوغان القاضي بفتح الحدود استفز الجانب الأوروبي.
كما اعتبر أنه يمكن إجراء مناقشات لتحديد ترتيبات إضافية بشأن ملف اللاجئين السوريين، معتقدا أن هناك خللا في الجانبين الأوروبي والتركي، وأن فتح الحدود خرق لهذا الاتفاق وليس سبيلا للتقدم.
يذكر أن التطورات الأخيرة على الحدود اليونانية التركية زادت من وتيرة التحركات الأوروبية خوفا من فقدان السيطرة على الوضع ونشوء أزمة لجوء جديدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!