ترك برس
اعتاد الأتراك في كل عام إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والدعاء والأناشيد الدينية في المساجد، التي تعمر بالوافدين في كافة أنحاء تركيا. ويطلق الأتراك على ليلة النصف من شعبان اسم "براءت قنديلي" (Beraat Kandil)، إلا أن المساجد في هذا العام خالية ليس في تركيا فقط بل في جميع أنحاء العالم بسبب تفشي وباء كورونا "كوفيد 19".
دعا رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، في رسالة نشرها بمناسبة "براءت قنديلي"، الأتراك إلى "إحياء هذه الليلة المباركة ليلة النصف من شعبان، التي تفتح فيها أبواب الرحمة و المغفرة في منازلهم"، التي توافق هذا العام الليلة بين 8 و9 نيسان/ أبريل الجاري.
وأشار إلى أن "جميع الأوقات ثمينة للمؤمن، نحتاج إلى تقييم شعور العبودية و قياس رضا الله عنا في هذه الأوقات. يضاعف الله لمن يتعبد في الليالي المباركة وفي هذه الليلة ندعو الله أن يتقبل دعاءنا ويستجيب لنا، ويكرمنا بالمغفرة و العفو".
ذكر أرباش فضل هذه الليلة كما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال إن "البراءة تعني في العقيدة الإسلامية التطهير من الذنوب، والعفو الآلهي والرحمة".
كما أوصى بالصلاة و"الدعاء المخلص الصادق من أجل الشعب والبشرية جمعاء بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد الذي أصاب جميع أنحاء العالم. وقال: "لنلتزم معا بجميع التدابير التي قررها المسؤولون، ولنواصل كفاحنا بالأمل والعزم والإرادة لنتخلص من هذه المشكلة بأسرع وقت".
وتابع قائلًا: "كانت تمتلىء مساجدنا بأعداد كبير في الليالي المباركة من المتحمسين للعبادة والصلاة والدعاء، أما اليوم فمساجدنا حزينة، لنحول منازلنا إلى مساجد في هذه الآونة، ولنُقِم صلاتنا بخشوع ورهبة أكبر، ولنٌصلِّ صلواتنا التي لم نؤدّيها في الماضي ولنُصلي النافلة".
وأضاف: "لنقرأ القرآن الكريم الذي أنزل شفاء ورحمة للقلوب، ولنحاول فهم مبادئه التي تخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، ولنعد من جديد إلى تجنب ما حرم الله وما نهى عنه، ونتبع أوامره. لنصوم يومي الإثنين والخميس، ولننظف أرواحنا معا كما ننظف أبداننا، ولنتوسل إلى الله بالدعاء والتضرع من أجل إخراج البشرية بأقصر وقت من هذا الامتحان بنجاح".
وذكّر أرباش ببث برنامج "براءت قنديلي الخاص" في قناة "TRT1" وقناة "ديانت" (Diyanet) بعد صلاة العشاء في هذه الليلة، وقال: "في نهاية برنامج المولد وقراءة القرآن، لنؤٌمّن معا من أمام شاشات التلفزيون خلف الدعاء الذي سندعوه لسلامة جميع البشر ولكل إخواننا الذين يقفون في وجه هذا الوباء مناضلين على رأسهم جميع الكوادر الطبية العاملين ليل نهار مضحين ومعرضين أنفسهم للتهلكة".
وتابع قائلا: "أهنئ شعبنا والعالم الإسلامي بهذه الليلة المباركة، وأتضرع إلى الله العظيم أن يكون دعائنا في هذه الليلة وسيلة خير وسلام إلى البشرية جمعاء، وسكينة إلى العالم، وخلاصًا من كل أنواع العذاب في الآخرة ، ومن كل أنواع المصائب في الدنيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!