كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك تحركات خطيرة في سوريا، التي أصبحت خارج الأضواء بعد انتشار وباء كورونا. فالولايات المتحدة وفرنسا تعملان بجد من أجل إقامة منطقة حكم ذاتي لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي، كما هو الحال في العراق.
يعقد وفد برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ويليام روباك اجتماعات للمصالحة بين "ي ب ك" والمجلس الوطني الكردي السوري.
ويساهم في هذه المباحثات وفد من وزارة الخارجية الفرنسية. كما أن المعلومات الواردة من المنطقة تشير إلى أن روسيا على تماس وثيق مع الأطراف.
هدف الولايات المتحدة وفرنسا- كما خططتا من البداية- هو إنشاء منطقة حكم ذاتي تحت سيطرة "ي ب ك" في شمال سوريا، وفصل الشمال عن الحكومة المركزية، كما في العراق.
وتستعجلان لتنفيذ ذلك دون الاكتراث بجائحة كورونا، لأن الحرب السورية توشك على وضع أوزارها، وستقوم سوريا جديدة لكن التحضيرات في الشمال لم تنهِ بعد.
فالخلافات مستمرة بين "بي كي كي" والمجلس الوطني الكردي السوري، المقرب من بارزاني. ودون التوفيق بين هذين الكيانين لا يمكن إقامة نظام مقبول/ مشروع في شمال سوريا.
بفضل تدخل تركيا فقد "ي ب ك" كثيرًا من المشروعية والقوة على الصعيد الدولي وفي المنطقة. وتسعى فرنسا والولايات المتحدة إلى دعم التنظيم، الذي تلقى ضربة قوية عسكريًّا، من الناحية السياسية وإنقاذه عبر مصالحته مع النظام السوري.
وسيسعى البلدان إلى توفير غطاء دستوري لمنطقة حكم ذاتي في شمال سوريا بدعم من روسيا. ولهذا يحتاجان إلى استغلال مشروعية المجلس الوطني الكردي السوري أولًا.
ولن يكون مفاجئًا أن يوافق الإقليم الكردي في العراق وبارزاني على هذا المخطط خفية، لأن المجلس الوطني الكردي تحت إمرتهما، رغم معرفتهما بأن المخطط ستكون فيه نهايتهما..
من المعروف أن مخططات ومساعي الولايات المتحدة لتقسيم سوريا تعود إلى زمن بعيد. واعترافات قادة "بي كي كي" بأنهم أسسوا ذراع التنظيم في سوريا "ي ب ك" بناء على طلب أمريكي، مثبتة في التسجيلات.
رغم أن التدخلات التركية في المنطقة عرقلت فعليًّا الخطة الأمريكية حتى اليوم إلا أنها لم تقضِ عليها تمامًا. ونرى أن الأسد، الذي تحول إلى دمية بيد واشنطن، مستعد لأي خطة من شأنها تقسيم سوريا، في سبيل إنقاذ مستقبله.
من المعروف أن تركيا لا تعارض حقوق الأكراد في سوريا. ولهذا على أنقرة أن تفعّل كل مهاراتها الدبلوماسية. فهناك أيام حاسمة تنتظرها في سوريا، إن لم يكن عسكريًّا فدبلوماسيًّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس