ربيع الحافظ
▪ مجتمع إسطنبول الذي يتسع للجميع هو امتداد لدمشق وبغداد وقرطبة.
▪ تحول مركز القيادة على رقعة الوطن الكبير.
وافق يوم أمس 30 أيار/ مايو الذكرى السنوية لفتح القسطنطينية في عام 1453 أي قبل 564 سنة.
الحدث الكبير في الشرق وازن انكسارات الأندلس في الغرب، ومثّل من جديد ذات الايقاع الاستراتيجي على رقعة الحضارة الإسلامية الذي تنهض فيه هضبة جديدة مقابل كل خسف، وقد سبقتها دمشق الأمويين وبغداد العباسيين وأندلس الأمويين ثم المرابطين.
النظام الاجتماعي الذي يتسع للأقليات القومية والدينية ويؤمن للجميع حقوق المواطنة الذي تعيشه إسطنبول اليوم والذي يهاجر الناس للعيش فيه هو امتداد لمجتمع دمشق وبغداد وقرطبة وإسطنبول هي صورة مكرورة لتلك الحواضر ما يجعل لواء الحضارة الإسلامية غير معلق برقعة جغرافية محددة وانما تدور حيث ارتفعت الرابية التي ترفع فوقها السارية.
هذا المفهوم في تحول مركز القيادة في الحضارة الإسلامية جعلها الأطول بين الحضارات، وجعلها (دون غيرها) عابرة للقومية مستفيدة من حالات التعافي الاجتماعي والسياسي حيثما وقع على خريطتها المترامية. وفي الحديث الشريف [لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق] نصيب لهذه الخصيصة التي جعلت من تقويمها (الهجري) مهرجانا سياسيا وحضاريا وليس فقط عدّادا لمرور الأيام كما هو في التقاويم الأخرى.
الهضبة الجديدة في إسطنبول قدمت المساعدة للخسف الأندلسي، وقصفت البحرية العثمانية مواقع القوط والقشتاليين، وساعدت في إخلاء النازحين الأندلسيين، ومنعت تطوير الهجوم القشتالي باتجاه سواحل أفريقيا المسلمة، وإليها يعود الفضل بعد الله في بقاء مجتمعاتها على الإسلام.
[للأندلسيين المعاصرين الذين هم شبيبة من مسلمي الإسبان والمغرب العربي دراسات ممتعة على هذا الصعيد].
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس