صحيفة إلكويمرثيو الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس
يعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي داني رودريك واحدا من أبرز منظري العولمة، ويُصنف من بين أكثر مائة خبير اقتصادي تأثيرا على مستوى العالم.
ولد داني رودريك في إسطنبول سنة 1957، ويعمل أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي بجامعة هارفارد، ويعتبر واحدا من أبرز خبراء الاقتصاد في العالم. فاز رودريك بجائزة أميرة أستورياس للعلوم الاجتماعية لسنة 2020، وقد تنافس عليها ثلاث وثلاثون مرشحا من أربع عشرة جنسية.
قررت لجنة التحكيم التي اجتمعت يوم الخميس عن بعد، منح الجائزة لداني رودريك الذي ينحدر من طائفة السفارديم التي هاجرت من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر، والذي تساءل لسنوات عما إذا كانت البشرية قد تجاوزت المدى في سيرها على طريق العولمة، وخُلص إلى أنها قامت بذلك فعلا.
في كتابه الأخير "دعونا نتحدث عن التجارة العالمية، أفكار لعولمة ذكية" (دوستو، 2018)، تناول رودريك القضايا الاقتصادية الكبرى، مثل السيادة الوطنية، وقوة الصناعة، والسياسات التجارية المختلفة التي تتبعها الدول. وخلُص إلى إمكانية استعادة التوازن بين الحوكمة الوطنية والعالمية.
كما قام رودريك بمراجعة شاملة لنظريته الشهيرة "ثلاثية العولمة"، والتي تناولها في كتابه "مفارقة العولمة" (2011)، وتعتمد أركانها على العولمة الاقتصادية والسيادة الوطنية والديمقراطية.
وقال إن "المشكل أنه لا يمكن أبدا تحقيق التوازن بين هذا الثلاثي، ويجب دائما اختيار ركيزتين فقط. عمل الليبراليون على تحقيق المعادلة الصعبة لكنهم اصطدموا بلجوء ناخبيهم إلى خيارات أخرى غير موثوقة مثل البريكست والشعبوية والشوفينية."
فيروس كورونا والأزمة العالمية
فيما يتعلق بأزمة كوفيد 19، قال داني رودريك في مقاله الأخير إن "الأزمات تأتي بصورتين: الأزمات التي لا نستطع الاستعداد لها، ولا أحد يمكنه توقعها، والأزمات التي كان ينبغي الاستعداد لها لأنها كانت متوقعة".
وبالنسبة للخبير الاقتصادي، فإن كوفيد 19 "يدخل في الفئة الثانية، بغض النظر عما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتملص من مسؤوليته عن الكارثة".
وفيما يتعلق بالأثار الاقتصادية لهذه الأزمة، يقول الخبير التركي: "قد لا يغير كوفيد 19 الاتجاهات السائدة قبل الأزمة. سوف تواصل النيوليبرالية موتها البطيء. سيصبح المستبدون الشعبويون أكثر استبدادا. إضافة إلى ذلك، سوف تبقى "العولمة المفرطة" (Hyperglobalization) في موقف دفاعي مع مطالبة الدول القومية بمساحة أكبر لتطبيق سياساتها. كما سيستمر الصدام بين الصين والولايات المتحدة، وستشتد المعركة داخل الدول القومية بين الأوليغارشية والشعبويين والليبراليين، بينما يكافح اليسار لصياغة برامج تستقطب الناخبين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!