ترك برس
انتهت المرحلة الأولى من أعمال ترميم "دير مور كورياكوس" (Mor Kuryakus Manastırı)، الواقع على هضبة بالقرب من ملتقى نهر "بطمان" مع نهر "دجلة"، في منطقة "بشيري" بولاية "بطمان" جنوب شرقي تركيا.
هذه هي المرحلة الأولى من ثلاث مراحل مقررة لترميم الدير الذي شيده المسيحيون السريان في القرن الخامس الميلادي قبل 1600 عامًا، على طابقين ومساحة 2500 متر مربع، ويقع الآن في قرية "أرانجي" على سفح جبل "كيرا".
كلّفت المرحلة الأولى من الترميم قرابة مليون ونصف مليون ليرة تركية (تعادل قرابة 219 ألف دولار)، وشملت تجديد باب مدخل الدير، والواجهة الجنوبية بأكملها، وغرفة المقبرة، والواجهة الشرقية لغرفة المقبرة، وجميع الغرف في الطابق الثاني، وقد بدأت المرحلة الثانية للترميم بعد عطلة عيد الفطر، وسيتم خلالها بناء الجدار المحيط وترميم الكنيسة ومنطقة مركز الفناء القديمة.
وفي حديث لوكالة الأناضول، صرح سنان أشتشي، رئيس بلدية منطقة بشيري، بأن المرحلة الأولى من أعمال الترميم بدأت منذ حوالي تسعة أشهر، موضحا أن "دير مور كورياكوس" سيكون بعد الترميم مركزا سياحيا مهما جدا في المنطقة بالإضافة إلى بلدة "حسن كيف"، خاصة أن المسيحيين السريان استخدموا الدير كمركز إيماني مهم في الماضي.
من الجدير بالذكر، أن بلدة "حسن كيف"، التاريخية الواقعة على شاطئ نهر دجلة في ولاية بطمان، اكتسبت اسمها من البيوت المنحوتة في الصخور، ويعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام. وقد أطلق عليها السريان اسم "كيفا"، أما العرب فأسموها "حصن كيفا"، ثم أطلق عليها اسم "حسن كيف" في أواخر عهد الدولة العثمانية.
وعمّا تم إنجازه خلال مرحلة الترميم الأولى، ذكر أشتشي أنه تم إصلاح الجدار الجنوبي، والجدار الداخلي والقبر وغرف الرهبان، مشيرا إلى ترحيب المسؤولين وأهالي المنطقة بإعادة إحياء المبنى التاريخي، وأن أعمال الترميم تمت بالتنسيق مع ولاية بطمان، ووكالة تنمية دجلة، والإدارة الإقليمية الخاصة، ومديرية الثقافة والسياحة في المنطقة.
كما أكد أشتشي على التسامح الذي يعيشه سكان المنطقة على مدى الزمان قائلا: "على الرغم من أن ولايتنا يعيش فيها مواطنون ينتسبون إلى ديانتين مختلفتين منذ قرون، إلا أنهم يتعايشون بالتسامح والمودة فيما بينهم. يعد الدير مركزا إيمانيا للمسيحيين السريان، ويوجد بالخلف منه مباشرة جامع، مما يظهر لنا تسامح أهالي المنطقة. وقد شعر سكان القرية بالامتنان لما قام به المسؤولون من أعمال الترميم لإحياء المبنى التي أسعدتهم".
وبدوره، أعرب زبير أكتاش، مختار قرية أرانجي، عن امتنانه لأعمال الترميم التي ستعيد إحياء المبنى التاريخي، مما يساهم في إنعاش السياحة بالمنطقة، مقدما شكره لجهات القائمة على المشروع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!