أفق أولوطاش – صحيفة أكشام –ترجمة وتحرير ترك برس
خلال الأشهر القليلة الماضية، غيرت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا مسار المعارك بدعم من تركيا.
من الواضح أن المسار المتغير له انعكاساته على ليبيا. فحفتر وداعموه الإقليميون لن يمتلكوا استراتيجية السيطرة على طرابلس وغرب ليبيا في فترة قريبة.
وعوضًا عن أن يكون غرب ليبيا منطلق سعيهم للاستيلاء على الحكم أصبح مصدر صداع لهم. فخفضوا مستوى أهدافهم ومعاييرهم، ويحاولون عدم التفريط بشرق ليبيا وعلى الخصوص سرت والحفرة.
ولهذا السبب، اضطر الجنرال المهزوم إلى قراءة نص "وقف إطلاق النار" في القاهرة، ليكشف بذلك عن نواياه في كسب الوقت بهدف عدم فقدان الشرق.
بدأ حفتر، ومن ورائه داعموه مصر وفرنسا والآخرون، يتصرف وكأنه ليس هو من صب الزيت على النار في ليبيا منذ سنوات، ورفض دعوات وقف إطلاق النار، وغادر طاولة المفاوضات السياسية، وهاجم طرابلس خلال اجتماع له مع الأمين العام للأمم المتحدة، وارتكب المجازر في الكثير من المناطق وعلى رأسها ترهونة، واستقدم مرتزقة من السودان وروسيا، وانتهك حظر الأسلحة بالحصول على أسلحة متطورة.
ومن الواضح أيضًا أن تحرير طرابلس ومحيطها من الاحتلال سيكون له انعكاسات تتجاوز حدود ليبيا.
من يتحدثون اليوم مع الانقلابيين الذين انتهكوا الشرعية الدولية، وكأنهم طرف له نفس الحقوق، ومن تذرعوا بامتلاك حفتر القوة العسكرية ميدانيًّا من أجل دعمه، باتوا يدعون حكومة الوفاق الوطني، بعد أن بدأت بتحقيق نجاحات عسكرية، إلى التخلي عن سرت والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأخذوا يتحدثون عن السلام والاستقرار.
يلمح الجنرال الانقلابي في مصر السيسي إلى إمكانية احتلال ليبيا. يدرك الجميع في المنطقة أن هذه التلميحات هي مساعٍ لتشتيت الانتباه عن سياسته الداخلية.
وعلى غرار اليونان أصبحت تركيا الشغل الشاغل لفرنسا، التي تطمع بدعم من المؤسسات الدولية لإسناد سياساتها الإقليمية المنهارة.
تهب الريح في الوقت الحالي لصالح حكومة الوفاق الوطني وتركيا، ومع ذلك عليهما التزام جانب الحذر.
الوضع في ليبيا شديد الهشاشة، وليس هناك تنظيم إرهابي لا يمكن لجبهة الانقلابيين التعامل معه. وينبغي الوضع في الاعتبار الحشود المصرية على الحدود، وإن كانت شكلية.
وفي هذه الأجواء، ينبغي على تركيا توسيع أرضية التحالفات كما هو الحال مع إيطاليا، فهذا من أكثر الطرق فعالية في ترسيخ الاستقرار النسبي في ليبيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس