ترك برس
تساءلت تقارير صحفية عن أهداف تركيا من تأسيس قيادة مركزية موحدة لعملياتها العسكرية في سوريا، وسط احتمالات التصعيد من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران في محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية.
وكشفت وسائل إعلامية أن المجلس العسكري الأعلى قام بإنشاء قيادة مركزية لعمليات الجيش التركي داخل الأراضي السورية، في مناطق "درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، ودرع الربيع".
وبحسب صحيفة "عربي21" الإلكترونية، أكدت مصادر صحفية دقة هذه الأنباء، معتبرة أنه لا يمكن فصل ذلك عن أجواء التصعيد التي تخيم على إدلب، حيث يحشد النظام قواته على تخوم المنطقة، إلى جانب المليشيات المدعومة إيرانيا.
كذلك، أشارت المصادر إلى عمليات القصف الجوي الروسي مؤخرا على مناطق في إدلب، رغم سريان وقف إطلاق النار.
وعين المجلس العسكري الأعلى التركي "YAŞ" اللواء هاكان أوزتكين، رئيسا للقيادة المركزية.
فيما عين اللواء ليفينت، إرجون الذي ترأس محادثات محافظة إدلب شمال غرب سوريا، رئيسا لعمليات الأركان العامة في فرقة المشاة الآلية السادسة وقيادة القوة الخاصة المشتركة في ولاية أضنة جنوب تركيا.
وسيقود إرجون العمليات في منطقة "درع الفرات" في مناطق ريف حلب الشمالي التي سيطرت عليها تركيا بعد معاركها ضد تنظيم الدولة. وستعزز "القيادة العسكرية لعملية درع السلام" بقوات "القبعة المارونية".
وتضم قوات "القبعة المارونية" جنود النخبة من مختلف الطبقات والرتب، ويخضعون لتدريب رفيع المستوى "يُمكنهم من الخدمة في جميع التضاريس والظروف المناخية للقضاء على التهديدات الداخلية والخارجية".
وتتمثل مهمتهم في تنفيذ عمليات خاصة تتجاوز قدرات الوحدات العسكرية الأخرى، وتعتبر بمثابة النظير التركي للقوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضراء).
وقالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن القيادة المركزية الموحدة تم إنشاؤها بقيادة الجنرال "هاكان أوزتكن"، وستكون نشاطات ومهام الجيش التركي في سوريا كافة منوطة بها، بما فيها الأوضاع في محافظة إدلب.
وأكدت أن "القيادة المركزية" ستكون مسؤولة عن المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي إلى جانب فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، خلال معاركها ضد تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، قال إن قيادة الجيش التركي، تريد تحقيق التكامل بين مناطق انتشار قواتها في كامل الأراضي السورية، من خلال تعيين قائد واحد لها، بدلا من تعيين قائد لكل منطقة عسكرية.
وأضاف سليمان أوغلو أن هناك توجها تركيا واضحا لإعطاء قوة لوجودها العسكري في سوريا. حسب "عربي21".
وأوضح الخبير في الشأن التركي، ناصر تركماني، في حديث خاص لـ"عربي21" أنه تم تغيير معظم الضباط المسؤولين عن إدارة المناطق السورية من ضباط القوات البرية وقادة الجيوش إلى ضباط نخبة "القوات الخاصة".
وأضاف أنه تم كذلك توحيد إدارة العمليات العسكرية ليتم إدارتها من غرفة "القيادة العسكرية المركزية لعمليات سوريا"، لتكون لديها القدرة على اتخاذ القرارات العسكرية بشكل أسرع واحترافية أكثر، كون معظم الضباط الجدد عملوا سابقا في العمليات العسكرية في "درع الفرات، وغصن الزيتون ونبع السلام، ودرع الربيع"، وفق قوله.
وأضاف أن نخبة القوات الخاصة في الجيش التركي بشكل عام مهمتها القيام بعمليات عسكرية سريعة وخاطفة وإنقاذ الرهائن، منهيا بقوله "ربما لوجود ضباط القوات الخاصة دلالة واضحة"
من جانبه، وصف الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، الخطوة التي أقدم عليها الجيش التركي، بإنشاء قيادة مركزية لتنسيق عمل قواته في سوريا، بـ"الطبيعية والضرورية" نظرا لحجم القوات التركية المنتشرة في الشمال السوري، وفي إدلب على وجه التحديد.
وقال إن دخول الجيش التركي لإدلب بدأ على شكل نقاط مراقبة، في إطار تفاهم سوتشي، لكن مع انتهاك النظام وروسيا وإيران الاتفاق وتقدمهم إلى مناطق مشمولة بالتفاهمات مع تركيا، زادت الأخيرة من قواتها، ودخلت قوات ميدانية بمهام قتالية، وليست للمراقبة فقط.
وأضاف أنه من الطبيعي بعد دخول عدد كبير من قوات الجيش التركي، أن يكون لهذه القوات غرفة قيادة مركزية، لتقود العمليات العسكرية.
لكنه من جانب آخر، قال: "ذلك لا يعني أن تركيا لا تريد إرسال رسائل إلى الطرف المقابل، بأن قواتها على أتم الاستعداد لردع أي خرق لاتفاق إطلاق النار، من جانب النظام" السوري.
وتابع حمادة، بأن توتر الوضع الميداني في محيط إدلب، وفي الريف الجنوبي على وجه التحديد، وقال إن "تركيا تريد القول صراحة إنها قادرة على التصدي لأي عملية عسكرية يروج لها النظام في إدلب"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!