
ترك برس
تحدثت حميمة تويان، زوجة التركي تويان الذي قتل في الهجوم الإرهابي بمدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلاندا قائلة: كان إماما وحاميا ومسليا بالنسبة لي، كان وجوده بجانبي يشعرني بالأمان، كان يحل لي كل مشاكلي. طلبت مني قريبتي وأعز صديقاتي أن أختصر ذلك بكلمة واحدة: لقد كان (أرطغرل) بالنسبة لي”.
تحدثت حميمة تويان في جلسة بعد ظهر 27 آب/ أغسطس، اليوم الثالث لمحاكمة الإرهابي برانتون تارانت، منفذ هجوم كرايست تشيرتش، الذي سقط فيه العديد من الشهداء وجرح العديد أثناء تصديهم للهجوم الإرهابي، عن الآلام والمعاناة التي عاشتها في تلك اللحظات. وذكرت هذه الآية القرآنية في بداية حديثها “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”.
ثم خاطبت بحديثها الإرهابي القاتل قائلة: "لقد قتلت 51 شخصا، كان إجرامك سببا في جعل أحبائهم يعانون من ألم فقدانهم، لقد ترك الشهداء من خلفهم 34 زوجة و92 طفلا وأكثر من 100 شقيق”.
أشارت تويان، إلى أن الإرهابي قتل أناسا يتعبدون بسلام: “لا يوجد شيء يمكن أن يعيد لي زوجي والد أطفالي أو يعوضني عن فقدانه. ينبغي علي أن أفكر كيف سأكمل مشوار الحياة مع أطفالي”.
أنهت تويان حديثها عن زوجها الذي أصيب إصابة بالغة بالهجوم مما اضطره لإجراء 18 عملية جراحية خلال 48 يوما قائلة: “ارتفعت مرتبة زوجي من البطولة إلى الشهادة، كما ارتفعت مرتبتي من زوجة إلى زوجة شهيد”.
عُرِفَ عبد العزيز وهاب زادة، الذي طارد الإرهابي بعد الهجوم بالبطل، الذي أوضح أن الإرهابي تارانت، اعتقل قبل أن يقبض عليه بنفسه. قال زادة: "الحمد لله أنني لم أتمكن من القبض عليه في ذلك اليوم وإلا ستكون قصة مختلفة. لم تكن ستنفق هذه الحكومة مالا بهذا القدر، ولن تنسى أبدا عينيه الشخص الذي طارده”.
عندما طلبت الشرطة من وهاب زادة، أن يصف الإرهابي أجابهم بأنه لا يشبه الرجال، كما طلب منهم تركه بمفرده مع هذا الإرهابي لمدة 15 دقيقة، فهو لا ينسى الخوف الذي رآه في عينيه أثناء فراره منه. وجّه حديثه للمحكمة قائلا: “طلبت من الشرطة ان تتركني وحدي معه في الزنزانة لمدة 15 دقيقة، وأردت أن أرى مقدار الشجاعة التي يتمتع بها وهو غير مسلح، وللأسف رفض طلبي. كنت اعرف ذلك لأنهم مضطرون لاتباع القانون”.
التفت وهاب زادة مخاطبا الإرهابي تارانت: “ألم تفكر أبدا بأمك وأختك، كيف سيواجهان العالم بعد ما فعلت من عمل إرهابي جبان. لقد خاطرت بحياتهم أيضا، أنت جبان وأناني، يحزنني وضعهما أما أنت فلا تهتم بأمرهما أبدا”.
أوقف القاضي كاميرون ماندر، وهاب زادة، أثناء مغادرته القاعة، معربا له عن امتنانه: "سيد وهاب زادة المحترم، أود أن أقول لك قبل مغادرتك، أنني شاهدت تلك اللحظات الخاصة بك في فيديو، أهنئك على شجاعتك"، قوبلت كلمات القاضي بالتصفيق من الحاضرين في القاعة.
وجّه الأب عدن ديرية، الذي وجد صعوبة في فهم الكراهية التي يحملها الإرهابي، كلماته للإرهابي الذي قتل طفله مجاهد إبراهيم، ذو الثلاثة أعوام قائلا: "لقد قتلت ابني، لكنني أعتقد أنك قتلت نيوزيلاندا بأكملها. أنا لا أعرفك ولم أؤذيك ولم أؤذي والدتك ووالدك وأصدقائك أبدا، بل على العكس أنا إنسان يمكنني أن أقدم المساعدة لك في كل أمر. ينبغي أن تعرف أن العدالة تنتظرك في الآخرة، ستكون أكثر عدلا من عدالة الأرض، ولن أسامحك هناك أبدا”.
وجهت خضرة إبراهيم شقيقة الشهيد مجاهد، التي تقيم في أستراليا، وقد فقدت شقيقها الأصغر قبل أن تراه، حديثها للمحكمة قائلة: "وعدت شقيقي بالمجيء إلى كرايست تشيرتش، لرؤيته لأول مرة ولكنني لم أوفِ بوعدي. أسامح تارانت لوجه الله، متمنية أن يجد الطريق الصحيح”.
من الجدير بالذكر أن محكمة كرايست تشيرتش قبلت طلب الإرهابي تارانت، بالدفاع عن نفسه في 13 تموز/ يوليو، ضد التهم الموجهة إليه بما فيها قتل 51 شخصا ومحاولة قتل 40 شخصا وهجوم إرهابي واحد.
من المتوقع أن يحكم على الإرهابي اليميني المتطرف الذي دافع عن أيديولوجية سيادة العرق الأبيض العنصرية، بسبب هجومه على مسجد “نور ولينوود” بمدينة كرايست تشيرتش، بأسلحة آلية أثناء صلاة الجمعة يوم 15 آذار/ مارس 2019، بالسجن مدى الحياة بعد 4 أيام من المحاكمة.
قوبل الهجوم بردة فعل استنكارية من نيوزيلاندا والعالم بأكمله، الذي قتل فيه 51 شخصا منهم شخصا تركيا واحد، وأصيب 49 شخصا منهم تركيان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!