ترك برس-الأناضول
استقبلت مدينة "كنيدوس" التاريخية، التي يلتقي عندها بحرا إيجة والمتوسط، في ولاية موغلا التركية (غرب)، أكثر من 40 ألف زائر محلي وأجنبي، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتعتبر المدينة، متحفا في الهواء الطلق يروي تاريخ العصور القديمة، نظرا لما تتميز به من موقع مشرف على بحرين، واحتوائها على العديد من الآثار.
وتشكل "كنيدوس"، التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى نحو ألفين و600 عام، مركزا لجذب السياح المحليين والأجانب، بفضل الآثار التاريخية العريقة التي تحتوي عليها.
وتتمتع ولاية موغلا، التي تتبع لها مدينة "كنيدوس"، بأطول شريط ساحلي في تركيا، وتوفر فرصا رائعة للسياح بفضل إمكاناتها من حيث الطبيعة والثروة الثقافية.
** آلاف الزوار
واعتبارا من 15 يونيو/ حزيران الماضي، أعادت المدينة التاريخية افتتاح أبوابها أمام الزوار المحليين والأجانب، عقب تخفيف القيود المتخذة في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ومنذ ذلك التاريخ، استقبلت المدينة 40 ألف زائر، في إطار تخفيف القيود وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لطبيعتها، مع المحافظة على الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات التعقيم.
وتجذب مدينة "كنيدوس"، اهتمام الزوار المحليين والأجانب، بما تحتويه من ميناءين تاريخيين، وأبنية ومسارح قديمة تتعدى الزمن، وموقع مميز عند التقاء بحري إيجة والمتوسط.
وتبعد مدينة "كنيدوس"، مسافة 35 كلم فقط، عن قضاء "داتشا"، الذي يشتهر بأشجار اللوز، ويحتوي على 96 نوعا منها، نظرا لطبيعته الدافئة.
** العصور القديمة
رئيس قسم التنقيب الأثري عن مدينة كنيدوس التاريخية في كلية الآداب بجامعة سلجوق، البروفيسور أرتكين دوقسان آلتي، قال إن "المدينة القديمة تعتبر أحد أهم المراكز التي تعكس ثقافة وفنون وعلوم العصور الغابرة".
وأوضح دوقسان آلتي، للأناضول، أن مدينة "كنيدوس" كانت من النقاط الإستراتيجية في العصور القديمة، بسبب موقعها المميز عند التقاء بحري إيجة والمتوسط.
وأشار إلى أن الموقع المميز للمدينة، عند تقاطع البحرين، دفع الحضارات القديمة لبناء ميناءين فيها، لتتحول إلى ملتقى للسفن التجارية.
وأوضح أن المدينة التاريخية، على عكس العديد من المدن في حوض المتوسط، برزت كمدينة تزخر بالإمكانات العلمية والفنية والثقافية، إضافة إلى إمكاناتها الكبيرة في المجال العسكري.
وتابع أن مدينة "كنيدوس"، المجاورة لجزيرة كوس (اليونانية)، احتوت في العصور القديمة على كلية للطب منافسة أو حتى أقدم من كلية الطب التي أنشأها العالم الإغريقي أبقراط، مؤسس علوم الطب (460 ق م - 370 ق م).
ولفت إلى أن كلية الطب في "كنيدوس"، أسدت خدمات يشار إليها بالبنان لعلم الطب الحديث، وشكلت منارة للعديد من المدن في حوض البحر المتوسط في العصور القديمة.
** أسد كنيدوس
ونوه دوقسان آلتي، أن الرحالة والباحثين الغربيين الذين زاروا المدينة التاريخية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، أجروا بعض الحفريات الآثارية المهمة في المدينة القديمة، إلا أنهم نقلوا بعض القطع الأثرية التي استخرجوها إلى بلادهم.
وأعرب عن أسفه لنقل تلك الآثار المهمة، وقال: "نقل العديد من الباحثين والآثاريين الأجانب، في معظم الأحيان، القطع الأثرية التي عثروا عليها خلال الحفريات، إلى متاحف في الخارج".
وتابع: "ومن أبرز هذه الحفريات، تلك التي أجراها الباحث الإنجليزي تشارلز نيوتن، بين عامي 1857 و1859، وتشكل القطع الأثرية التي تم الحصول عليها خلال هذه الحفريات أجمل المجموعات النادرة في المتحف البريطاني اليوم".
وأشار دوقسان آلتي، إلى أن "الأسد الموجود في مدخل المتحف البريطاني للترحيب بالزوار، جرى نقله من كنيدوس إلى بريطانيا، على يد تشارلز نيوتن".
وأوضح أن علماء أتراك أجروا حفريات أثرية في كنيدوس، بدأت عام 1988 واستمرت تحت إشرافه، اعتبارا من عام 2012.
ولفت إلى أن "فريق الآثاريين الأتراك الذي يترأسه هو، عمل بشكل دؤوب على ترميم الآثار الموجودة في كنيدوس، وإصلاح الآثار المدمرة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!