ترك برس
تحت هذا العنوان كتب الصحفي والمحلل الإيطالي، جوسيبي مانتشيني، في صحيفة " ذا لوتشي" مقالا قال فيه إن الهجوم على بعض المسيحيين بسكين في كاتدرائية بمدينة نيس الفرنسية الأسبوع الماضي، أطلق للموجة المعتادة من الإسلاموفوبيا القاسية في الصحافة الإيطالية، بالإضافة إلى فيسبوك وتويتر. لكن هذه المرة كان الهدف سياسيًا أيضًا: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح مانتشيني أن المعلقين الإيطاليين يرون أن أردوغان هو المسؤول أخلاقيا عما حدث، لأنه تورط في الأسابيع الأخيرة في مواجهة قاسية وواسعة مع نظيره ماكرون: من الجغرافيا السياسية المتوسطية إلى الإسلام في فرنسا. وخلاصة القول: إن المهاجم التونسي كان مدفوعًا بالكلمات القاسية التي قالها أردوغان في الأيام الأخيرة ضد الرئيس الفرنسي.
ويعلق مانتشيني بالقول :" من الواضح أن هذا طرح غريب؛ لأن المسافة بين تصريحات الرئيس التركي وتوجيه الطعنات في نيس لا يمكن سدها إلا من خلال الألعاب البهلوانية.
لا توجد علاقة مباشرة أو غير مباشرة ، وواقع الأمر أن ردود اردوغان- وهي بالتأكيد ليست ودية - جاءت ردا على هجوم ماكرون على تركيا: في ليبيا ، إلى جانب سياسة اليونان المتطرفة في البحر المتوسط ، ودعم منظمة البي كي كي الإرهابية، والحملة على المساجد والأئمة في فرنسا الذين يحظون بدعم أنقرة.
ويتساءل مانتشيني : لماذا يجب أن تعاني تركيا وتسكت؟ لماذا لا تدافع عن مصالحها الوطنية؟ ألغاز الدعاية. ما ظهر في الصحف الإيطالية - سواء على الورق أو على شبكة الإنترنت - شنيع.
ويمضي مانتشيني فيعرض نماذج لما كتبه المحللون والكتاب الإيطاليون الذين انتقدوا الرئيس التركي، ويبدأ بمن وصفهما بحاملي لواء الإسلاموفوبيا في الصحافة ، فياما نيرنشتاين من صحيفة (إل جورنال) وفيتوريو فيلتري من صحيفة (ليبيرو).
" الأول يعرف أردوغان بأنه "أفضل مرجع في عالم الإرهاب" ، حتى لو "لا يمكننا اتهامه بالإرهاب بشكل مباشر". لكن "من الصعب تجاهل أن أردوغان هدد بشكل مباشر ومتكرر فرنسا وماكرون في الأشهر الأخيرة بتعدد الهجمات". فهو في النهاية متورط "في لعبة تشارك فيها الجماعات الإرهابية ، من القاعدة إلى داعش إلى حماس إلى حزب الله ، بالاجتماعات والسفر والتمويل والأسلحة".
أما فيلتري ، فقد نجح في عمل هو أسوأ: "أردوغان [...] مثل أسامة بن لادن في البرجين التوأمين، ويجب وقفه حتى يتمكن من وقف قتل الناس في أوروبا ، وخاصة في فرنسا في الأيام الأخيرة." ومرة أخرى: "يأمرنا أردوغان [...] بأن نذبح ويطيع رعاياه ، مظهرين قسوة لا مثيل لها".
ويتساءل مانتشيني : مرة أخرى أين هي الحقائق والنتائج فيما يقوله هؤلاء؟
ولم يستطع الجيل الجديد من السيادة اليمينية / رابطة الشمال إلا أن يتفقوا بالإجماع مع ما يقوله هؤلاء من إن ما حدث كله "ك خطأ أردوغان!" ولكن من دون أي أسانيد أو حقائق
على سبيل المثال ، صرح فرانشيسكو جوبيلي على موقع نيكولا بورو على الإنترنت: "من المستحيل عدم التفكير في وجود صلة بين الهجوم في نيس]وغلاف تشارلي إيبدو الذي صدر أمس". (الذي أساء بشدة إلى الرئيس التركي والدين الإسلامي). ردود الفعل؟ حقائق؟ لا يهم.
وعلى الإنترنت أيضًا ، تبرز مقابلة مع الفيلسوف الفرنسي باسكال بروكنر الذي يقول : "تركيا هي عدونا الرئيسي اليوم. يريد غزو أوروبا وفرض رؤيته للإسلام. […] يجب أن تتحد كل الدول الأوروبية لهزيمة أردوغان في حملته الصليبية ".
ويعلق مانتشيني: أي حملة صليبية يقودها أردوغان؟ لقد انقلب العالم رأسا على عقب.
وختم مانتشيني مقاله بالقول: "إن الدعاية المعادية لتركيا ، خاصة في العقد الماضي ، ترجع في جذورها إلى معاداة الإسلام، ولا يمكن أن تتوقف، فقد وقع الضرر وتوطد التصور الجماعي في عداء منسجم".
لكنه يستدرك:" أن تركيا رغم تلك الحملة ستكون ن الشريك المثالي لإيطاليا - ثقافيًا وسياسيًا وتجاريًا - في البحر الأبيض المتوسط. وعلى ذلك ألن يكون من المجدي اتخاذ إجراء للبدء على الأقل في مواجهة هذا التدفق غير المنضبط للمعلومات المضللة غير السارة؟".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!