ترك برس
بدأت الحكومة التركية بالرغم من اعتراضات من الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات حاسمة باتجاه بناء خط “السيل التركي” كبديل عن خط “السيل الجنوبي” الذي تم تعليق العمل به العام الماضي، على الرغم من اعتراض عدد من دول الاتحاد الأوروبي.
ويعد التصريح الأخير لرئيس مجلس إدارة شركة “غازبروم” الروسية “أليكسي ميلر” بأن روسيا ستوقف تسليم الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا عند انتهاء صلاحية العقد الحالي في عام 2019، مؤشرا على نية تركيا ببناء السيل التركي.
وعلى الرغم من وجود شكوك حول الجوانب الاقتصادية للمشروع، يرى الأستاذ “ديميتار بيكيف” من مشروع البحث لجنوب شرق أوروبا التابع لكلية لندن للاقتصاد (LSE) أن مشروع السيل التركي هو مشروع واقعي إلى حد كبير، مشيرا إلى أن السياسيين الروس يدعمون المشروع وأن عاملا آخر يساهم في قوة المشروع هو حاجة تركيا للغاز.
ولفت بيكيف النظر إلى أهمية سوق الغاز التركي، قائلا: “إن من المنطقي إلى حد كبير أن تتجه أنظار روسيا إلى الطلب على الغاز في تركيا. فالأمر لا يقتصر على كمية الغاز بل نوعية السوق. لدينا (في تركيا) سوق يصبح أكثر تنافسية بسبب وصوله إلى عدد من مصادر الغاز”.
ومع ذلك، يرى بيكيف أن الغموض الذي يكتنف المشروع يجعله أكثر تشككا حوله، موضحا أن ما يثير شكوكه هو “ما إذا كان مشروع السيل التركي قد يتحول إلى أمر أكبر من السوق التركي، فلماذا قد توافق ألمانيا على شراء الغاز من الحدود التركية اليونانية بدلا من ما تشتريه حاليا من الحدود التشيكية الألمانية في “بومغارتنر”؟”.
كما أشار الأكاديمي إلى أن على غازبروم أن تتخلى عن أجزاء كبيرة من دخلها حتى تكون مستعدة لبيع الغاز إلى السيل الجنوبي. وقال: “إلى جانب ذلك هناك دائما عدد من الاتفاقيات مع الدولي الناقلة للطاقة، لهذا فإن غاز بروم مدين لهم بالتعويض إذا أراد أن يبيع الغاز عبر الحدود التركية”.
ورأى بيكيف أن العلاقات التركية الروسية قد تكتسب أبعادا أكبر في طريق تحقيق المشروع. وقال: “إن منشأنه أن يعزز التعاون الاقتصادي. إذا ألقيت نظرة أوسع على العلاقات الثنائية، يمكنك رؤية أن الوضع أكثر تعقيدا من أن يتوقف. هذه الدولتان تتنافسان بشكل خاص في الشرق الأوسط، وفي أماكن أخرى أيضا”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!