ترك برس
كشفت مصادر لدى شركة الأمن الروسية "فاغنر"، أن الأخيرة لم تنجح في دراسة المستجدات الميدانية، بشكل صحيح في ليبيا، ولم تضع في الحسبان، العامل التركي ودعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً.
جاء ذلك على لسان مارات غابيدولين، أحد أفراد وحدات المظليين الروس السابقين والمتعاقد العسكري الخاص في شركة "فاغنر" الأمنية، في حوار أجراه موقع "ميدوزا" (Meduza) الإخباري (مقره لاتفيا.)
وتركّز الحوار المذكور على المذكرات التي كتبها "غابيدولين" عن الحرب ضد تنظيم "داعش" في سوريا، والذي كشف فيها أيضاً خفايا كثيرة عن أنشطة الشركة الروسية التي خدم في صفوفها قرابة 4 سنوات.
وأوضح العسكري الروسي السابق، أنه انضم لصفوف "فاغنر" عقب مقابلة أجريت معه، مبيناً أنه تم تحذيره منذ البداية بأنه "متجه للحرب والدفاع عن المصالح الحيوية لروسيا في بعض الأماكن الخطرة، وأن عليه أن يتوقع مواجهة الموت في أية لحظة".
وقيل له آنذاك: "سنشارك بحروب في مناطق توجد فيها مصالح لبلدنا، ومن ثم سنفقد أرواحنا نتيجة ذلك"، وفق تعبيره.
وقال إنه وقع عقد الانضمام لـ "فاغنر" في العام 2015، وأرسل لسوريا لتقديم الدعم لقوات النظام السوري لإعادة السيطرة على حقول النفط وحمايتها من هجمات تنظيم "داعش."
وشدد على أنه نجا من الموت المحقق في العديد من العمليات وتمت ترقيته إلى رتبة قائد وحدة استطلاع، لكنه في النهاية غادر سوريا إثر إصابته في معركة بمدينة "تدمر" عام 2016.
وردا على السؤال المتعلق بمستقبل المجموعة وعلاقتها بالنظام الروسي، قال غابيدولين "على عكس وحدات الجيش النظامي، لا يحظى مرتزقة فاغنر بجنازات عسكرية ولا بأي تكريم بعد الوفاة، وأغلب أفرادها يأتون من مناطق اقتصادية فقيرة في روسيا ويتم استدراجهم للقتال مقابل راتب شهري لا يتجاوز 1200 دولار".
وأفاد غابيدولين أن "فاغنر" باتت تستخدم مقاتلين "غير ماهرين" خلال الفترة الأخيرة، مبيناً أن أغلبهم لم يسبق لهم الانخراط في اشتباكات مسلحة، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء.
وأوضح أن قادة "فاغنر" باتوا يتصرفون كرجال أعمال أكثر من كونهم قادة عسكريين، مرجعاً ذلك إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم في ليبيا.
وأوضح أن قادة الشركة الروسية لم يجروا دراسة صحيحة للمستجدات على أرض الواقع في ليبيا، مردفاً: "لم يضعوا في الحسبان حتى مشاركة تركيا في الاشتباكات".
ولفت العنصر السابق إلى أن العديد من عناصر "فاغنر" ما عادوا يثقوا بقادتهم، بسبب خيبة الأمل التي تعرضوا لها في ليبيا.
وفي سياق متصل، قال "غابيدولين" إن عناصر "فاغنر" هي التي قاتلت فعليًا ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا عام 2019، مبيناً أن جيش النظام السوري كان منهكاً آنذاك.
وفي المقابلة ذاتها، انتقد العنصر السابق لدى "فاغنر" السرية التي تحيط بعمل هذه المجموعة، لكن بعد 24 ساعة من نشر المقابلة، تم إلغاء نشر الكتاب لأسباب لا تزال غير واضحة حتى الآن.
وكشف تقرير نشرته جريدة الصنداي تايمز البريطانية، أنه في الوقت الذي وصل فيه عدد القتلى أو المصابين من مرتزقة "فاغنر" إلى 300 قتيل حتى العام الماضي، يؤكد المعارضون لسياسة روسيا في العالم أن الكرملين يستخدم مرتزقة الشركة الأمنية المذكورة للحد من الخسائر العسكرية الروسية في المناطق الساخنة، وأنه في الوقت الذي تصر في روسيا على المستوى الرسمي على "عدم وجود شيء يسمى مجموعة فاغنر" يعلم الجميع، في الواقع، أن الحكومة الروسية هي من قامت بإرسال جنود مقاتلين إلى سوريا وأوكرانيا ودول أفريقية مختلفة لحماية المصالح الروسية.
وتتولى "فاغنر" تنفيذ المهام الخارجية التي لا ترغب موسكو بتبنيها رسميا، ومعروف دورها في ضم شبه جزيرة القرم، والانخراط في الاشتباكات شرقي أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين.
وأرسلت الشركة الأمنية مرتزقة إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات النظام، كما فعلت الشيء نفسه في ليبيا، حيث قاتلت إلى جانب قوات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، ضد قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!