الأناضول - ترك برس
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على شخصيات بارزة في مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية، تعتبر اعتداءً على الحقوق السيادية لبلاده.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده عقب لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في مدينة سوتشي التي يزورها حاليا لحضور الاجتماع الثامن لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين البلدين.
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا لن تتراجع عن خطواتها الرامية لتعزيز صناعاتها الدفاعية بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة.
وشدد أن تركيا ضد العقوبات بغض النظر عن الطرف الذي فرضها أو الجهة التي فرضت عليها، وأن المشاكل لا يمكن حلها عن طريق العقوبات.
وأضاف: "وبنفس الشكل فإن قرار العقوبات الأمريكي "كاتسا" خاطئ من الناحيتين القانونية والسياسية، ولن أتطرق إلى مسألة تأثيره على صناعاتنا الدفاعية من عدمه لأنه بذاته قرار خاطئ، فهو اعتداء على حقوقنا السيادية".
وأكد أن قرار العقوبات خاطئ قانونيًا لأن اتفاق شراء منظومات الدفاع الجوي "S-400" بين تركيا وروسيا تم توقيعه قبل صدور قانون "كاتسا".
وبيّن أن تركيا اختارت حل جميع المشاكل بما فيها المتعلقة بـ"S-400" عن طريق الحوار، والولايات المتحدة أبدت رغبة في التعاون عبر الحوار عقب قرار العقوبات، مؤكدًا أن تركيا لا تعارض ذلك.
و14 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، فرضت واشنطن عقوبات على تركيا على خلفية شرائها واختبارها منظومة "S-400" الدفاعية من روسيا، استناد لقانون معاقبة الدول المتعاونة مع خصومها المعروف بـ"كاتسا"، الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، ودخل حيز التنفيذ في 2 أغسطس/آب 2017.
وفيما يخص مستجدات الأوضاع في ليبيا، وأوضح أن تركيا بذلت جهودًا حثيثة مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، والنقطة التي وصلوا إليها اليوم هي تتويج لتلك الجهود المشتركة.
وذكر أن تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو الوحيد في ليبيا، مستدركًا بالقول: "إلا أن الانقلابي حفتر أظهر إرادة مغايرة لذلك، وهجم على طرابلس، ولكن الوضع توازن على الميدان بفضل الدعم المقدم من تركيا للحكومة المشروعة بموجب اتفاق معها".
ونوه جاويش أوغلو إلى أن العملية السياسية متواصلة حاليًا، وأن تركيا تدعم تلك العملية.
وأشار إلى أن تركيا وقعت اتفاقيات مع الحكومة الشرعية في ليبيا، ومع الحكومات السابقة.
وأردف: "هذه الاتفاقيات هي أساس وجودنا هناك، كتقديم الاستشارات العسكرية والتدريبية، يعني وجودنا قانوني ومشروع، لذلك لا يحق لأي دولة أو شخص بما في ذلك حفتر المطالبة بمغادرة تركيا للأراضي الليبية، والوضع هكذا طالما الاتفاقيات سارية".
وشدد على وجود روابط تاريخية تربط بين تركيا وليبيا، وأن نهج أنقرة حيال ليبيا مختلف عن نهج الدول الغربية، قائلًا: "لم نتوجه إلى هناك من أجل مصالح تركيا فقط أبدًا، وإنما من أجل تطوير علاقاتنا وفق مفهوم السلام والاستقرار في ليبيا والربح المتبادل".
وحول العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا، أوضح جاويش أوغلو أن البلدين وضعها هدف الوصول بحجم التجارة إلى 100 مليار دولار إلى أنه بقي دون الهدف بسبب وباء كورونا.
وأكد ضرورة زيادة حجم التجارة، وإزالة الرسوم والمعوقات الأخرى أمامها، معربًا عن ترحيبه بزيادة روسيا حصص الصادرات التركية من الطماطم ومنتجات أخرى.
وأكد أن مباحثاتهم مع روسيا تواصلت دون انقطاع رغم انتشار وباء كورونا، وأن الرئيسين رجب طيب أردوغان ونظيره فلاديمير بوتين أجريا 20 اتصال هاتفي بينهما خلال العام الحالي.
وأشار جاويش أوغلو إلى أنهم أجرى مع نظيره الروسي سيرغي لافروف 6 لقاءات، و14 اتصال هاتفي واتصاليين مرئيين خلال 2020.
وبيّن أنهم بحثوا خلال الاجتماع، تحضيرات اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى، والعلاقات الثنائية ومسائل إقليمية، مؤكدًا أن الاجتماع التاسع للمجلس سيعقد في تركيا العام المقبل في وقت يحدده رئيسا البلدين.
وأوضح الوزير التركي أن الاجتماع شهد مراجعة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في الاجتماعات السابقة، وتبادل قائمة بالاتفاقيات المزمع التوقيع عليها في القمة المقبلة، معربًا عن رغبة بلاده في توقيع الاتفاقيات التي تم التفاوض بخصوصها خلال القمة القادمة.
وأضاف أن وزارتي خارجية البلدين وقعتا اليوم الخطة الاستراتيجية المشتركة 2021-2022، ولدينا مشاورات ثنائية ضمن الخطة، ونرغب بمواصلة التشاور وتعميقه فيما يخص القضايا الإقليمية في السنوات القادمة.
وأعرب جاويش أوغلو عن سروره باستقبال تركيا لأكثر من مليوني سائح روسي رغم انتشار كورونا، مشددًا على أن البلدين في تعاون كثيف في مجالات عدة من التجارة إلى الطاقة وحتى السياحة.
وأشار إلى أن تركيا استقبلت في عام 2019، 7 ملايين سائح روسي، معربا عن أمله في تسجيل هذه الأرقام مرة أخرى عقب تجاوز جائحة كورونا.
وأكد جاويش أوغلو أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة كورونا، مشيرا إلى توقيع مذكرة تفاهم خاصة بشأن تطوير لقاحات مشتركة بين الوزارات المعنية في إطار مكافحة الفيروس.
وذكر أن البلدين حققا تقدما في مشاريع الطاقة الاستراتيجية مثل مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "السيل التركي"، و مشروع محطة "آق قويو" للطاقة النووية.
وأوضح أنه ناقش مع نظيره الروسي جميع القضايا الإقليمية ولا سيما إقليم "قره باغ" الأذربيجاني، وقضايا سوريا وليبيا وشرقي المتوسط، مضيفا أن "التعاون الذي قمنا به حتى الآن بشأن القضايا الإقليمية أثمر نتائج ملموسة".
وشدد جاويش أوغلو على أنهم سيواصلون جهودهم من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا، مؤكدا دعم بلاده لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!