ترك برس
تستأنف تركيا واليونان، في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، محادثات استكشافية لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط، وهو ما يعكس رغبتهما في إعطاء فرصة جديدة للحوار والجهود الدبلوماسية، بعد توقف دام 5 سنوات.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، في 11 يناير الجاري، إن بلاده تقدم دعوة مفتوحة لليونان من أجل المشاركة في تنظيم اجتماع ضمن محادثات استكشافية بين البلدين، مشددا على تمسك أنقرة بالحوار لمعالجة الخلافات مع أثينا.
وبعد محادثات بين وزارتي الخارجية التركية واليونانية، اتفق الطرفان على عقد الجولة 61 من المحادثات الاستكشافية بإسطنبول، في 25 يناير الجاري (الإثنين)، عقب دعوة وجهها تشاووش أوغلو كي تستضيف تركيا المحادثات. وفق تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية.
** طريق شاق
في 2002، شهدت أنقرة أول محادثات استكشافية بين اليونان وتركيا، بمشاركة فعالة من مسؤولين في وزارتي الخارجية.
وحتى 2016، عقد الطرفان 60 جولة من تلك المحادثات، قبل أن تتوقف بسبب الموقف المتردد للحكومة اليونانية، برئاسة ألكسيس تسيبراس.
إلا أن التوترات المتزايدة في منطقة شرقي البحر المتوسط، في الأونة الأخيرة، أظهرت أهمية استئناف الحوار بين الطرفين.
وشهدت منطقة شرقي المتوسط توترات إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الإدارة القبرصية الجنوبية، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
** مبادرات متعددة
في النصف الثاني من 2020، تولت ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وبذلت خلالها جهودا كبيرة لاستئناف المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان.
وبينما كان البلدان على استعداد لبدء محادثات كاملة، استجابة لجهود برلين، أدى توقيع اليونان اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة مع مصر، في 6 أغسطس/ آب الماضي، إلى تقويض العملية برمتها.
وبجانب جهود ألمانيا، بذل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يضم في عضويته تركيا واليونان، جهودا مكثفة لمنع وقوع حوادث غير مرغوب فيها بين البلدين.
وفي نطاق "آلية إجراءات الفصل"، التي أُنشئت برعاية الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، جرى تنظيم اجتماعات بين وفود عسكرية تركية ويونانية، لمنع وقوع حوادث أو صراعات مسلحة بين البلدين شرقي المتوسط.
** خيبة أمل يونانية
بموازاة جهود مستمرة للتقليل من حدة التوترات في المنطقة والبدء بحوار بين أنقرة وأثينا، واصلت اليونان والإدارة القبرصية الجنوبية تنظيم أنشطة وحملات مناهضة لتركيا داخل الاتحاد الأوروبي، تحت ستار "تضامن الدول الأعضاء في الاتحاد".
ودأبت كل من اليونان والإدارة القبرصية الجنوبية على وضع تركيا في جدول أعمال اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وقادة دوله، بزعم أن الأنشطة التركية شرقي المتوسط "غير قانونية"، مطالبين بفرض عقوبات على أنقرة.
لكن العديد من دول الاتحاد، وخاصة ألمانيا، شددت على ضرورة إجراء حوار مع تركيا لمعالجة المشاكل شرقي المتوسط.
كما رفضت دول الاتحاد الموافقة على عقوبات طالبت اليونان والإدارة القبرصية الجنوبية بفرضها على تركيا، خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مشددة على ضرورة إقامة حوار بناء لمعالجة المشاكل بين أنقرة وأثينا.
** حل عادل وشامل
تهدف المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان إلى إرساء الأسس لحل عادل وشامل يكون مقبولا من طرفي المشكلة في بحر إيجة وشرقي المتوسط.
وفي إطار تلك المحادثات، يلتزم البلدان بتزويد بعضهما بالمعلومات الضرورية، والتعامل مع أفكار وآراء بعضهما بطريقة نقدية، لكن بناءة.
ويحرص الطرفان على مناقشة وجهات نظر وأطروحات كل منهما، قبل اتخاذ القرارات ذات الصلة، بما يضمن إيجاد حلول لجميع المشاكل والتعامل معها حزمة واحدة.
وخلال الفترة الماضية، عقدت وزارتا الخارجية التركية واليونانية محادثات استكشافية غير معلنة من حيث جدول أعمالها.
لكن من المعلوم أن من أبرز المشاكل التي طالما عكرت أجواء العلاقات بين أنقرة وأثينا، المياه الإقليمية في الجرف القاري لبحر إيجة، ونزع سلاح الجزر اليونانية في هذا البحر، والمجال الجوي، ومناطق عمليات البحث والإنقاذ والتنقيب لكلا الجانبين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!