ترك برس-الأناضول
تمكنت 3 نساء قرويات في ولاية قارص شرق تركيا من لفت انتباه السياح المحليين والأجانب إلى أهمية الحياة الريفية، من خلال تأسيسهن لمشروع سياحي أطلقن عليه اسم "سياحة المزارع".
وجذبت كل من مهربان جليك وسوكي قليج وعائشة بايس، انتباه السياح إلى قرية "قوشابينار" غربي قارص، من خلال العمل الدؤوب الذي قدمنه للمساهمة في تأسيس وتطوير النشاط السياحي في قريتهن.
وعبر المشروع الرامي للمساهمة بالتعريف بأهمية الريف وحياته، سعت النسوة الثلاث إلى تعريف السياح المحليين والأجانب بحياة القرية وثقافتها والمساهمة في الاقتصاد من خلال زيادة عدد الزوار للمنطقة والولاية.
وفي إطار المشروع، قامت النسوة أولا بترميم 3 منازل خشبية وحجرية قديمة وتحويلها إلى أماكن تعكس أنماط العمارة الريفية بولاية قارص، وبتزيين حدائق تلك المنازل بأدوات زراعية يزيد عمرها عن 200 عام.
وتقوم النسوة بإعداد موائد خاصة بالإفطار القروي للسياح المحليين والأجانب الزائرين لقريتهن من أجل قضاء وقت ممتع بعيدًا عن صخب المدينة.
** أنشطة متعددة وأوقات ممتعة
ويعيش السياح، الذين يخوضون رحلة حنين إلى الماضي في منازل القرية، حياة الريف بكل تفاصيلها لبضعة أيام يقضون فيها وقتا ممتعا خارج الروتين الحياتي الخاص بهم.
وخلال هذه البرهة البعيدة عن صخب المدن، يسعد بعض السياح بحلب الأبقار وجمع البيض من أقنان الدجاج، بينما يستمتع آخرون بالقيام برحلات سفاري على ظهور الخيول في المناطق الريفية.
وبفضل المشروع الذي أطلقته النسوة الثلاث، تحولت القرية إلى نقطة جذب للسياح في وقت قصير، واحتلت مكانة مميزة على خارطة منظمي الرحلات السياحية في ريف قارص.
** إثبات النفس
وتقول سوكي قليج، لوكالة الأناضول، إن المنازل الحجرية بدأت العام الماضي (2020) بخدمة زوار القرية واستضافة السياح المحليين والأجانب.
وتذكر أنها تعمل على تقديم أجود المأكولات المحلية للسياح وتعريفهم بالأطباق المحلية، وتوضح قائلةً: "القادمون إلى قريتنا يفضلون عادة اللعب بالثلج، وتنظيم الرحلات على متن الخيول، والاسترخاء بين أحضان الطبيعة".
وتتابع: "نعمل من خلال هذا المشروع على إثبات أنفسنا والمساهمة في اقتصاد الأسرة، كما نعمل على تقديم المنتجات الطبيعية التي يجري تحضيرها في القرية إلى الزوار".
وتضيف: "نرحب بالجميع في قريتنا، ونحن متأكدات من أن البيوت الحجرية التي جرى تحضيرها لاستقبال السياح سوف تنال إعجاب جميع الزوار".
** سياحة في نعيم الريف
من جهتها، تقول المرشدة السياحية جيكدم دوكر، إن السياح القادمين إلى المنطقة أعربوا عن سعادتهم وقضائهم أوقاتًا ممتعة في قرية قوشابينار.
وتشير دوكر، أن زوار القرية يستيقظون مبكرا ويجمعون البيض من أقنان الدجاج ويحلبون الأبقار ويغلون الحليب ويتناولونه مع العسل على مائدة الإفطار القروية التي تعج بأصناف المأكولات المحلية الطازجة.
وتلفت إلى أنها ترافق السياح في الجولات التي يجري تنظيمها على ظهور الخيول، وكذلك تساعد النسوة بإعداد وجبات الطعام، مشيرة أن جميع الغرف في البيوت المعدة لاستقبال الضيوف مزودة بمدافئ تقليدية.
بدوره، يقول سرتاج أياز، أحد زوار القرية، إنه قرر مع أسرته قضاء إجازته الشتوية هذا العام في أحد المنازل الريفية بقرية قوشابينار.
ويضيف، إن قضاء الإجازة في القرية جعله يشعر بالكثير من الراحة، لا سيما أن المكان يعد هادئا وخاليا من الأمراض.
ويؤكد أياز، أن اللجوء إلى القرى يعتبر أفضل طريقة للابتعاد عن صخب المدينة، وأن البيوت الريفية الموجودة في قوشابينار، مصممة بشكل جميل يعكس نموذج العمارة الريفية في ولاية قارص.
ويتابع: "المكان وفر الراحة لي وللعائلة، ويمكننا تعريف الأطفال بالحياة الريفية، حيث تتميز القرية بوجود حيوانات المزارع غير المتواجدة في المدينة مثل الخيول والأوز والبط والدجاج".
وختم الزائر حديثه قائلًا: "أوصي جميع العائلات بزيارة هذا المكان الدافئ والودود".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!