ترك برس
تواصل ولاية إسطنبول منذ قرابة عامين، إيواء المشرّدين في شوارع المدينة، داخل فنادق، في مشروع يهدف لإيواء جميع من لا يمتلكون أماكن للمبيت فيها.
وكانت ولاية إسطنبول قد جددت للعام الثاني على التوالي حملة "لن يبقى أحد بالخارج.. سنستضيفهم جميعا" أواسط ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، لاستضافة المشردين من سكان المدن الـ 39 داخل إسطنبول والذين لا يملكون منازل تؤويهم في الشتاء البارد.
ووفرت الحملة التي نفذت للمرة الأولى عام 2019 غرفا فندقية فردية لإقامة 1720 شخصا بعد اتفاقات أبرمتها البلديات المحلية بإسطنبول مع 64 فندقا في مناطق مختلفة من المدينة الضخمة التي يسكنها أكثر من 16 مليون نسمة.
ووفقا لبيانات ولاية إسطنبول، فقد استعانت الحملة بخدمات منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة خاصة الهلال الأحمر التركي الذي تكفل بتقديم المواد الغذائية والملابس والأغطية للمشردين بعد نقلهم إلى الفنادق، إضافة لولاة المناطق المحلية وجمعيات الإغاثة الإنسانية التي أطلقت حملات تبرع محلية وفرت من خلالها الاحتياجات للمستفيدين.
ونشر والي إسطنبول في تغريدة له في تويتر بيانا أوضح فيه أن تجديد الحملة بالرغم من استمرار ظروف وباء كورونا بات أمرا هاما لأن "المناطق الاجتماعية الضعيفة" تعد من أخطر عوامل انتشار الوباء، ومؤكدا اتخاذ طواقم الحملة التدابير الوقائية من العدوى.
وعمدت حملة الإسكان إلى الاستعانة بجهود طواقم المؤسسات المنخرطة فيها والمتطوعين، كما تعاونت مع المجتمع المحلي عبر نشر دعوات للسكان تحثهم على إبلاغ مخافر الشرطة والدرك المنتشرة بالأحياء عن أي مواطن مشرد في الشارع.
وتبدأ خطوات استضافة المشردين من لحظة جلبهم إلى مخافر الشرطة، حيث يتم إجراء فحوص (PCR) لهم للتأكد من سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا، ثم تقدم لهم الرعاية الأولية من طعام وشراب وتدفئة وملبس، إلى جانب متابعة الصحة النفسية لهم عبر أخصائيين نفسيين واجتماعيين، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
وكانت ولاية إسطنبول قد وقعت خلال الأسبوع الماضي تحت تأثير منخفض جوي عميق هو الأقسى منذ بداية فصل الشتاء الجاري، حيث استمر تساقط الثلوج 3 أيام متواصلة وارتفع مستواها في بعض المناطق فوق 50 سنتيمترا كما وصلت درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.
ولم يقتصر مشروع "لن يبقى أحد بالخارج" على إيواء المشردين فقط، بل امتد إلى عقد زواج بينهم، كما هو الحال مع أويور توران ودويغو أونلو.
وشاءت الأقدار أن يقترن العروسان التركيان برباط الحياة الزوجية بعدما تعرف كل منهما إلى الآخر في مشروع "لن يبقى أحد بالخارج".
وبدأت حكاية العروسين الذين تعود أصولهما إلى مدينة دينيزلي جنوب غرب الأناضول الداخلي حين تم إيواؤهما في أحد فنادق حي الفاتح العريق بمدينة إسطنبول ضمن مشروع الإيواء، وهناك قررا الزواج فأبلغا والي إسطنبول علي يرلي كايا برغبتهما تلك وبحاجتهما للمساعدة لإتمام هذا الزواج.
ووفقا لولاية إسطنبول فقد بادر الوالي كايا ورئيس بلدية الفاتح أرغون توران، اللذان حضرا حفل الزواج وشهدا عليه، إلى استئجار بيت مؤقت لمدة عام للعروسين وتأثيثه وتزويده بكافة الاحتياجات الضرورية.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن العريس قوله إنه كان يعيش في العراء بمنطقة سراي بورنو قرب خليج أمينونو في إسطنبول قبل أن تصله الطواقم العاملة بمشروع الإيواء، وتقوم بنقله إلى الفندق لتبدأ حياته بالتحول.
أما العروس فقالت إنها التقت توران في مقرات جمعيات الإيواء والإغاثة قبل أكثر من 6 أشهر، وتوافقا على الزواج سيما وأنهما ينحدران من ذات المدينة، لكن الظروف لم تكن لتؤهلهما لذلك.
وأضافت "قبل أسبوعين حضر الوالي للمأوى وسألنا ماذا نريد؟ فقلنا له نريد الزواج، نريد بيتنا ولا نريد شيئا آخر، وقد استجابت دولتنا لهذا الطلب ومنحتنا ما نريد، ووعدتنا بأن تساعدنا كي نقف على أقدامنا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!