ترك برس
يقع "ليمان أسما كاساي هان" التاريخي في منطقة السلطان أحمد، الذي عرضه ورثة نوري كنان باشا، للبيع بمبلغ 120 مليون ليرة تركية. ويطلب كبار العائلة من الشخص الذي سيشتريه طلبا واحدا فقط، وهو حماية الخان التاريخي والثقافي، الواقع في قلب إسطنبول قرب مسجد السلطان أحمد والمجاور لأهم المعالم التاريخية في العالم.
يبعد النزل التاريخي عن "يرباتان ساريجي" (صهريج البازيليك) مسافة 30 مترا، الذي تم بناؤه في القرن السادس الميلادي، وكان عبارة عن حوض للكاتدرائية أو القصر المغمور، ويعد أكبر خزان تحت الأرض في إسطنبول، حيث تبلغ مساحته 9800 متر مربع، كما يبعد عن جامع أيا صوفيا مسافة 70 مترا، وعن جامع السلطان أحمد مسافة 100 مترا، ويوجد بجانبه مبنى "مليون تاشي" الذي تم بناؤه في بداية القرن الرابع الميلادي، لقياس المسافة بين جميع مدن الإمبراطورية الرومانية الشرقية وكان يعتبر مركز العالم.
بُني نزل "ليمان أسما كاساي هان" في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، بالقرن التاسع عشر على يد نوري كنان باشا، أحد أطباء السلطان، الذي كان يستخدمه كعيادة للمعاينة، ويقضي وقته بعد إنهاء عمله في القصر فيه لمعاينة المرضى وعلاجهم بالمجان، لذلك يُذكر تاريخيًا كعيادة. وبعد فترة أهدى نوري كنان باشا، النزل إلى حفيده ليمان أسما كاساي.
شهدت كل زاوية من زوايا النزل تاريخا خاصا بها، إذ توجد فيه صحيفة يبلغ عمرها 150 عاما، كما توجد فيه محابر وكتب، وهناك مذياع أيضًا في أحد زواياه، كان يستخدم للاستماع إلى الأخبار في أثناء الحرب العالمية الثانية، وهناك أيضا قسم كغرفة أرشيفية، وقسم خاص في الداخل فيه الهاتف الذي استخدمه نوري كنان باشا.
تم ترميم النزل في سبعينيات القرن الماضي للحفاظ على مظهره الخارجي، وتغيير بعض أجزائه الداخلية، ويتوقع أحفاد نوري كنان باشا، أن يرغب أحد المواطنين الأتراك بشراء النزل التاريخي، وستكون الأولوية لهم كي يحافظوا على هذا الإرث التاريخي والثقافي. كما يتم تقييم الطلبات الواردة من الخارج في المركزين الثاني والثالث.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!