ترك برس - الأناضول
تقاوم بعض الحرف التقليدية في ولاية قهرمان مرعش التركية (جنوب) الاندثار، من خلال التمسك ببازار مرعش التاريخي الذي بني قبل 500 عام، كمركز لها.
هذا السوق التاريخي الذي بناه الأمير "علاء الدولة ذو القدر" في القرن الخامس عشر الميلادي، في منطقة ذو القدر بمرعش، يعتبر واحدًا من أقدم المناطق التجارية في المدينة.
ويستضيف السوق التاريخي أقدم الحرف التي اشتهرت بها مدينة مرعش مثل مشغولات الحديد والنحاس والسبائك والصوف والسروج والتبييض.
يتكون السوق المعروف باسم "البازار المغطى" والذي يعتبر المركز التجاري الأكثر نشاطًا في المنطقة منذ عدة قرون، من 9 مداخل مختلفة، ويستضيف 495 حانوتًا (مكان عمل).
ويعتبر البازار أحد أهم مناطق جذب زوار المدينة، بسبب موقعه في قلب منطقة "أسكي مرعش" (مرعش القديمة) ووجوده عند نقطة التقاء التاريخ مع الحياة العصرية، وبنائه المميز الذي يعكس فن العمارة العثمانية التقليدية.
* مهن تقاوم الاندثار
وقال ظفر كوزلك (61 عامًا)، أحد حرفيي البازار المغطى، إنه يعمل سراجًا في هذا السوق التاريخي منذ نحو نصف قرن.
وأضاف كوزلك للأناضول، أنه أمضى كغيره من الحرفيين فترة طويلة من عمره في هذا السوق التاريخي، وأنه يعتبر من آخر العاملين في مهنة صناعة السروج في مرعش.
وأوضح أنه عمل بكل ما أوتي من قوة من أجل الحفاظ على مهنة صناعة السروج التي توارثها عن أجداده لتبقى داخل البازار التاريخي.
وقال: أنا أعمل في هذا السوق منذ حوالي 55 عامًا. أعمل في مهنة صناعة السروج التي توارثتها عن أجدادي. كان والدنا سرجًا، ونحن سرّاجون. لقد تناقلنا هذه المهنة لأربعة أجيال. في الواقع عملنا لا يقتصر على صناعة السروج. نحن نصنع كل ما هو مصنوع من الجلد.
* أنا في البازار منذ وعيت على الحياة
من جانبه، قال جعفر آغا كوربوز (65 عامًا)، الذي يعمل في مهنة صناعة الصوف، إنه فخور بممارسة مهنته في البازار المغطى رغم كل الصعوبات.
وأشار آغا كوربوز للأناضول، أنه يعمل في مهنة صناعة الصوف (صوّاف) منذ نعومة أظفاره، وقد ورث هذه المهنة عن والده.
وقال: في الماضي، كانت مهنة الصوّاف مهنة جيدة جدًا وذات شعبية واسعة. أدى انتشار صناعة الأسرة والفراش الجاهزة إلى تراجع الطلب على منتجاتنا وتأثر مهنتنا بصورة سلبية. لقد ورثت هذه المهنة عن والدي ووجدت نفسي في هذا البازار منذ وعيت على الحياة.
وتابع: في عام 2015 جرى بناء الجزء العلوي من البازار. كما شهد هذا المكان التاريخي العديد من الإصلاحات التي جعلته محط إعجاب الزوار المحليين والأجانب على حد سواء.
* نقص في الأيدي العاملة الشابة
فيما قال خيري كجه ياتار، الذي يعمل في مهنة صناعة اللباد منذ 30 عامًا، إنه يشعر بالفخر لأنه يعمل ضمن فريق الحرفيين الموجودين في البازار المغطى.
وذكر كجه ياتار للأناضول أنه يعاني من نقص في الأيدي العاملة الشابة الراغبة في تعلم حرفة صناعة اللباد، التي وصفها بالمهنة الواجب حمايتها ومنعها من الاندثار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!