ترك برس
كثفت الولايات المتحدة من تحركاتها باليونان في الآونة الأخيرة، حيث تسعى لإنشاء قواعد جديدة لها في المناطق المطلة على بحري إيجة والمتوسط، ما يطرح التساؤلات حول الغرض من هذه التحركات الأمريكية، لا سيما وأنها تأتي بالتزامن مع الذكرى الـ 200 لتمرّد اليونان ضد الدولة العثمانية.
وأفادت وسائل إعلام يونانية، أن الولايات المتحدة نشرت مؤخراً في قاعدتها البحرية بمنطقة ألكسندروبوليس اليونانية التي تبعد 20 كلم عن الحدود التركية، 110 مروحيات من طراز "بلاك هوك" و25 مروحية هجومية من نوع "أباتشي"، و10 مروحيات نقل ثقيلة من طراز "شينوك" وأكثر من 1800 عربة عسكرية.
كما ستستخدم 145 مروحية ومئات المركبات العسكرية في مناورات "المدافع عن أوروبا 2021". وعلاوة على ذلك، ستقوم واشنطن بإجراء تدريبات مشتركة مع اليونان في تراقيا الغربية على الحدود مع تركيا.
وألكسندروبوليس أو "دده أغاج" باللغة التركية، مدينة في شمال شرق اليونان، وهي عاصمة مقاطعة إفروس ضمن منطقة مقدونيا الشرقية وتراقيا الإدارية.
وتأتي الخطوة الأمريكية هذه في الوقت الذي يسود فيه التوتر بين أنقرة وأثينا في بحر إيجة وشرق المتوسط، الأمر الذي طرح تساؤلات بطبيعة التوجه الأمريكي هذا وعما إذا كان يستهدف تركيا وعلاقته بالسباق الإقليمي على التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط؟
وبحسب الصحافة التركية، فإن الولايات المتحدة الأميركية لا تحشد قواتها في ألكسندروبوليس فحسب، بل أيضا في جزيرة كريت، وذلك من أجل السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الصدد، رست السفينة الحربية الأميركية "يو إس إس هيرشيل وودي ويليامز" بشكل دائم العام الماضي، في القاعدة العسكرية الأميركية الموجودة في خليج "سودا" بجزيرة "كريت"، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو حينها أن وجود السفينة دائم في الجزيرة.
وأثارت الذكرى الــ200 للتمرد اليوناني على الإمبراطورية العثمانية تساؤلات حول أغراض المناورات التي ستجرى في ألكسندروبوليس القريبة جدا من الحدود التركية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
من جهتها، قالت صحيفة "أيدينلك" التركية إن تحديث اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل بين البلدين، هو الثاني منذ 3 سنوات، مشيرة إلى أن الاتفاقية التي تم تحديثها في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ببروتوكول موقع بين وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو ونظيره اليوناني نيكوس دندياس، تتيح للولايات المتحدة استخدام كافة المنشآت العسكرية اليونانية، وتوسيع قاعدة سودا في كريت، وتوفير بنية تحتية لقواعد أخرى، وإنشاء قاعدة بحرية جديدة في ألكسندروبوليس.
وذكرت دراسة لمركز "سيتا" التركي للأبحاث، أن هناك عدة مسائل تبرز في الخلفية السياسية لإقامة الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في ألكسندروبوليس، هي:
أولا، سياسة التنافس الدولي مع روسيا في قضايا متنوعة تمتد من الاقتصاد إلى الموضوعات العسكرية، ومن المسائل التكنولوجية حتى التحالفات السياسية. وتهدف الولايات المتحدة إلى أن تصبح أكثر نفوذا عسكريا في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة.
ثانيا، تحتاج اليونان إلى التقارب مع الولايات المتحدة، على إثر فشلها في الحصول على ما تريده من الاتحاد الأوروبي في تنافسها مع تركيا. ويمكن القول إن العلاقات المتوترة من حين إلى آخر بين أنقرة وواشنطن تخلق بعض الفرص لليونان.
ثالثا، هناك أنشطة تركية في منطقة شرق المتوسط تسببت في احتجاجات أميركية، إذ إنّ اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، وإعاقة تركيا أنشطة بحث عن موارد طبيعية تشارك فيها شركات أميركية حول جزيرة قبرص، وأنشطة البحث عن موارد طبيعية التي تديرها تركيا تخلق توترات بين أنقرة وواشنطن.
وفي ظل التحركات الأمريكية اليونانية في المنطقة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إطلاق مناورات واسعة النطاق في كل من البحر المتوسط وبحر إيجة.
وأضافت الدفاع التركية في بيان لها، أن إجراء مناوراتها يأتي بتخطيط من قيادة القوات البحرية، وستستمر حتى 7 مارس/آذار المقبل، مشيرة إلى أن المناورات تهدف إلى تقييم جاهزية الوحدات والسفن التابعة لقيادة القوات البحرية وتطوير القدرات للعمليات البحرية.
وتشارك في المناورات 87 سفينة حربية و27 طائرة و20 مروحية، من مختلف القوات البحرية والجوية والبرية، منها مروحيات هجومية تابعة لقيادة القوات البرية، ومقاتلات "إف 16" تابعة للقوات الجوية.
كما ستشارك القوات البرية والجوية وقوات الدرك، بالإضافة إلى عشرات السفن والمروحيات والطائرات التابعة لخفر السواحل التركي.
وخلال المناورات سيجري استخدام الذخيرة الحية، وسيتم تنفيذ ضربات بحرية وجوية لمركبات غير مأهولة وعالية السرعة كأهداف، من أجل خلق بيئة حرب حقيقية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!