ترك برس
أعربت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء عن تضامنها مع تتار القرم والشركس، في الذكرى السنوية لتهجيرهم من أوطانهم.
جاء ذلك في بيان نشره المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش. وفق وكالة الأناضول.
وقال بيلغيتش: "إن نحو 250 ألف شخص من تتار القرم سلخوا عن وطنهم الأم ليلة 18 مايو/ أيار عام 1944، بينما فقد معظم أتراك القرم حياتهم في هذا الحادث المؤلم".
وأكد وقوف تركيا إلى جانب أقاربها وحماية هويتهم وضمان رفاههم، مشيرا أنهم لا يزالوا يواجهون صعوبات ناجمة عن الضم الروسي غير القانوني لشبه جزيرة القرم.
وتطرق بيلغيتش في نفس البيان إلى "تهجير الشركس"، يوم 21 مايو/ أيار.
وأشار إلى أن شعوب القوقاز اضطروا لترك وطنهم في احتلال روسيا القيصرية ولجأوا إلى الأناضول قبل 157 عاما.
وأضاف: "نتشاطر الألم مع أبناء جلدتنا تتار القرم، والشعوب الشقيقة في القوقاز، ونستذكر بالرحمة أولئك الذين فقدوا حياتهم خلال التهجير، وننحني باحترام أمام ذكرياتهم العزيزة".
تهجير التتار
التتار وهم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، تعرضوا لعمليات تهجير قسرية، اعتبارًا من 18 أيار/ مايو 1944، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك.
كما صودرت منازلهم، وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي، "جوزيف ستالين"، بتهمة "الخيانة" عام (1944)، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا، ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود.
وبحسب مصادر تتار القرم، فإنَّ 250 ألف تتاري تم تهجيرهم خلال ثلاثة أيام بواسطة قطارات تستخدم لنقل الحيوانات، وقضى خلال عملية التهجير تلك 46.2 بالمئة منهم، نتيجة المرض والجوع والظروف المعيشية والمعاملة السيئة.
كما شهدت الحقبة السوفيتية، وبقرار من ستالين، تهجير أتراك الأهيسكا من جورجيا إلى جمهوريات وسط آسيا، في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1944، وبحسب مصادر محايدة فإن 20 ألفًا منهم قضوا لأسباب مختلفة.
تهجير الشركس
في 21 أيار/ مايو 1864، بعد انتصار روسيا القيصرية على شعوب القوقاز في وادي "كبادا" قرب مدينة "سوتشي" الشهيرة، المطلة على البحر الأسود، كان هذا التاريخ بمثابة "بداية النهاية" للشركس، وشعوب شمال القوقاز المسلمة.
اتبعت روسيا القيصرية سياسة التغيير الديموغرافي، فقامت بتهجير 1.5 مليون شركسي من مدن "سوتشي" و"توابسي" و"سخومي" الساحلية، إلى مناطق سيطرة الدولة العثمانية، وعلى رأسها مدينة "فارنا" (مدينة بلغارية مطلة على البحر الأسود) وصامسون وسينوب وطرابزون (ولايات تركية مطلة على البحر الأسود).
وقضى خلال عمليات التهجير القسري بحسب أرقام غير رسمية ما بين 400-500 ألف شركسي، بسبب الأوبئة والجوع، ونُفي معظم الشركس إلى منطقة الأناضول والأجزاء الأوروبية الخاضعة لسيطرة العثمانيين، ثم هاجر قسم منهم من تلك المناطق إلى سوريا والأردن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!