ترك برس-الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "فيروس العنصرية" في العديد من الدول الغربية أصبح اليوم أكثر خطورة من فيروس كورونا.
جاء ذلك في رسالة مرئية أرسلها أردوغان، الثلاثاء، إلى "منتدى قطر الاقتصادي" الذي يعقد في الفترة بين 21 و23 يونيو/ حزيران الجاري.
ولفت إلى أن "فيروس العنصرية" يكتسب بعدا عالميا.
وأضاف أن العنصرية الثقافية وعدم التسامح مع الأديان والمعتقدات الأخرى في العديد من الدول الغربية، أصبحتا اليوم أكثر خطورة من فيروس كورونا.
وأشار أردوغان أن فيروس كورونا لم يؤد إلى تعميق الإجحاف الاقتصادي فحسب، بل أجج معاداة الإسلام ومناهضة الهجرة أيضا.
وأضاف أن "الإحصاءات تكشف عن أبعاد المشكلة، فالهجمات العنصرية والمعادية للإسلام في الغرب زادت بنسبة 250 بالمئة في السنوات الخمس الأخيرة، فيما ارتفع معدل الذين فقدوا حياتهم في هذه الهجمات بنسبة 700 بالمئة".
وأشار أردوغان إلى تصاعد الأعمال العنصرية ضد المساجد والجمعيات وأماكن العمل التابعة للمسلمين، إضافة إلى النساء المسلمات والشبان.
وتابع: "بينما لم تندمل جروح الهجوم الوحشي في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية عام 2019 والذي أسفر عن مقتل 51 من إخواننا، تلقينا قبل أسبوعين أنباء عن عمل إرهابي مماثل وقع في كندا".
وفي 15 مارس/أذار 2019، شهدت مدينة كرايس تشيرش مجزرة مروعة، حيث هاجم تارانت بأسلحة رشاشة المصلين في مسجدي "النور" و"لينوود".
وأسفرت المجزرة التي بثها المنفذ مباشرة عبر حسابه على "فيسبوك"، عن مقتل 51 شخصًا بينهم تركي، وإصابة 49 آخرين، حسب أرقام رسمية.
وفي 7 يونيو/حزيران الجاري، وقعت حادثة دهس عائلة مسلمة من أصول باكستانية في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية، أسفرت عن مقتل 4 من أفرادها، حيث قام سائق شاحنة يدعى ناثانيال فيلتمان (20 عاما) بدهسهم عمدا.
وقالت الشرطة الكندية، إن الضحايا امرأتان تبلغان من العمر 74 و44 عامًا، ورجل يبلغ 46 عامًا وفتاة تبلغ 15 عامًا، فيما نجا فرد واحد من الأسرة وهو صبي يبلغ 9 سنوات.
وأردف أردوغان بالقول "إرهابي معاد للإسلام والإنسانية قتل بكل دناءة أسرة مسلمة تمشي في الشارع (بكندا)".
وبين أن الهجمات الإرهابية العنصرية لا تستهدف المسلمين فقط إنما اليهود والأفارقة والآسيويين والغجر أيضا.
وتابع: "وسائل الإعلام الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تلتزم الصمت حيال هذه الأعمال، ناهيك عن إبداء ردود الفعل ضدها".
وشدد على ضرورة إظهار التضامن العالمي ضد التيارات المعادية للمسلمين، على غرار التضامن في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتابع: "وإلا فلن تتمكن الإنسانية من إنقاذ نفسها مما يسمى بسيناريوهات صراع الحضارات".
وعلى صعيد آخر، لفت أن الجميع بات يدرك مؤخرا صحة خطواتنا في سوريا وليبيا وشرقي البحر المتوسط، بشكل أفضل.
وبين أن تركيا أوقفت الإرهاب وحمت الديمقراطية ومهدت الطريق للحوار والمصالحة، عبر المسؤولية التي أخذتها على عاتقها في كل هذه المناطق.
وحول المصالحة بين أطراف الأزمة الخليجية، أعرب الرئيس أردوغان عن ارتياحه لقرارات مجلس التعاون الخليجي التي سمحت برفع الحصار الجائر والعقوبات المفروضة على قطر، وعناق شعوب الخليج الشقيقة مرة أخرى.
ومطلع العام الجاري، جرى إعلان اتفاق المصالحة بين أطراف الأزمة الخليجية، التي انطلقت بمقاطعة كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر لقطر في يونيو/ حزيران 2017.
وبخصوص مكافحة أثار كورونا على الاقتصادي العالمي، أكد أردوغان أن الانتعاش الاقتصادي العالمي لن يكون ممكنا ما لم يتم توفير اللقاحات والأدوية لجميع البلدان بطريقة عادلة.
وأضاف: "تركيا لم تتهرب من تحمل المسؤولية في هذه الفترة الحساسة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!