ترك برس
قدم وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي، قطعًا مسروقة من الكنيسة التاريخية في جزيرة "غوكتشادا" بولاية جناق قلعة، إلى البطريرك اليوناني الفنار بارثولوميو، وذلك بعد أن تم العثور عليها ضمن مجموعة من الآثار في إحدى عمليات مكافحة التهريب قبل 14 عاما، واكتشف من بينها ما يعود للكنائس.
وفي إطار اهتمام الحكومة التركية بحماية الأصول الثقافية، تسعى لإعادة المسروق منها إلى موقعه الأصلي، بغض النظر عن اللغة والديانة والعرق التي تنتمي إليها، وفي هذا السياق تم تنظيم مراسم احتفالية لتسليم 12 قطعة أثرية في متحف "جناق قلعة تروي".
خلال الفعالية التي عقدت بمشاركة البطريرك اليوناني الفنار بارثولوميو، صرح وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي قائلًا: "بالرغم من حقيقة ضبط العديد من القطع الأثرية المسروقة في بلادنا قبل تهريبها، إلا أن العديد منها تم إخراجه من حدودنا وبيعه في مزادات علنية، وقد اكتشفنا العديد منها، ونعمل بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة لاستعادتها".
وفي كلمته أعرب البطريرك اليوناني الفنار بارثولوميو، عن امتنانه للوزير إرسوي قائلًا: "تعتبر الأيقونات من الآثار المقدسة في ديننا، التي نحافظ عليها، وقد حزننا كثيرا عند سرقتها منا، وكانت إعادة هذه الأيقونات الاثني عشر إلينا حدثا مهما، بفضل جهود أفراد الشرطة والوزير إرسوي، الذي أعرف حساسيته تجاه الأصول الثقافية، وأشكرهم نيابة عني وعن بطريركيتنا ومجتمعنا".
حُفظت القطع الأثرية التي تم العثور عليها في قضية السرقة بمحكمة "غوكتشادا" الجنائية الابتدائية، وتم التحفظ عليها وحمايتها في متحف جناق قلعة للآثار. وتنتمي هذه القطع إلى عدد من الكنائس التاريخية في أحياء زيتينلي، وإسكي باديملي، وديركوي بـ"غوكتشادا".
وكانت إدارة مكافحة التهريب والجريمة التابعة لقيادة درك منطقة "إيجيبات"، قد أطلقت عملية باسم "الأناضول" لإعادة المسروقات في عام 2007، وكانت من أكبر العمليات من نوعها، حيث تم العثور من خلالها على 4 آلاف و122 قطعة أثرية، اكتشف من بينها ما تم سرقته من المباني الدينية، من ضمنها كنيسة "ديريكوي بانايا كيميسيس".
وأجرى المدعي العام في "غوكتشادا" تحقيقا بالقضية، ثم تم الحكم بتسليم الأصول الثقافية المسروقة إلى متحف جنق قلعة للآثار كوصيّ عليها للمحافظة عليها على النحو المطلوب.
وقد أجريت دراسة تتعلق بالأصول الثقافية في المستودع الوصي عليها بمتحف جناق قلعة، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة، كما تمت متابعة الإجراءات الفضائية المتعلقة بها من قبل متحف جناق قلعة للآثار ومديرية الثقافة والسياحة الإقليمية، واكتشفت إثر التحقيق من بينها أيقونات وصور للنبي عيسى والقديسين، وصدر قرار نهائي من المحكمة يقضي بتسليمها للبطريرك اليوناني الفنار بارثولوميو، بعد بقائها محجوزة طوال هذه الفترة في متحف جناق قلعة للآثار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!