ترك برس

يعد حي بشيكطاش على الشق الأوروبي من إسطنبول، أحد مراكز المدينة التي تنبض بالحيوية والتاريخ، لا سيما وأنها تقع على حافة مضيق البوسفور، حيث تمتزج المناظر الطبيعية بالقصور والمبان التاريخية.

بشيكطاش الذي جاء تسميته من اسمها القديم "Kone Petro"، وتعني سرير الرضيع الحجري، يعد أحد أشهر أحياء إسطنبول وأرقاها، ويتميّز بتمازج المعالم الشرقية والغربية فيه.

المنطقة الواقعة على البوسفور تمتاز بمعالمها العديدة واستقطابها حركة سياحية كبيرة، لكثرة المواقع التاريخية ولأنها منطقة سكنية تجذب المشاهير والأثرياء والمفكرين والمثقفين، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.

** مبان تاريخية

يتضمن الحي مجموعة من الجوامع المبنية في فترات زمنية مختلفة، ويقع بعضها على مضيق البوسفور مباشرة مثل "جامع أورطاكوي"، وجوامع تاريخية أخرى مثل "جامع سنان باشا" الذي افتتح عام 1555 وبناه المعماري الشهير سنان باشا، وغيرهما.

ويقع مقابل "جامع سنان باشا"، قبر القائد البحري خير الدين بربروس، الذي أنشأه المعمار سنان نفسه في 1541، قرب ساحة بشيكطاش الشهيرة.

كما توجد مجموعة من المباني التاريخية، يستخدم بعضها حاليا كمتاحف، مثل المتحف البحري الذي أمر بإنشائه السلطان عبد الحميد عام 1897، ويضم مقتنيات تعود للبحرية التركية وتقع قرب الميدان على البوسفور.

وتتضمن المنطقة مواقع تاريخية مهمة، مثل "تشيراغان سراي" 1863، أحد أرقى قصور إسطنبول القديمة، وحاليا يعد من أفخم الفنادق فيها، فضلا عن قصر "إهلامور" 1849، وهو أيضا مميز بشكله وطريقة بنائه.

** حيوية دائمة

عبق التاريخ الذي ينضح من هذا الحي، ترافقه ملامح التطور الحضاري في إسطنبول وتركيا، سواء على صعيد المباني المشيدة، أو النشاطات الفنية المتعددة فيه، والتي تعكس التمازج الجميل بين القديم والحديث.

ويستضيف الحي ضمن حدائقه فعاليات موسيقية وفنية عديدة، حيث حفلات الجاز والبوب ومختلف أنواع الموسيقى، ومهرجانات القهوة والورود، فضلا عن المتنزهات العديدة.

ومن أهم ما يميز بشيكطاش أنه يقع على البوسفور، فكل مكان فيه يطل على سحر العالم أجمع، حيث المضيق الذي يربط بحر الأسود شمالا، ببحر مرمرة جنوبا، ويفصل القارتين الأوروبية والآسيوية جغرافيا، ويقسم إسطنبول إلى شطرين.

ومن أبرز المواقع السياحية محيط "قصر دولما باهتشه"، والطريق الممتد وصولا إلى ميدان بشيكطاش، ومنها إلى منطقة أورطاكوي، التي تقع قرب "جسر شهداء 15 تموز"، وفيها أشهر وأجمل إطلالة تجتذب السياح، وخاصة ليلا.

** قصر يلديز

قصر "يلديز سراي" الشهير وحديقته العثمانية في بشيطكاش، يحملان بين ثناياهما تاريخا عريقا رائعا، لا يزال لسان أهل الشام يتغنى بجمالية القصر.

ويعود سبب شهرة المكان لتميز موقعه في المنطقة على تلة "يلديز" المطلة على مضيق البوسفور، وتعتبر الحديقة حاليًا متنزها ومتنفسا متميزا داخل مدينة إسطنبول.

وفي القرن الثامن عشر خلال فترة السلطان سليم الثالث، تم بناء قصر باسم "يلديز" لوالدة السلطان، مع إنشاء نبع ماء فيه، ليأتي بعده ابنه السلطان عبد المجيد ويعمّر قصرا آخرًا لوالدته (بيزم عالم) عام 1842.

السلطان الشهير عبد الحميد الثاني، انتقل للإقامة في القصر في أبريل/ نيسان 1877، باعتباره أكثر أمنا، وأطلق عليه اسم "يلديز ساراي هومايون"، وطوال فترة حكمه الذي استمر 33 عاما اتخذ القصر شكله الحالي.

وبعد هذه الفترة وتأسيس الجمهورية التركية استخدم المكان مقرات عسكرية، قبل أن يتم تحويله إلى متحف ويكون ملكًا لوزارة الثقافة والسياحة التركية، ويتم افتتاحه للزيارات بعد إجراء الترميمات اللازمة.

** منتزه وحديقة متميزة

تبلغ مساحة القصر مع كل مبانيه والحدائق التابعة له 500 ألف متر مربع داخل محمية طبيعية، في مجمع متكامل بقي بعيدا عن البناء العمراني محتفظا بطبيعته الخضراء.

ويُعد منتزه القصر محمية طبيعية، وهو من الأماكن التي يجب على كل زائر وسائح لإسطنبول أن يزورها، نظرا إلى اتساعه وتنوع الفعاليات بداخله، خصوصا في فصلي الربيع والصيف.

وساهم قرب المنتزه من منطقة "أورطاكوي" المطلة على البوسفور، بتوافد زائريه، فضلا عن وجود مختلف المقاهي والمطاعم التي توفر جلسات بنكهات تركية متميزة، في كل أوقات اليوم.

ويحتوي المنتزه أماكن مخصص لممارسة رياضات المشي وركوب الدرجات الهوائية، ويضم أماكن مخصصة للعب الأطفال وخاصة أن هذه المرافق تتداخل مع ألوان الطبيعة الخضراء، ما يجعل الجو منعشا والأجواء مثالية.

كما أن الطبيعة وقدم الأشجار فيها، جعل من المنتزه قبلة لعشاق التصوير الاحترافي لالتقاط صور متميزة، فضلا عن أنها مكان مهم لتخليد الأزواج يوم زفافهم، حيث يتوافدون لالتقاط الصور التذكارية.

ويشكل الهدوء والخضرة وتداخل الطبيعة بما يوفره المنتزه، مكانا للاستجمام والهرب من ضجيج المدينة، والاستمتاع بالطبيعة وما تحويه داخل مدينة عريقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!