ترك برس

تغيرت حياة حنيفي باتي، البالغ من العمر 73 عاما، والمقيم في ولاية ألازيغ جنوب شرقي تركيا، قبل 60 عامًا، حين أخرج كتاب "جيم سلطان" (Cem Sultan) من سلة المهملات وفتح صفحة جديدة في حياته ليفتتح مكتبة صغيرة لبيع الكتب، ثم يؤسس العديد من المكتبات الأخرى.

اختيرت مكتبة باتي الخاصة، كأفضل متجر لبيع الكتب من قبل اتحاد الناشرين في عام 2017، واختير باتي كأفضل بائع للكتب أيضًا. كان باتي قد عاش حياة صعبة في طفولته، لكنه صار الآن واحدًا من أهم رجال الأعمال في ألازيغ، وكانت بدايته عندما وجد كتابًا في سلة المهملات.

فقد حنيفي باتي، والدته في سن مبكرة، ونشأ وهو يعمل بالرعي مع والده، لكنه أُعجب بكتاب وجده ملقىً في سلة المهملات، وبعد أن قرأه شعر بأن لديه شغف بالقراءة، مما شجعه على الاهتمام بالكتب ليعمل منذ ذلك الحين على إنشاء مكتبة في ألازيغ، ذاع صيتها ليتجاوز حدود ألازيغ ويصل إلى جميع أنحاء البلاد.

قرر باتي فتح المكتبة وهو في سن 32، حينها باع حقلًا يعود لشقيقه الراحل واعتمد على خبرته التي اكتسبها من خلال العمل في مجالات مختلفة في شبابه، وحقق العديد من النجاحات في بيع الكتب التي استمر ببيعها لمدة 41 عاما، ليستحق جائزة "مكتبة العام" من قبل اتحاد الناشرين في عام 2017.

يواصل باتي اليوم عمله من خلال 3 فروع حديثة وكبيرة لمكتبته، يوفر من خلالها كتبًا مجانية لمن لا يستطيع شراء الكتب، وكتبًا للاستعارة، وكتبًا بأسعار معقولة وبأقساط للجميع، ليسهم في جعل الكتاب بمتناول يد الجميع، كما يسعى جاهدا لتقديم الكتب إلى المدارس، مفتتحا مكتبات مدرسية في 3 مدارس.

أشار حنيفي باتي، إلى أن نقطة التحول في حياته هي لحظة عثوره على كتاب في سلة المهملات، وقال: "كنت أذهب إلى المدرسة وأساعد والدي في الوقت نفسه، وقد نشأت وأنا أعمل راعيا، ولم أستطع إكمال دراستي، فتابعت العمل بالزراعة. وعندما وجدت كتابا في سلة المهملات وأنا في عمر 12-13، أخذته وقرأته، وقد جذبني جدا وأثر علي بشكل كبير.

وأضاف: "بالرغم من عدم وجود أي إمكانيات لدي لشراء الكتب، لكنني كنت أحاول قراءة أي كتاب أجده أو أي جزء من صحيفة وأقوم بالبحث في محتواه. لقد غير كتاب "جيم سلطان" حياتي وجعلني أحب التعلم والمعرفة، وقرأت بعده الكثير من الكتب باحثا عن طريقة لتطوير نفسي، فقد قضيت وقتا طويلا أقرأ في المكتبات بسبب بقائي عاطلا عن العمل لفترة."

وتابع قائلًا: "بدأت بالعمل الذي احبه في عمر 32 عاما، ببيع الكتب في متجر بعد بيعي قطعة ارض صغيرة تعود لشيقيقي الراحل، لم يكن بيع الكتب بالنسبة لي مسألة بيع و شراء كنت اقوم به بكل رغبة، مفكرا كيف يمكنني ان اكون مفيدا لأهل مدينتي؟ و كيف يمكنني تنمية عادة القراءة لديهم؟ لقد نظمت إجتماعات و محادثات مع طلاب الجامعات و أصدقاء آخرين لجعلهم يحبون قراءة الكتب."

أشار باتي، إلى قيامه بالكثير من الأعمال لتطوير عادة قراءة الكتب في ألازيغ، وقال: "قمت بتوزيع الكتب المجانية قدر استطاعتي، وأدخلت إلى مكتباتي استعارة الكتب وبيعها بالدين والتقسيط، وقد شاركت بشكل جدي في تطوير عادة القراءة بمدينتي ألازيغ."

وأكد أنه يواصل حاليا توزيع الكتب، وأعرب عن أمله في أن يكون لديه مكان أكثر بساطة من هذه المكتبات الكبيرة لأكون اكثر فائدة بالتواصل المباشر مع القارئ والزبون، وقال: "لدي ثلاث أماكن عمل، لقد خططت عندما بدات العمل ببيع الكتب لتطوير بيع الكتب والجانب التجاري أيضا."

وأضاف باتي أنه يولي اهتماما للتبرع بالكتب، وقال: "حصلت على جائزة (مكنبة العام) من قبل اتحاد الناشرين في عام 2017. تمتلئ مكتباتي بالكتب التي أقدمها للقادم والذاهب، كما أحاول تقديم الكتب للمدارس. افتتحت مكتبات في 3 مدارس، ونظمت معارض للكتب قبل 10-12 عاما، وبعت الكتاب بمبلغ وصل إلى 1-2 ليرة بمجهودي الخاص، حتى أساعد الجميع على القراءة."

وتابع قائلًا: "بعت حوالي 600 ألف كتاب في عام واحد بألازيغ، وإذا فكرنا بما يمكننا فعله لنشر عادة القراءة وكيف نمكن الجميع من القراءة بدلا من البحث عن عذر لعدم القراءة، سنتمكن بالتأكيد من المساعدة في جعل القراءة عادة لدى الجميع. يشعر الإنسان بالمتعة والسعادة كلما قرأ كتابًا، فلا يوجد صديق أفضل من الكتاب، ولن تجدوا صديقًا أفضل من الكتاب."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!