(صورة من الأرشيف للرئيس التركي ورئيس موصياد السابق في إحدى فعاليات الجمعية)
ترك برس
يبرز اسم جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد"، في جميع القضايا التي تهم الاقتصاد والتجارة في تركيا. إذ أن الجمعية التي تعد أكبر تجمّع لرجال الأعمال الأتراك، تجمع تحت مظلتها عشرات الآلاف من الشركات ورجال الأعمال والعاملين، وتحظى بدعم سياسي من قبل حكومات حزب العدالة والتنمية، ومن قبلها حكومة رئيس الوزراء الأسبق، نجم الدين أربكان.
ونظراً لثقلها الاقتصادي الكبير في تركيا، تعرف "موصياد" بأنها أكثر من مجرد كيان اقتصادي.
ويعود تأسيس "موصياد" إلى 9 مايو/أيار 1990 من قبل رجال أعمال أتراك مؤمنين بضرورة انفتاح بلادهم على السوق العالمي، وتهدف الجمعية إلى تشجيع رجال الأعمال الأتراك على توسيع أعمالهم خارج تركيا، إضافة إلى توفير الفرص لتطوير أنفسهم وتأسيس الشراكات مع المنظمات الدولية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
ولم يكن بالإمكان أن تحقق الجمعية صعودا في مرحلة النشوء دون رعاية ودعم سياسي، وهو ما قدمه لها نجم الدين أربكان، الذي احتضن المجموعة ودعمها، وخاصة في فترة توليه رئاسة الوزراء (1996-1997)، وبسبب خلفيتهم المحافظة والمتدينة، وذلك في إطار توجهاته لدعم اقتصاد تركي قائم على الاكتفاء الذاتي والإنتاج والتصنيع والتصدير.
ورغم ما تعرضت له الحركات الإسلامية من مضايقات من المؤسسة العسكرية في عقد التسعينيات، وما صاحب ذلك من تجميد وحل أحزاب مثل "الرفاه" ثم "الفضيلة"، فإن "موصياد" نجت من ذلك بسبب محافظتها على مسافة بين الاقتصاد والسياسة أبقتها في مأمن من تقلبات السياسة التركية خلال ذلك العقد.
ويشير الباحث وعضو مجلس الإدارة السابق بالجمعية، عمر فاردان، في كتابه "الجهاد والموصياد" إلى شعار "أخلاق عالية.. تكنولوجيا عالية" الذي رفعته الجمعية، باعتباره انعكاسا للأهمية التي توليها الجمعية للقيم الأخلاقية، موضحا في هذا الكتاب مدى التقاطع والتكامل الذي رسخته "موصياد" بين الاقتصاد والتدين في المجتمع وحياة الفرد.
وفي سياق دعم خيار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي انضمت "موصياد" إلى جمعيات الأعمال التي التزمت بدعم عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي مثل "توسياد" (رابطة الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك)، و"اتحاد غرف التجارة والصناعة والتجارة البحرية وبورصات تركيا"، و"اتحاد نقابات أصحاب العمل في تركيا"، وذلك من خلال عضويتهم في شبكات الأعمال الأوروبية، ومن خلال أنشطتهم التمثيلية وكسب التأييد في مؤسسات الاتحاد الأوروبي عبر مكاتبهم في أوروبا.
وخلال نحو عقدين من حكم العدالة والتنمية قامت "موصياد" بتوسيع أنشطتها الاقتصادية مع زيادة عدد الأعضاء والدعم والتسهيل من قبل الحكومات، وبات أعضاؤها ينشطون في كل قطاع تقريبا، من المحركات وقطع الغيار إلى المنتجات الإلكترونية، ومعدات الكهرباء، والمنسوجات، والمقاولات، ومعارض السيارات، والأثاث، والتعدين.
تضم "موصياد"، 10 آلاف رجل أعمال تركي، و60 ألف شركة توظف حوالي 1.8 مليون موظف وعامل، وللجمعية 89 مكتبا تمثيليا في جميع أنحاء تركيا، إضافة إلى 225 نقطة تواصل وخدمات استشارية في 95 دولة حول العالم، لتعد بذلك أكبر تجمعات رجال الأعمال الأتراك، على مستوى الداخل والخارج.
وفي 2002 أسس الفرع الشبابي في الجمعية لتدريب رجال الأعمال الشباب وإعدادهم للحياة ومشاركة قيمهم وخبراتهم، حيث يواصل الفرع الشبابي أنشطته مع 4250 عضوا من خلال مراكزه التمثيلية البالغ عددها 53 مركزا بتركيا و23 مركزا حول العالم.
كما أصبحت "موصياد" في 2003 عضوا في الاتحاد الأوروبي لجمعيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واليوم تمتلك جمعية موصياد مكاتب تمثيلية في معظم دول أوروبا.
وتعتبر اليوم المساهم الأكبر في الاستثمارات التركية الخارجية، والتي قدرت بنحو 40 مليار دولار في الفترة بين عامي 2000 و2017 بحسب تقرير صادر عن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEIK).
وفي الولايات المتحدة، افتتحت جمعية "موصياد" مكتبها في واشنطن عام 2013، ومنذ ذلك الحين يعمل هذا المكتب بنشاط لتحسين العلاقات التركيّة الأميركية على المستويات السياسية والاقتصادية، وذلك من خلال تنظيم أنشطة مختلفة، مثل المؤتمرات والندوات.
وتسهم "موصياد" بنسبة تصل إلى 18% من الناتج القومي الإجمالي، في حين وصلت الصادرات من قبل الشركات المنتمية إلى الجمعية إلى ما يقرب من 17 مليار دولار أميركي عام 2018، كما تسهم الجمعية في الحد من نسبة البطالة في عموم البلاد من خلال توفيرها لفرص العمل في مختلف القطاعات التجارية والصناعية.
وبحسب تصريح رئيس الجمعية السابق عبد الرحمن قآن، فإن حجم الإسهام السنوي في الناتج القومي الإجمالي التركي سيصل من قبل أعضاء ومنتسبي جمعية "موصياد" إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023، وذلك من خلال تحقيق الرؤية الاقتصادية وتشجيع الإنتاج من خلال الحلول العقلانية في عموم 81 مدينة تركية.
وشهد المؤتمر العام لـ"موصياد" في دورته الـ26 الذي انعقد خلال عام 2021 اختيار محمود أصمالي رئيسا للجمعية، خلفا لعبد الرحمن قآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!