ترك برس
يرى المحللون أن استئناف الجوية بين تركيا وأرمينيا يمثل في الأساس خطوة رئيسية في الجهود الدبلوماسية الجارية بين الجارتين المنفصلين لإعادة العلاقات الرسمية بعد ما يقرب من 30 عامًا.
وقال أيبرس جورجولو ، المدير العام لمركز دراسات السياسة العامة والديمقراطية ، وهو مؤسسة فكرية مقرها إسطنبول، لموقع الجزيرة الإنجليزية : "هذه المرة لا تعرقل أذربيجان عملية التطبيع ، لكن لديها أيضًا بعض المطالب:
أولاً ، يريد الآذريون أن يتم إبلاغهم واستشارتهم بشأن كل خطوة تتخذها تركيا. كما أن أنقرة حريصة جدًا على مسألة الشفافية معهم على جميع المستويات.
وأضاف جورجولو أن أرمينيا تبدو أيضًا أكثر استعدادًا هذه المرة، لاسيما بعد إن فاز باشينيان في الانتخابات على الرغم من الهزيمة العسكرية.
وقال ريتشارد غيراغوسيان ، مدير مركز الدراسات الإقليمية (RSC) ، وهو مؤسسة فكرية في يريفان، إن السبب الوحيد لتوقف الرحلات الجوية بين تركيا وأرمينيا عام 2019 لم يكن بسبب أي تحرك سياسي ، ولكن لأن شركة الطيران التركية ، أطلس جت ، واجهت الإفلاس.
ورأى المحلل الأرميني أن استئناف الرحلات الجوية مهم، ولكن فقط خطوة أولى وتمثل مجرد عودة إلى الوضع الراهن السابق وليس أي اختراق.
ومع ذلك ، يقول المحللون إن كلا البلدين سيستفيدان بشكل كبير من تطبيع العلاقات وإعادة فتح الحدود البرية.
وقال غيراغوسيان: "بالنسبة لتركيا ، فإن فتح حدودها المغلقة مع أرمينيا سيشكل فرصة استراتيجية جديدة لتحفيز النشاط الاقتصادي في المناطق الشرقية الفقيرة من البلاد".
وأضاف أن : "الأزمة الاقتصادية المتصاعدة تفرض أيضًا تكلفتها الخاصة لإبقاء الحدود مغلقة وتفويت الفرص لاكتساب أسواق جديدة".
بالإضافة إلى ذلك ، فإن مثل هذه العودة إلى التواصل الدبلوماسي بين تركيا وأرمينيا تقدم نجاحًا نادرًا في السياسة الخارجية التركية وتطورًا إيجابيًا بعد شهور من عدم الاستقرار السياسي.
أما بالنسبة إلى أرمينيا فيقول المحللون إن هناك عاملين رئيسيين يلعبان دورًا فيما يتعلق بكيفية استفادتها من العلاقات المستعادة.
وأوضح غيراغوسيان أن "العامل الأول هو ضرورة أن تتغلب أرمينيا على العزلة ، حيث تشكل الحدود المغلقة والقيود الجغرافية تهديدًا خطيرًا لضرورة التعافي الاقتصادي للأرمن من وباء كوفيد 19 والحاجة إلى سلاسل إمداد جديدة في فترة ما بعد الوباء" .
وتابع قائلا : "الدافع الثاني لأرمينيا للالتزام بالتطبيع مع تركيا متجذر في فرصة الاستفادة من الاختلاف الأساسي في المصالح بين تركيا وأذربيجان. في هذا السياق ، التطبيع هو سياسة قادرة على فصل سياسات تركيا عن أذربيجان ، حيث تنتهج أرمينيا سياسات منفصلة على المسار الثنائي مع كل دولة ".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!