ترك برس
لا تزال المدن الأثرية، والتاريخية في تركيا تروي لزائريها قصص وحكايات لا تنتهي، مدينة "شانلي اورفا (Şanlıurfa)" من أقدم واكبر المدن الأثرية التاريخية في تركيا، تقع في جنوب شرق تركيا على الحدود السورية، وهي عاصمة محافظة "أورفا"، وسميت بعدة أسماء مختلفة وفقا للعصور التي مرت بها، فقد سميت في العصور الكلاسيكية، "اديسا"، واسمها الآرامي "اورهاي"، وبالعربية قديما الرها، وانتهت باسم "أورفا" الآن في تركيا.
يبلغ عدد سكانها 385.588 نسمة، ويسكنها اليوم خليط من الأكراد والأتراك والأغلبية من العرب، وتعد الديانة الإسلامية هي الديانة الرئيسية للمدينة، ولها نكهتها وجوها الروحي الخاص لما تمتلكه من معالم دينية وأثرية الموجودة والمحيطة بها، فقد لقبت بمدينة الأنبياء، لاحتوائها على العديد من الأماكن المقدسة، التي تشير إلى أنها كانت مستقر لأنبياء الله، بدءا من سيدنا إبراهيم وأيوب وشعيب ويسوع.
هناك معالم بارزة ومميزة في المدينة، أشهرها وأهمها بحيرة الأسماك،(بركة إبراهيم)، ويقال أن من يلمس هذه الأسماك يصاب بالأذى، حيث يُقال أنّ محاولة النمرود لحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام، تمت في هذه المنطقة، وعندما أمر الله تعالى النار لتكون بردا وسلاما على إبراهيم، تحولت النار إلى هذه البحيرة، وحطبها إلى اسماك، ليقف عندها السياح والزوار، ويتأملوا بها، وتمر ساعات وهم يرمون الطعام لأسماك البحيرة.
وعلى ضفة البحيرة مسجد خليل الرحمن، وهو من أقدم المساجد في المدينة، يعود بناؤه إلى 1300م، بني على يد شقيق صلاح الدين الأيوبي، وبجانب الجامع مدرسة خليل الرحمن التي بنيت في عهد الدولة العثمانية.
وعلى الضفة الأخرى من البحيرة، يقع جامع الرضوانية، وفي فنائه، مدرسة الرضوانية، بأعمدتها وأقواسها المتراصة، على طول ضفة البحيرة، وبالقرب منها، وفي حضن الجبل، توجد مغارة لا تخلو من الزائرين، يقصدونها للدعاء، إذ يعتقدون أن سيدنا إبراهيم، ولد بها، وبجوار المغارة بني جامع مولد الخليل، ومن آثارها متحف "أورفا"، هو خامس أكبر متحف بتركيا، افتتح عام 1969، ويحتوي على مجموعة كبيرة من المصنوعات اليدوية، والقطع الأثرية المستخرجة من الحفريات، التي لا تقدر بثمن.
ويوجد في المدينة أيضا، القلعة الشامخة، قلعة "أورفا" القديمة، وهي من أهم القلاع في تركيا، وتضم المدينة العديد من الأسواق منها "ابايدبارك"، و"أورفا ستي" التي تحتوي على أكثر العلامات التجارية شهرة من ملابس ومجوهرات ومستحضرات تجميل والكترونيات، حيث هناك المطاعم والمقاهي وأماكن للتسلية والترفيه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!