ترك برس
تسعى تركيا لتسريع مشروع إنتاج طائراتها المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس، بعد إخراج واشنطن لها من برنامج F-35 بسبب شرائها صواريخ إس 400 الروسية، وفي هذا الإطار يظهر عدد من الخيارات التي قد تكون أساساً لتطوير مشروع الطائرة التركية الشبحية. وفق تقرير موسع نشره موقع "عربي بوست".
ومع سعي اليونان للحصول على طائرات إف 35 واتفاقها مع باريس على شراء طائرات رافال الفرنسية، وتسارع سباق التسلح في المنطقة، والذي تضمن شراء عدد من دولها لطائرات غربية متعددة الأنواع فإن حفاظ تركيا على مكانتها كثاني أقوى قوة جوية في الشرق الأوسط وشرق المتوسط بعد إسرائيل يحتاج إلى طائرة جيل خامس أو على الأقل جيل رابع ونصف.
وتمتلك تركيا ثالث أكبر أسطول في العالم من طائرات الجيل الرابع والرابع والنصف، من طراز إف 16، بعد أمريكا وإسرائيل، بعدد طائرات يبلغ نحو 240 طائرة تم تجميع عدد كبير منها محلياً، ولكنها تحتاج إلى طائرات من الجيل الرابع والنصف والجيل الخامس، مع بروز سيناريو تقادم أسطولها الكبير من الإف 16.
وقد ترفض الولايات المتحدة أيضاً الطلب الذي تقدمت به أنقرة، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، لشراء 40 طائرة جديدة من طراز إف 16- Block 70 وتحديث 80 طائرة أخرى، حيث تواجه عملية البيع معارضة شديدة من أعضاء الكونغرس الذين ينتقدون علاقات تركيا المتزايدة مع موسكو.
ولوحت تركيا مراراً بأنه إذا رفضت الولايات المتحدة هذا الطلب فسوف تلجأ إلى روسيا لشراء طائرات Su-35 Flanker-E. ومع ذلك فإن مثل هذه الخطوة ستؤدي بالتأكيد إلى فرض عقوبات أمريكية إضافية بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) على تركيا وزيادة التوتر مع الناتو.
إلى أين وصل مشروع الطائرة التركية الشبحية؟
تركيا في طريقها لطرح طائراتها المقاتلة المحلية من الجيل الخامس المعروفة باسم "TF-X MMU"، بحلول 2023، وفقاً للشركة المصنعة لها.
وذكرت صحيفة ديلي صباح التركية، أن شركة صناعات الفضاء التركية (TAI) أنتجت الجزء الأول من طائراتها القتالية الوطنية (MMU).
ولكن أنقرة التي لم تنتج أي طائرة مقاتلة من قبل سوف تحتاج على الأرجح إلى دعم فني من دولة أخرى لاستكمال هذا المشروع العملاق.
وأثيرت انتقادات داخل وخارج تركيا لمشروع الطائرة التركية الشبحية، باعتباره مشروعاً غير واقعي، ولن يعوض في أحسن الأحوال خروج أنقرة من مشروع الإف 35.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن انتقادات مشابهة واجهت طموح تركيا لصناعة طائرات بدون طيار والآن تركيا استطاعت عبر هذه الطائرات التي قوبلت بالاستهانة في البداية أن تكون إحدى أهم الدول في هذا المجال، والوحيدة التي غيرت نتائج المعارك بهذه الطائرات، وباتت طائرتها بيرقدار لاعباً عسكرياً مهماً في سوريا وليبيا وأذربيجان.
الأمر الثاني فإن مشروع الطائرة الشبحية التركية لا يستند إلى فراغ، بل على خبرة الشركات التركية في مجال تجميع عدد من الطائرات الغربية، وتحديداً الإف 16 والإف 35 التي ما زالت أجزاء منها تصنع في تركيا.
وتمثل تركيا المصدرَ الوحيدَ في العالم لإنتاج بعض المكونات في الطائرة الـ35 مثل نظام عرض قمرة القيادة، كما أن شركة Turkish Aerospace Industries تُصنِّع مركز جسم الطائرة، وقد اختيرت تركيا أيضاً مركزَ دعمٍ لمجموعة إف-35 الدولية.
وتمثل شركة Ayesas المُورِّد الوحيد لمكوّنين رئيسيين في طائرة F-35، هما: وحدة إطلاق الصواريخ عن بُعد، ونظام عرض قمرة القيادة البانورامي.
أما شركة Kale Aerospace، فتصنع الهيكل الميكانيكي للطائرات والقِطع التي تثبِّت دواليب الطائرات في أثناء الهبوط.
وتصنع شركة Fokker Elmo ما يمثل 40% من نظام الربط الكهربائي البيني السلكي لمحرك F135 المستخدم في الطائرة.
وتصنع شركة Alp Aviation الهياكل الميكانيكية للطائرات، وأجزاء معدات الهبوط، وأكثر من 100 قطعة لمحركات F135، من بينها شيفرات الدوارات المتكاملة المصنوعة من مادة التيتانيوم.
وتُنتج تركيا 844 جزءاً في الطائرة، وهي أجزاءٌ عالية الجودة، ومنخفضة التكلفة، ويجري تسليمها في الوقت المُحدَّد"، حسبما قال اللواء البحري الأمريكي مات وينتر، الرئيس التنفيذي للبرنامج المشترك لصناعة المقاتلة الهجومية F-35، مع مجلة Air Force Magazine.
خبرات تركيا من تصنيع الإف 16
بنيت أعداد كبيرة من الطائرات إف 16 في تركيا، منها طائرات صدرت لمصر باتفاق ثلاثي مصري تركي أمريكي.
ووصلت نسبة المساهمة التركية إلى 80%. في بعض مراحل الإنتاج.
وشملت عملية الإنتاج بناء على محرك شركة جنرال إليكتريك الشهير General Electric F110 بناء على ترخيص من الشركة الأمريكية، الذي يستخدم في الإف 16 والإف 15.
وشركة TEI التركية التي كانت تبني محرك الإف 16، تعد أكبر مورد في العالم لأكثر من 40 جزءاً من محرك LEAP الذي يشغل طائرات إيرباص A320neo و Boeing 737 Max و COMAC C919.
وتنتج الشركة محركات للمروحيات، والطائرات المسيرة، والصواريخ الكروز بما في ذلك تصميمات أصلية تركية.
وأول محرك مروحية تركي تم تصميمه وإنتاجه من قبل TEA للطائرة المروحية التركية Gökbey، كما رافق ذلك أول إنتاج تركي لشفرة توربينية بلورية واحدة.
إضافة لذلك كان يتم إنتاج الجزء الأمامي من جسم الطائرة F-16 وأجزاء من جسم الطائرة الرئيسي في تركيا.
ويعتقد الأتراك أنهم حققوا خبرات لا بأس في إنتاج هياكل الطائرات الشبحية من خلال مشاركتهم في إنتاج الطائرة إف 35، ويحققون بعض التقدم في مجال الرادارات والصواريخ والبرمجيات.
ولكن تظل نقطة المحرك واحدة من أهم الإشكاليات التي تواجه مشروع الطائرة التركية الشبحية من الجيل الخامس أو الرابع حتى، وهي مشكلة تواجه الصناعات الدفاعية التركية عامة، رغم الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها في هذا الشأن، ونجاحها في إنتاج محرك للمروحية كما سبقت الإشارة.
خيارات تركيا الأوروبية تبدأ من السويد
خيارات تركيا الأوروبية محدودة للغاية بالفعل، فعلاقات تركيا مع فرنسا متوترة، ولقد صدرت باريس طائراتها الرافال إلى منافسة أنقرة اليونان.
وهناك احتمال لتعاون تركي مع السويد سواء عبر الاستفادة من تكنولوجيا الطائرة، الحالية غريبين أو الانضمام لمشروع الطائرة السويدية المستقبلية Flygsystem 2020.
وخلال زيارة رسمية قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السويد، في 13 مارس/آذار 2013، وقعت شركة صناعات الفضاء التركية ( TAI) اتفاقية مع شركة Saab السويدية لتقديم خدمات دعم التصميم لتركيا لبرنامج الطائرة التركية الشبحية TAI TFX.
ولكن يعرقل هذا التعاون مواقف السويد المنتقدة للتدخل التركي في شمالي سوريا، وحربها ضد الأحزاب الكردية التي تراها أنقرة خطراً على وحدتها، كما أن السويد أكثر دول أوروبا صرامة في فرض قيود على تصدير الأسلحة ونقل التكنولوجيا لمناطق النزاعات.
والأهم أن السويد دولة صغيرة وقاعدتها الصناعية والتكنولوجية محدودة، ولذا مشروعاتها العسكرية مثل المقاتلة "غريبين"، تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية بشكل كبير.
كما أن السويد يبدو أنها دمجت مشروع طائراتها الشبحية المستقبلية في مشروع الطائرة البريطانية "Tempest الذي يضم إيطاليا أيضاً.
بريطانيا الدولة الأوروبية الأقرب
هناك تعاون تركي بريطاني في مشروع الطائرة التركية الشبحية، ففي أوائل عام 2017، أبرمت المملكة المتحدة وتركيا صفقة من شأنها أن تشارك شركة BAE Systems في مشروع الطائرة الشبحية التركية من الجيل الخامس.
ولكن هذا التعاون يتسم بالبطء لأسباب تتعلق باشتراط الأتراك نقل كامل للتكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية.
في مطلع عام 2020، قال عثمان أوكتاي رئيس مجلس الأعمال التركي البريطاني ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة Kale المتخصصة في صناعة الطائرات إنه "بصفتنا مجموعة Kale أحد الشركاء في مشروع الطائرة الشبحية التركية فإننا نلاحظ أن الشركات البريطانية تعمل على القيام بدور نشط في الطائرة التي يرمز لها ب " TF-X".
وأضاف "لقد بدأت شركة BAE Systems وTurkish Aerospace Industries TAI العمل في تصميم هيكل الطائرة. استمرت هذه الأعمال في السنوات القليلة الماضية. من ناحية أخرى، هناك عرض قدمناه مع Rolls-Royce لمحركات الطائرة المقاتلة والمحادثات مع الحكومة التركية مستمرة بشأن هذا العرض.
وأضاف "نحن نرى نهجاً بناءً بشكل كبير من جانب المملكة المتحدة بشأن هذه المسألة أيضاً.
ورداً على سؤال بشأن التقارير بأن شركة Rolls-Royce البريطانية تخطط للانسحاب من المشروع قال "لم يكن لدى رولز رويس أي خطط للانسحاب، ولا يوجد أي تراجع على الإطلاق. عندما تتحدث عن إنتاج محرك نفاث، فهذه مشاريع طويلة المدى. من الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً".
وأفادت تقارير لاحقة بأن الجانبين يحاولان حل الخلاف حول حقوق الملكية الفكرية للمشروع الخاص بتصنيع المحرك المقترح للطائرة التركية.
وطلب مسؤولو الدفاع الأتراك من شركة Rolls-Royce نقل البيانات التكنولوجية الحساسة إلى شركة TR Motor التركية المصنعة للصناعات الدفاعية.
لم ترغب Rolls-Royce في أن تمتلك شركة TR Motor التركية "جميع حقوق الملكية الفكرية وتديرها" فيما يتعلق بالبرنامج. قدمت الشركة معلومات للوزراء البريطانيين والأتراك حول مخاوفهم.
وتريد تركيا أن تكون لها حقوق الملكية الفكرية، وهو جوهر العمل بالنسبة، إذ يقول المسؤولون الأتراك "نهدف إلى أن نكون شركة تصنيع دفاعية مستقلة. لا نريد أن نخضع لقيود الأجانب".
ويعتقد عثمان "أن البريطانيين متحمسون للغاية لتعزيز التعاون مع أنقرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويتوقع أن التعاون في صناعة الدفاع بين تركيا والمملكة المتحدة سيستمر في النمو.
وحول تأثير صفقة الصواريخ الروسية على العلاقات الدفاعية بين البلدين أشار عثمان إلى أنه قد مر أكثر من عامين منذ توقيع عقد شراء تركيا لصواريخ إس 400، واستمرت العلاقات الدفاعية البريطانية التركية دون أن تشهد أي تطور سلبي، وقال يستمر العمل على التصميم المشترك للطائرة المقاتلة مع شركة BAE البريطانية، وتتواصل مفاوضاتنا مع شركة Rolls-Royce مع الحكومة التركية، ولم يتم التطرق إلى هذه القضية مطلقاً.
وتظل بريطانيا الدولة الغربية الأكثر احتمالاً أن تتعاون مع أنقرة في مشروع طائراتها الشبحية، وخاصة أن الدولتين يعانيان من سياسات الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا، ولكن تبقى المعضلة في إمكانية خضوع بريطانيا للفيتو الأمريكي ضد تصدير التكنولوجيا العسكرية لأنقرة.
باكستان خيار تعرقله الصين
يمكن أن تكون الطائرة المقاتلة الباكستانية JF-17 خياراً انتقالياً للقوات الجوية التركية.
تركيا وباكستان حليفتان مقربتان تريدان توسيع وتعزيز تعاونهما العسكري. تركيا بصدد تصنيع طرادات من فئة Ada لباكستان بينما الأخيرة، بمساعدة صينية، يمكن أن تساعد أنقرة في برنامج تحديث F-16.
وتحاول كل من أنقرة وإسلام آباد تطوير وبناء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس. تمتلك تركيا مشروع TAI TF-X، بينما تعمل باكستان على مشروع AZM PAC PF-X "عزم".
رغم التحديات أمام المشروعين، فإن التعاون الدفاعي مع باكستان يمكن أن يساعد تركيا في الحصول على طائرات من الجيل 4.5 قادرة على استكمال أسطولها من طراز F-16 واستبدال طائراتها الأقدم.
اقترح المؤلف والمحلل والطيار السابق في القوات الجوية الباكستانية كايزر توفيل، في عام 2018، أن تركيا وباكستان يمكنهما بناء طائرة انتقالية "بدلاً من القفز مباشرة إلى مقاتلة من الجيل الخامس كاملة القدرات."
حتى إنه اقترح أن التعاون "يمكن أن يعتمد على تطوير طائرة انطلاقاً من الطائرة "JF-17 Thunder التي طورتها باكستان بدعم كبير من الصين.
ورغم الانتقادات الموجهة لهذه الطائرة باعتبارها تصميماً قديماً تعود جذوره للطائرة السوفييتية الشهيرة والعتيقة ميغ 21، فإن ظهور النسخة المطورة JF-17 Block-3، قد أثار اهتماماً عالمياً، وأصبح ينظر لهذه الطائرة باعتبارها منصة رخيصة، ولكن تتمتع بقدر من الكفاءة.
النموذج الجديد، الذي أُطلق عليه لقب أول مقاتلة من الجيل 4.5 لدى القوات الجوية الباكستانية، هو ترقية مهمة على سابقيه بلوك 1 و 2، واللذين كانا يفتقران إلى العديد من القدرات الأساسية.
تتضمن JF-17 Block-3 راداراً صينياً متطوراً من طراز (AESA)، وهي ميزة مهمة لأي طائرة نفاثة حديثة من الجيل 4.5، وتفتقدها كل الطائرات الروسية على سبيل المثال.
يمكن أن تتكامل القدرات الصناعية بين البلدين، تركيا بخبراتها المكتسبة من إنتاج الطائرة إف 16 أشهر طائرات الجيل الرابع عالمياً والإف 35، مع قدرات باكستان التي اكتسبتها من الصين في إنتاج JF-17، هذا التكامل يمكن أن يحاول أن يغطي النقص لدى البلدين.
إذا عملت تركيا وباكستان على نسخة أكثر تقدماً من المقاتلة JF-17، كما اقترح توفيل، فيمكن لتركيا الحصول على مقاتلة قوية ورائعة من الجيل 4.5 بحلول نهاية العقد.
مشكلة هذا التعاون في أنه ستكون له علاقة بالصين، الأمر الذي قد يثير حفيظة الولايات المتحدة، كما أن الصين نفسها قد تتحفظ على نقل حليفتها باكستان، التكنولوجيا الخاصة بها لتركيا، رغم أن علاقات أنقرة وبكين جيدة، ولكنها ليست تحالفاً، كما أن تركيا إحدى الدول الإسلامية القليلة التي سبق أن انتقدت ممارسات الصين تجاه مسلمي الإيغور وهي تستضيف أعداداً من اللاجئين الإيغور.
ثاني مشكلات مشاركة تركيا في تطوير المقاتلة الباكستانية JF-17، هي المحرك، إذ تعتمد الطائرة الباكستانية حالياً على محركات روسية وصينية، الأولى يمكن أن تعرض تركيا لنقمة واشنطن، والثانية هناك شكوك حول كفاءتها، وقد تسبب غضباً أمريكياً أيضأً.
يمكن أن يكون البديل للمحركات الصينية والروسية أن تسعى أنقرة وإسلام آباد للتعاون مع أوكرانيا لتطوير محركات لهذه الطائرة، ولكنها مسألة تحتاج إلى وقت.
الطائرة الكورية KF-21 بورامي.. خيار طموح وسبق تجربة مثيل له
تقوم كوريا الجنوبية بتطوير الطائرة KF-21 Boramae، وهي مقاتلة من الجيل القادم، على الرغم من حقيقة أنها لا تزال نموذجاً أولياً، فمن المتوقع أن تصبح KF-21 طائرة مقاتلة متطورة.
وإندونيسيا شريك بنسبة 20% في المشروع، وقد أكدت مشاركتها بعد تعثرها لفترة في توفير التمويل اللازم.
ستكون الطائرة KF-21 شبحية، لكن ستحمل أسلحتها على نقاط صلبة خارجية بدلاً من الحاويات الداخلية التي تميز معظم الطائرات الشبحية من الجيل الخامس، ما يجعلها أكثر قابلية للاكتشاف مقارنة بطائرات الجيل الخامس الأخرى، كما أنها ستعتمد على محركات أمريكية غير مخصصة للطائرات الشبحية.
ولذا رغم أنه مشروع واعد ولكن ينظر له أحياناً على أنه لن يكون طائرة جيل خامس بشكل كامل بل ستنتمي أكثر للجيل 4.5.
ولكن ربما في وقت ما في ثلاثينيات القرن الحالي، سيتم تطوير متغير Block 3 مع حاويات داخلية لحمل الأسلحة وتحسينات أخرى، ما يجعل KF-21 بالفعل طائرة من الجيل الخامس.
تم عرض النموذج الأولي للطائرة علناً لأول مرة في 9 أبريل/نيسان 2021، ويتوقع أن تطير في أول رحلة تجريبية خلال العام الحالي 2022.
الطائرة يبلغ طولها 16.9 متر، ومزودة بمحركين أمريكيين من طراز جنرال إلكتريك F414-GE-400K المستخدم في الطائرة الأمريكية إف 18 سوبر هورنيت، ويولد كل منهما 57.8 كيلو نيوتن بدون احتراق لاحق و97.9 كيلو نيوتن مع احتراق لاحق، ويتوقع أن تكون سرعتها القصوى 1.81 ماخ.
ستكون KF-21 قابلة للتشغيل المتبادل مع الصواريخ الأمريكية والأوروبية مثل AIM-120 AMRAAM و AIM-9X Sidewinder و MBDA Meteor، على عكس نظيراتها الروسية والصينية.
الطائرة الكورية القادمة لديها تطلعات كبيرة، وفقاً للمتخصص العسكري أبراهام أيت. حتى إنه يتوقع أنه خارج الولايات المتحدة والصين ستكون أنجح برامج مقاتلات الجيل الخامس.
تأمل سيول أن تبدأ بيعها في عام 2028 مقابل 65 مليون دولار لكل وحدة، وهذا سعر أرخص كثيراً من طائرات رافال وتايفون الأوروبية.
وأعربت أنقرة عن اهتمامها الكبير بـ KF-21 Boramaet قبل عقد من الزمن، ولدى البلدين بالفعل علاقة دفاعية واسعة النطاق، فمدافع الهاوتزر T-155 Frtna التركية تعتمد على تكنولوجيا K9 Thunder.
كما تقوم تركيا أيضاً بتطوير دبابة القتال المحلية ألتاي "Altay"، والتي تعتمد بشكل أساسي على تصميم دبابة K2 Black Panther الكورية، ووافقت كوريا الجنوبية على بيع محركات لتركيا لتستخدمها في صنع دبابات "ألتاي" المحلية، بعد تراجع ألمانيا عن اتفاقها مع أنقرة في هذا الشأن.
يمكن أن تكون تركيا شريكاً في مشروع الطائرة الكورية عبر دمج مشروع طائراتها الخاصة به لتستفيد سيول من خبرات أنقرة في تصنيع أجزاء الإف 16 والإف 35، ولكن أنقرة تريد مشاركة كاملة، وهي مسألة يبدو أن سيول ليست مستعدة لها.
وقد يكون البديل عملية تبادل للتكنولوجيا مع بقاء كل مشروع منفصلاً على غرار التعاون بين مشروعي الدبابة الكورية K2 Black Panther والتركية ألتاي، ويمكن أن تشتري أنقرة عدداً من الطائرات KF-21 الكورية كبديل للنسخ القديمة من الإف 16 الخاصة بها، ويكون ذلك ثمناً لنقل التكنولوجيا الكورية لمشروع الطائرة التركية الشبحية.
قد يكون أكبر عائق أمام احتمال التعاون التركي مع كوريا هي الولايات المتحدة التي تمثل الداعم الفني الرئيسي لمشروع الطائرة الكورية، وخاصة في المحركات.
يقول البعض إنه من غير المرجح أن تعارض الولايات المتحدة والناتو تعزيز تركيا لعلاقاتها الدفاعية مع كوريا الجنوبية، بدلاً من أن تذهب أنقرة للصين أو روسيا.
يمكن أن تكون المشاركة بشكل أو بآخر في مشروع هذه الطائرة فرصة لتركيا لتعزيز قاعدتها التكنولوجية، ولكن لن تلغي الحاجة إلى مشروع الطائرة التركية الشبحية.
فالمشروع الكوري يعتمد على التكنولوجيا الأمريكية وخاصة في المحركات، ما يجعل أنقرة رهينة لتقلبات واشنطن، قد تفضل تركيا محاولة التعاون في مجال تصنيع المحركات مع البريطانيين الذين لديهم محرك مماثل.
ولكن إذا فرضت واشنطن فيتو على نقل تكنولوجيا المحركات الأمريكية والبريطانية، فإن تركيا قد تعزز تعاونها في أوكرانيا في مجال المحركات، ولقد اشترت تركيا بالفعل ربع أسهم شركة Motor Sich الأوكرانية المصنعة للمحركات.
وهذه الشركة لديها المحرك AI-222 وهو محرك منخفض الطاقة. مع معدل قوة ما بعد الاحتراق البالغ 42 كيلو نيوتن، وليس بالإمكان استخدامه لتشغيل حتى مقاتلة خفيفة الوزن.
ولكن يطمح الأوكرانيون إلى إنتاج محرك جديد يسمى AI-9500F بدفع يبلغ 21000 رطل، أي أكثر من ضعف دفع محرك AI-222 ليكون قريباً في القوة من المحركات البريطانية والأمريكية وأقوى من محرك الرافال الفرنسية، وهي خطوة يمكن أن تكتسب زخماً بالأموال والدعم الفني التركي.
أما إذا فرضت واشنطن فيتو على التعاون التركي الكوري برمته، فإن خيار أنقرة البديل قد يكون التوجه لباكستان للتعاون معها في تطوير طائراتها ذات الجذور الصينية JF-17، مع التركيز على التعاون مع أوكرانيا في مجال المحركات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!