ترك برس-الأناضول
تستعد تركيا لاحتضان "مؤتمر إسطنبول الدولي الثامن للوساطة"، غدًا الخميس، بحضور ممثلين رفيعي المستوى من العديد من الدول والمنظمات الدولية.
وباتت تركيا من خلال جهودها التي بذلتها في السنوات الأخيرة، علامة فارقة في مجال الوساطة المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات العالقة بالطرق السلمية.
وتواصل تركيا دورها الريادي في مجال الوساطة بمبادرات واسعة، وتقدم إسهامات كبيرة بهذا الخصوص على الصعيدين النظري والعملي.
وتنظم غدا الخميس، النسخة الثامنة لمؤتمر إسطنبول الدولي للوساطة الذي انعقدت الدورة الأولى منه عام 2012، حيث يعتبر المؤتمر ملتقى لخبراء محليين وأجانب رائدين في مجال الوساطة.
المؤتمر الذي يعقد عشية منتدى أنطاليا الدبلوماسي، من المقرر أن يحضره أكثر من 200 مشارك من 40 دولة مختلفة، بينهم 3 وزراء خارجية، و80 أكاديميا.
وتتولى تركيا حالياً وفي آن واحد، الرئاسة التشاركية لمجموعات صداقة لدى كل من الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، وتهدف من خلال هذا المؤتمر إلى الإسهام في توحيد الجانب النظري والعملي لجهود الوساطة وخلق توعية عالمية في هذا الخصوص.
وخلال نسخه في الأعوام الماضية، تناول المؤتمر النماذج الملموسة من الوساطات حول العالم، وكان له انعكاسات وتأثيرات سياسية هامة.
كما ساهم مؤتمر إسطنبول للوساطة، في إطلاق مؤتمر مشابه في منظمة التعاون الإسلامي، بغية اتخاذ قرارات متعلقة بالوساطة وتأسيس الآليات اللازمة في هذا الخصوص.
وناقشت النسخ السابقة من المؤتمر انعكاسات التحول الرقمي على عمليات السلام، ودور المنظمات غير الحكومية والإقليمية والدولية في جهود الوساطة، وتأثيرات وباء كورونا على أجواء السلام، فضلاً عن الحاجة إلى الشمولية في عمليات السلام.
وتحت شعار "الوساطة تحت المجهر في ظل أجواء السلام المتغيّرة"، ينعقد مؤتمر إسطنبول للوساطة بنسخته هذا العام، في ولاية أنطاليا، جنوبي تركيا، قبل يوم واحد من انطلاق فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وإلى جانب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، سيشارك في المؤتمر أيضاً نظيراه الفلسطيني والكويتي.
كما يشارك فيه الأمينان العامان لمنظمتين دولتين، و10 ممثلين خاصين من 6 مؤسسات دولية، و80 أكاديميا، وممثلون عن 25 مؤسسة فكرية من حول العالم.
ومما يميّز نسخة المؤتمر لهذا العام، أن المشاركين في إحدى جلساته من النساء بالكامل، وأنها ستناقش أهمية إشراك الشباب والنساء في جهود الوساطة.
ومنذ عام 2012، تشرف وزارة الخارجية التركية على تنظيم مؤتمر الوساطة، الذي يجمع سنويا العديد من السياسيين والدبلوماسيين والخبراء والأكاديميين والطلاب والمهتمين بالوساطة من أجل تحقيق السلام.
وتساهم مؤتمرات إسطنبول للوساطة التي تتناول أحدث النقاشات الدائرة في هذا مجال، بإغناء مفاهيم الوساطة.
وتمحورت المؤتمرات التي عقدت حتى الآن حول أهمية آثار التحول الرقمي على ديناميات الصراع، والحاجة إلى ضرورة التنسيق والتكامل في مجال الوساطة، ودور المنظمات الإقليمية والدولية في الوساطة، والعلاقة بين التنمية المستدامة والسلام، وإبراز أهمية الشمولية في مجال الوساطة.
كما يساهم المؤتمر في تطوير قدرات الوساطة داخل الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وفي عام 2010، أطلقت تركيا بالتعاون مع فنلندا، مبادرة تحت مظلة الأمم المتحددة لتخصيص المزيد من الجهود والموارد لمجال الوساطة، وزيادة إبراز أهمية الوساطة للمجتمع الدولي فيما يتعلق بالدبلوماسية الوقائية وحل النزاعات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!