ترك برس
ذكرت شبكة الجزيرة القطرية، أن تقارير أفادت مؤخراً بتعمّق التعاون الاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.
جاء ذلك في تقرير لها حول تغطية زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة، ولقائه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة هي الأولى من نوعها لتركيا منذ 14 عاما.
ونقلت "الجزيرة" عن وسائل إعلام – لم تذكرها- بأن تقارير تفيد بتعمّق التعاون الاستخباراتي بين تركيا وإسرائيل في الأشهر الماضية، خاصة بعد الكشف عن خلايا إيرانية سعت لاستهداف عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين العاملين في تركيا.
وأمس الأربعاء، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ العلاقات الثنائية والتعاون في مجالي الطاقة والدفاع.
كما تناولت المحادثات في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية مستجدات الملف الأوكراني الروسي، وملف شرقي البحر الأبيض المتوسط، ومشروع مد خط أنابيب غاز من إسرائيل لأوروبا مرورا بالأراضي التركية.
وقال أردوغان -في مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات- إن تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية مهم جدا لنشر الاستقرار والسلام في المنطقة، مضيفا أنه يعتقد أن "الزيارة التاريخية" للرئيس الإسرائيلي ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين الجانبين.
وأضاف أنه أبلغ هرتسوغ بأن لدى الجانبين القدرة والمعرفة للتعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والدفاع، مشيرا إلى زيارة "تحمل أهمية كبيرة" سيقوم بها وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي إلى إسرائيل.
وأوضح الرئيس التركي أنه أكد لنظيره الإسرائيلي على أهمية حل الدولتين، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية كانت من المواضيع الرئيسية في المحادثات.
كما قال أردوغان إنه أبلغ هرتسوغ بأن لدى تركيا حساسية من السياسة الإسرائيلية تجاه فلسطين والوضع التاريخي والديني للقدس.
وفي الجانب الاقتصادي، ذكر الرئيس التركي أن حجم التبادل التجاري بين بلاده وإسرائيل سجل العام الماضي زيادة بنسبة 36% ليبلغ 8.5 مليار دولار، معربا عن ثقته في زيادة قيمته إلى 10 مليارات.
بدوره، ذكر هرتسوغ أنه يعتقد أن العلاقات مع تركيا ستقوم على "الاحترام المتبادل" من الآن فصاعدا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سيزور إسرائيل الشهر القادم.
وكانت مبادرة الرئيس التركي بالاتصال مع الرئيس الإسرائيلي الحالي لتهنئته بانتخابه رئيسا لإسرائيل في يوليو/تموز الماضي قد شكلت نقطة تحول أولى في العلاقات التركية الإسرائيلية، وأطلقت مبادرة لاستعادة العلاقات بين الطرفين، والتي شهدت تدهورا في العقد الأخير حتى بعد اعتذار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للرئيس التركي عام 2014 عن قتل المتطوعين الأتراك الذين كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة"، وهو اعتذار اضطر نتنياهو إلى تقديمه تحت ضغط كبير من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وعلى مر العقد الحالي شهدت العلاقات بين البلدين مدا وجزرا تخللتها اتهامات إسرائيلية متواترة لتركيا باحتضان حركة حماس.
وعلى الرغم من مبادرة تحسين العلاقات بين الطرفين فإن مسؤولين إسرائيليين -بينهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت- أعلنوا أنهم لا يعولون بالضرورة على الرئيس أردوغان، متهمين إياه بأنه صاحب مزاج متقلب ولن يتوانى عن مهاجمة إسرائيل وانتقاد سياساتها في الأراضي الفلسطينية، خاصة في القدس.
وفي سياق متصل، شهدت تركيا مظاهرات ووقفات احتجاجية رافضة لزيارة الرئيس الإسرائيلي، حيث أحرق ناشطون أتراك أعلاما إسرائيلية معلقة في طريق المطار الذي هبطت فيه طائرة هرتسوغ بأنقرة ورفعوا بدلا منها أعلام فلسطين.
كما نظمت مؤسسات مجتمع مدني إسلامية مظاهرات في أنقرة وإسطنبول ومحافظات تركية أخرى احتجاجا على زيارة الرئيس الإسرائيلي.
وفي الوقفة التي تمت أمام السفارة الإسرائيلية في أنقرة ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، حاملين صور الشهداء الأتراك الذين فقدوا حياتهم برصاص الجنود الإسرائيليين على متن سفينة "مافي مرمرة"، ثم أحرقوا العلم الإسرائيلي.
وجاء في البيان الصحفي الذي تلاه ممثل عن جمعية شبيبة الأناضول "لن ننسى مئات آلاف الشهداء الفلسطينيين، وباسم قدسية القدس والمسجد الأقصى يجب مواجهة هذه الزيارة التي هي خطوة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وفي السياق، أصدر حزب السعادة التركي بيانا مناهضا لزيارة الرئيس الإسرائيلي قال فيه "إن زيارة القاتل هرتسوغ لتركيا أضرت بشدة بأمتنا، فهذه الزيارة تعني خيانة القضية الفلسطينية".
وطالب البيان الرئيس التركي بقطع العلاقات مع إسرائيل، وقال إن "إسرائيل تريد بيع الغاز الذي سرقته من إخواننا الفلسطينيين إلى أوروبا عبر تركيا، يجب على الحكومة التركية ألا تتوسط لسرقة إسرائيل، فأمتنا لا تقبل مثل هذا الاتفاق الذي يضفي الشرعية على الإرهاب الإسرائيلي".
وأكد أن تطبيع تركيا مع إسرائيل لن يجلب سوى الاحتلال والمجازر لفلسطين، ولن يجلب إلا الشر لتركيا.
هذا ومن المقرر أن يلتقي هرتسوغ، الخميس، ممثلي الجالية اليهودية في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!