ترك برس
تناول مقال للكاتب الروسي ميخائيل روستوفسكي، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، الفوائد التي تجنيها تركيا من الصراع الدائر في أوكرانيا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
وقال الكاتب: "أن يتوقع محلل كيف ستتطور الأزمة في أوكرانيا وحول أوكرانيا كأنه يحفر "قبرا مهنيا" لنفسه. الوضع متغير للغاية". حسبما نقلت وكالة "RT".
وأضاف: "مع ذلك، فإن هناك من يخرج اليوم من الصراع الأوكراني فائزا. وهي الدول التي اتخذت، من جهة، قرارا بالبقاء فوق الصراع، ومن ناحية أخرى، لديها موارد كافية وهامش أمان للبقاء في هذا الموقف، على الرغم من الضغط الخارجي الشديد. ولعل أبرز مثال على هذه الدول تركيا".
وتابع: "تركيا وروسيا دولتان ليس من الشائع المقارنة بينهما. لدينا ثقافات مختلفة للغاية وتقاليد شديدة الاختلاف. ومع ذلك، هما دولتان أوراسيتان قويتان، شعورهما بالعزة القومية مجروح بالقدر نفسه. وهنا تكمن المفارقة: المحاولة الحالية الحاسمة من قبل روسيا لاستعادة مكانتها الاستراتيجية المسحوقة توفر فرصة مماثلة لتركيا.
ولكن مع اختلاف بسيط واحد. من أجل المرحلة الحالية المتمثلة في "النهوض من وضعية الركوع"، كان على موسكو (وسوف يكون عليها) تقديم تضحيات هائلة. لكن أنقرة لا تحتاج للتضحية بأي شيء. إنها تحتاج فقط إلى الانتظار بصبر، والابتسام للجميع، وقول كلمات حكيمة للجميع، والمناورة برشاقة بين بقية مراكز القوة في العالم، واللعب على تناقضاتهم.
من خلال إظهار الود الذي هو مهم للغاية بالنسبة لروسيا الآن، يعتزم أردوغان التوغل في شؤوننا بعمق، ليصبح "شريكا لا غنى عنه" لموسكو. يتوقف كل شيء على مدى نجاح روسيا في تنفيذ استراتيجيتها الجيوسياسية الحالية.
إذا حققت نجاحا كبيرا أو معتدلا على الأقل، فسوف تحتفظ تركيا بخطها السياسي المتوازن. لكن أردوغان نفسه، كما أظن، يرغب في سيناريو مختلف، سيناريو يمكن أن يقول فيه "ويل المهزوم!" والبدء في إملاء شروطه القاهرة علينا".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تدرك "مدى صعوبة الظروف" من أجل التهدئة بين روسيا وأكرانيا، لكنها ستواصل مساعيها التي ترى الدبلوماسية المخرج الوحيد من الأزمة.
ونوه أردوغان بأن تركيا ومنذ بداية الأزمة في أوكرانيا تبنت موقفا واضحا يدعو للحوار والتحلي بالحكمة وخفض التوتر وافساح المجال للدبلوماسية.
وأعرب عن أسفه لتفاقم المأساة الإنسانية في أوكرانيا يوما بعد يوم، مشيرا إلى مقتل آلاف المدنيين ولجوء أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار. وفق وكالة الأناضول.
وشدد أردوغان على أن تركيا تبذل جهودا مكثفة لوضع حد للحرب والمأساة الحاصلة بأسرع وقت ممكن. ولفت إلى مواصلته اتصالاته مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!