ترك برس
يعتزم وفد اقتصادي تركي رفيع المستوى إجراء زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، في خطوة لتنفيذ الاتفاقات التي تمت بين البلدين خلال الفترة الماضية. وفق صحيفة العربي الجديد.
وذكرت الصحيفة أن الزيارة تأتي في إطار مرحلة جديدة ومختلفة، اقتصاديا لكل من تركيا والإمارات يتناسى فيها الطرفان الخلافات القديمة، "إذ بات ترسيخ المصالح المتبادلة تجاريا واستثماريا من أولويات البلدين".
وكانت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للعاصمة أبوظبي، منتصف شباط/فبراير الماضي، تمخّض عنها توقيع 13 اتفاقية بين البلدين.
ونقلت عن المحلل التركي، كاتب أوغلو، قوله إن بلاده نجحت باحتواء الأزمات السياسية من خلال القنوات التجارية والاقتصادية.
واعتبر المحلل أن زيارة وفد رجال الأعمال الأتراك، إلى الإمارات المقررة اليوم الأربعاء، ستكون ترجمة عملية لما أسسه ساسة البلدين، بعد زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد للعاصمة أنقرة وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات.
ويكشف أوغلو أن تركيا تتطلع لحصة إماراتية بالمشروعات الكبرى، إن كانت طاقوية أو بقناة إسطنبول، لأن أنقرة تعول على استثمارات الـ"B.O.T"، متوقعاً زيارة لرجال أعمال إماراتيين لبلاده خلال الشهرين المقبلين، بدعوة من مكتب تشجيع الاستثمار برئاسة الجمهورية "لعرض الفرص ودخول الإمارات بالمشروعات الاستثمارية المباشرة والكبرى".
وكانت الصادرات التركية إلى الإمارات قد زادت خلال شهر فبراير/ شباط بنسبة 52% وفقا لبيانات جمعية المصدرين الأتراك، لتصل قيمتها إلى 303.24 ملايين دولار، لتصل الإمارات إلى المركز السابع عشر من حيث أكبر أسواق التصدير التركية.
ويعوّل الأتراك على زيارة رجال الأعمال إلى دبي ولقاء "اجتماع الطاولة المستديرة الإماراتي التركي للتطوير العقاري والبناء 2022" لتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الاقتصادية، عبر اتفاقات شملت الصناعة الدفاعية، والصحة، وتغير المناخ، والصناعة، والتكنولوجيا، والثقافة، والزراعة، والتجارة، والاقتصاد، والنقل البري والبحري، والشباب، وإدارة الكوارث والأرصاد الجوية والاتصالات.
وبحسب بيان مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEİK) سيزور الإمارات اليوم وفد رجال الأعمال الأتراك، ممثلا لمختلف القطاعات الخاصة، لبحث تعزيز التعاون في 4 قطاعات رئيسية خلال عام 2022، في مقدمتها المقاولات والبنية التحتية ومناقشة تنفيذ مشاريع بنى تحتية مختلفة بكلفة استثمارية 130 مليار دولار.
وبدوره، رأى رئيس مجلس الأعمال الإماراتي التركي حسين سجواني، أن زيارة أردوغان إلى الإمارات أسهمت في تسريع الجهود التي تبذلها الدولتان لمواصلة ترسيخ العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية القائمة بينهما، مؤكداً خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام" على القيم المشتركة والروابط الثقافية المتأصلة بين البلدين.
ويرى المحلل التركي، سمير صالحة، أن التحولات الجديدة، بالمنطقة والعالم، فرضت على الدول إعادة النظر بالعلاقات، السياسية والاقتصادية.
ولا يرى صالحة، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" في تنامي العلاقات التركية الإماراتية، أي تناقض وتأثير على العلاقات التركية القطرية، لأنها مبنية على نحو استراتيجي، والدوحة بالنسبة لبلاده شريكاً استراتيجياً، سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري والسياسي.
ويشير المحلل التركي إلى دور قطاع الأعمال بتركيا والإمارات، بقيادة مرحلة تحسين وتطوير العلاقات، خلال المرحلة المقبلة قائلا: "سنشهد تعاونا واتفاقات مهمة خلال الأشهر المقبلة خاصة بعد اتفاقية تجديد مجلس الأعمال بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بالإمارات ومجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية التركي".
وحسب بيانات وزارة الخارجية التركية، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، بلغ نحو 8.9 مليارات دولار عام 2020 وقرابة 7.4 مليارات دولار عام 2019، ونحو 7.6 مليارات دولار عام 2018، مسجلاً رقماً قياسياً عام 2017 بعد أن وصل حجم التجارة إلى قرابة 14.8 مليار دولار، لتكون الإمارات في المرتبة الـ12 كأكبر مستورد للسلع التركية على مستوى العالم والثانية عربياً بعد العراق، وفي المرتبة التاسعة كأكبر مصدّر للسوق التركية عالمياً والأولى عربياً.
وتتنوّع الصادرات التركية إلى الإمارات ما بين الأحجار الكريمة والمعادن والآلات والأجهزة الكهربائية، في حين أن أهم الصادرات الإماراتية إلى تركيا هي الذهب والألمنيوم والمجوهرات والنفط والزيوت المعدنية والمواد الكيماوية والحديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!