ترك برس
أعلنت تركيا قبل أسبوعين، عن إغلاقها لمجالها الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية المتجهة إلى سوريا، الأمر الذي أثار التساؤلات حول دوافع أنقرة تجاه هذه الخطوة، لا سيما وأنها تتزامن مع تصاعد العنف في أوكرانيا التي تعمل تركيا على الوساطة بين موسكو وكييف لوقف الحرب الدائرة هناك.
وأثارت الخطوة التركية بإغلاق الأجواء أمام الطائرات الروسية، الكثير من التساؤلات لدى المراقبين والمحللين والخبراء، وفتحت باب الحديث عما إذا كان ذلك ينذر بحالة تصعيد بين روسيا وتركيا.
ويعتبر الإعلان أحد أشد ردود تركيا التي حافظت على علاقة وثيقة بروسيا رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، على الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل شهرين.
وتعقيبا على قرار تركيا، أفاد الباحث السياسي التركي "خير الدين آجار"، بأن "قرار إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الروسية، هو ورقة ضغط اتخذتها أنقرة لعدة اعتبارات، منها إجبار إدارة بوتين على أخذ المفاوضات مع أوكرانيا بجدية أكبر".
ونقل تقرير لموقع "عربي 21" عن الباحث التركي قوله إن "أنقرة تهدف من خلال القرار إلى زيادة الضغط على موسكو، لزيادة تواجدها العسكري في سوريا"، منوها إلى أن "القرار جاء بالتزامن مع سلسلة ضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية، على مناطق الشمال السورية، واستهدفت خلالها بعض الأماكن الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي".
وأشار إلى أن "إغلاق تركيا لمضيق البوسفور، تماشيا مع اتفاقية مونترو، ضيق الخناق على روسيا، التي لم تعد قادرة على إمداد قواتها العسكرية في سوريا عبر البحر"، منوها إلى أن "إمداد وحدة ضخمة مثل الوحدة الروسية في سوريا عن طريق الجو أمر غير ممكن ومستحيل".
وأفاد "خير الدين آجار"، بأن تركيا اتبعت مع روسيا خلال السنوات القليلة الماضية، سياسة القوة لإجبارها على عقد الاتفاقيات والتفاهمات، مشيرا إلى أن هذا هو الطريق الوحيد المتاح مع موسكو في ظل حكم فلاديمير بوتين.
وأضاف: "ربما تحاول تركيا التي هاجمت قبل أيام منظمة بي كا كا الإرهابية في شمال العراق، استخدام نفوذها على روسيا، للحصول على الضوء الأخضر لعملية مماثلة في الشمال السوري".
من جانبه قال المحلل السياسي التركي "إيرهان تايلان"، إن "إغلاق السماء التركية أمام روسيا قد يكون مجاملة لحلف الناتو وللولايات المتحدة الأمريكية"، لافتا إلى أن "القرار جاء بعد زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى لتركيا، الذي ناقش العديد من القضايا الهامة منها الحرب الروسية الأوكرانية".
ولفت إلى أن "أنقرة بقرارها الأخير ستجبر موسكو على استخدام طريق إمداد جوي أطول، والمرور عبر المجال الجوي للعراق وشرق سوريا، حيث تحظى أمريكا العدو المباشر لروسيا بتفوق جوي هناك".
وأكد أن "إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحاول إيصال رسالة للكرملين، مفادها أن تركيا هي النافذة الوحيدة لروسيا على العالم، بعد العقوبات المتزايدة من قبل الغرب وواشنطن ضدها".
من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، الدكتور "علي باكير"، أن توقيت القرار التركي مثير للاهتمام ولافت للنظر.
ولمح عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى أن أمريكا قد تكون السبب في القرار التركي، قائلا: "هل قدمت أمريكا شيئا في المقابل؟ أم أنها دوافع ذاتية، بهدف تثبيت المسرح السوري؟".
وقبل أسابيع أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن إغلاق تركيا لمجالها الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية المتجهة إلى سوريا.
وأضاف: "لقد أغلقنا المجال الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية، وكذلك الطائرات المدنية، المتجهة إلى سوريا.. لقد أعلنا ذلك في آذار/ مارس وانتهت المهلة في نيسان/ أبريل".
ولفت أوغلو إلى أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بالقرار الذي نقله بدوره إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن حظر الطيران سيستمرّ ثلاثة أشهر.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!